خبر غزة: مواطنون يجمعون نفايات قذفها البحر بغية الانتفاع منها

الساعة 07:07 م|22 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة

وفرت عشرات الأطنان من الأخشاب والخردة التي لفظها البحر على شاطئ مدينة غزة خلال اليومين الماضيين فرص عمل لأشخاص متعطلين عن العمل، هرعوا لجمع الحطب والخردة وكل شيء يمكن استصلاحه لبيعه أو الانتفاع به.

وقذف البحر هذه النفايات بعد أربعة أيام من انجرافها إليه بفعل سيول تدفقت عبر سدود أقامتها إسرائيل عبر مجرى وادي غزة، أدت إلى تلوث مقطع الشاطئ الممتد من حوض الميناء شمالا وحتى مصب الوادي جنوبا، وهو شريط ساحلي يبلغ طوله نحو خمسة كيلو مترات.

وتعتبر هذه المنطقة من أهم المناطق السياحية في مدينة غزة، حيث تقام عليها مئات الاستراحات الساحلية، وكانت تتمتع بشاطئ نظيف وهادئ.

وشوهد عشرات من أصحاب العربات "الكارات" التي تجرها الحمير والأحصنة يجمعون الحطب وأشياء أخرى، وكانوا يتسابقون على جمع أكبر كميات ممكنة منها لبيعها.

وعلى وقع كارثة وادي غزة يبدي كثير من المواطنين الذين توجهوا إلى الشاطئ، خاصة مصب الواد، اهتمامهم بالكارثة، ليس من باب الشفقة على المتضررين وإنما أملاً في الاستفادة من مخلفات السيول.

واصطحب المواطن صبحي (50 عاما) الذي يسكن بالقرب من مصب الواد أبناءه لجمع أكبر كمية من الحطب لبيعها في الأسواق، وبدا في عجلة من أمره لإنجاز هذه المهمة قبل أن يسبقه آخرون، وأخذ يحث أبناءه على جمع أكبر قدر ممكن من الأحطاب وإفراغها في محيط منزله، بالاستعانة بعربة "كارو" يجرها حمار.

وقال إن الاحطاب وفرت له فرصة عمل ومصدراً مؤقتاً للرزق لم يتوقعه من قبل، مؤكداً أنه جمع الكثير من الحطب خلال اليومين الماضيين، آملا أن يحظى بسعر جيد عند بيعها.

لكن الشاب فتحي يطمح في العثور على ما هو أفضل من الحطب، مشيراً إلى أنه يستغل وقته في جمع الحطب والبلاستيك وعينه على غير ذلك، متوقعاً أن يقذف البحر أشياء أفضل من الحطب والخردة.

ولم يستبعد فتحي في العشرينات من عمره وهو يراقب الشاطئ على الدوام أن يلفظ البحر معادن ثمينة جرفتها السيول من المنازل المدمرة وغير ذلك من أثاث يمكن استغلاله.

ولم تتوقف محاولات المواطنين للاستفادة من هذه الكارثة على هذا الجانب، وبرر المسن أبو خالد مراقبته للشاطئ باهتمام بالغ بترقبه أسماكاً قد يقذفها البحر، لافتاً إلى أنه شهد أوضاعاً مماثلة في سنوات الثمانينيات والسبعينيات عندما كان يجري الوادي في فصل الشتاء، حيث كان البحر يُلقي عشرات الأطنان من الأسماك على طول شاطئ غزة، يجمعها المواطنون ويأكلونها أو يبيعونها.

ويجوب أبو خالد شاطئ البحر ليل نهار، خصوصا في الليل، للبحث عن الأسماك، لكن البحر لم يلق الكميات المتوقعة من الأسماك كما يقول، مشيراً إلى عثوره على أسماك رفض الإفصاح عن كميتها خوفاً من ملاحقته من الجهات الصحية، لكنه اعترف بضآلة الكمية التي عثر عليها.

وبرر أبو خالد ذلك إلى انخفاض كميات الأسماك في البحر، بالإضافة إلى تزايد أعداد نظرائه الباحثين عن الأسماك.

ويجوب الشاطئ عشرات من الشبان العاطلين عن العمل، وهم يحدقون في المياه، خاصة داخل المياه الضحلة أملا في العثور على أسماك كبيرة.

وبدا الشاب رجب ممتعضاً جداً بعد أن عثر مواطن آخر على سمكة نافقة تزن نحو 5ر1 كيلو غرام وإن بدت بحالة جيدة، بينما لم يأبه المواطن الذي عثر عليها بتحذير المسؤولين من مغبة تناول الأسماك في هذا الوقت، مشيراً إلى أنه سيأكلها مع أفراد عائلته، خصوصاً أن السمكة من نوع "لبط" الفاخر.

وقال إنه أكل مرتين من الأسماك التي قذفها البحر خلال الأيام الأربعة الماضية دون أن تسبب له أي أذى، لافتاً إلى أنه اعتاد خلال سنوات الثمانينيات عندما كان يجري الوادي بشكل سنوي على جمع السمك المقذوف وأكله بشتى الطرق هو وعائلته.

وبالإضافة إلى جمع الأسماك، تتقاطر عشرات عربات "الكارو" التي تجمع الحطب من على الشاطئ إلى الأسواق لبيعها هناك، ويعرب أصحابها عن سعادتهم لعثورهم على عمل مؤقت يدر عليهم ما يسد رمق أسرهم.