خبر دبلوماسي مصري: الدعوة للقاء بين عباس ومشعل قبل المصالحة « مناورة »

الساعة 03:44 م|22 يناير 2010

قال إن الدعوة للقاء بين عباس ومشعل قبل المصالحة "مناورة"

الأشعل: لو كنت محل "حماس" لوقعت على الورقة المصرية لأن عباس لا يملك قرار تنفيذها

فلسطين اليوم- غزة

كشف الديبلوماسي المصري السابق السفير عبد الله الأشعل النقاب عن أنه لو كان في موقع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لوقع على الورقة المصرية للمصالحة الوطنية فورا مع تسجيل ملاحظاتهم، لأن محمود عباس لن ينفذ ما جاء في الورقة.

 

وأشار الأشعل في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" إلى وجود وجهات نظر متعددة في قراءة الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وقال إن "المأزق الذي انتهت إليه جهود القاهرة لإنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" البعض يرى أنه يعود إلى حركة "حماس" التي تحدت القاهرة، وتم تصوير رفضها للتوقيع على الورقة للقيادة المصرية على أنها محاولة لإحراجها، وافتكاك الورقة الأخيرة لعلاقة مصر بالقضية الفلسطينية وهي المصالحة، بعد أن دخلت أطراف أخرى في عملية صفقة الأسرى. وهناك فريق آخر يرى بوجود مؤامرة وتواطؤ بين مصر وإسرائيل لخنق "غزة" وإجبار "حماس" على الرضوخ، وهناك نظرية ثالثة تحمل الرئيس محمود عباس المسؤولية من حيث أنه يرى بأن "حماس" لا تريد صلحا، وفي العموم فإن القاهرة بذلت جهودا كبيرة في هذا السياق".

 

وأضاف: "طبعا هنالكأسباب أخرى لتعثر الجهود المصرية منها ما يتعلق بحركة"حماس" نفسها ومنها ما يعود إلى طبيعة العلاقة التي تربط "حماس" بالقاهرة، ومنا ما يعود إلى الإدارة الأمريكية التي تريد وضع "حماس" في مأزق".

 

واعتبر الأشعل أن ما يعطل جهود المصالحة الفلسطينية وفق هذا التحليل تداخل بين أسباب موضوعية وسياسية ونفسية، وقال: "هناك اعتبار آخر أن النقاط الثمانية المقدمة في الورقة المصرية هي نتاج حوار بين الفصائل الفلسطينية، وأن معاودة تعديلها سيفنح الباب لنسفها، وبالتالي فهذه الأسباب الموضوعية والنفسية والسياسية كلها تتداخل في تعطيل جهود المصالحة. ولو كنت محل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لوقعت على الورقة المصرية فوراولأرفقت ملاحظاتي إلى الورقة واشترطت سلامة التنفيذ، لأنني على يقين بأن محمود عباس لن ينفذ الورقة، وقد أبلغت موقفي لحركة "حماس" ونصحتهم قبل ذلك بقبول المبادرة العربية لكنهم لا يقبلون النصيحة".

 

ووصف الأشعل أن طلب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لقاء محمود عباس قبل الذهاب إلى القاهرة لتوقيع المصالحة، بأنه "مناورة"، وقال: "لا يمكن لمحمود عباس أن يوافق على اللقاء، لأنه رهن نفسه لإسرائيل والقوات الأمنية التي حوله تأتمر بأوامر دايتون، ولذلك هو مفلس والذي أفلسه نتنياهو، لذلك هم الآن يسعون لتوفير غطاء سياسي للمفاوضات، ومن هنا أنا مع وصف حركة "فتح" لمبادرة مشعل بطلب اللقاء بأنها مناورة، لأنهم يعرفون أن عباس مفلس ولا يملك من أمره شيئا ليقدمه، و"حماس" نفسها تعرف هذا الأمر".

 

وحول موقف القاهرة من القضية الفلسطينية، قال الأشعل: "نحن كحركة وطنية نحاول أن نفهم هذه المواقف المصرية التي تضر بالقضية الفسطينية، هناك ارتباك في الإدارة لا نعرف له سببا، لا سيما وأن مصر تملك من الطاقات الأكفاء كثيرا. وفي كل الأحوال فإن مصر لا يمكن أن تتواطأ مع إسرائيل ضد الفلسطينيين لكنها تتخذها مواقف تضر بالقضية الفلسطينية".

 

ودعا الأشعل إلى تحقيق شفاف في مقتل الجندي المصري على حدود رفح بما يزيل التوتر بين القاهرة و"حماس"، وقال: "لا بد من النظر إلى جوهر الخلافات بين "حماس" والقاهرة، فإذا كان الأمر متصلا بالميت فهو إما أنه مات بفعل فاعل للوقيعة بين "حماس" والقاهرة لأن هناك فيلقا عربيا صهيونيا يعمل في كل المواقع وينقل رسالة إسرائيل إلى العرب، أو أنه ضرب من الجانب الفلسطيني، ولذلك لماذا لا يتم التحقيق الشفاف حتى يتبين الأمر ويتحمل كل طرف مكسؤوليته؟".

 

وقلل الأشعل من أهمية اتهام إيران بعرقلة المصالحة، وقال "هناك من يلقي بحمل تعثر المصالحة وجهود السلام إلى أن "حماس" تعتبر ذراعا لإيران وهذا كلام مجانين حقيقة، فأنا أشكر إيران لأنها تؤيد "حماس" والمقاومة، ذلك أن المسألة الأدق هي: هل تظل المقاومة أو لا تظل، وأرى أن كل من يعمل لإضعاف المقاومة يسيء للقضية الفلسطينية والعكس صحيح"، على حد تعبيره