خبر من فولا وحتى سارة.. هآرتس

الساعة 11:22 ص|22 يناير 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

في ظل عدم وجود مكانة رسمية لزوجة رئيس الوزراء، فان كل واحدة منهن صممت مكانتها وفقا لشخصيها، ارائها وطبيعتها. في نهاية 1963، حين كان بن غوريون متنازعا مع حزبه، بذلت محاولة أخيرة لمنع سقوطه من خلال حملة رسمية في خمس دول اسكندنافية اشتراكية كان مضمونا أن تستقبله باذرع مفتوحة. وبالفعل هكذا كان. سفيرنا في كوبنهاجن في حنيه، هاري لفين وعقيلته دعيا بن غوريون وفولا الى بيتهما الفاخر للقاء مع الصحافيين. السائلون سألوا، بن غوريون اجاب وفولا كانت تغفو.

عندما أنهى بن غوريون، ظهر نوادل مع مشروبات ومأكولات. فولا التي استيقظت ورأت النوادل والبيت الفاخر رفعت صوتها: "ما هذا هنا؟ من أجل هذا كبدتم بن غوريون العناء (هكذا كانت تسميه) من بيت الضيافة الرسمي؟ من يمول كل هذا، روكفلر؟ في البلاد يوجد اناس ليس لديهم ما يأكلون وانتم تقدمون الكفيار؟"

زوجة السفير كانت على شفا فقدان الوعي والسكرتير العسكري العقيد حاييم بن دافيد، يلبس البزة الفاخرة، همس في اذنها: "يا فولا، يوجد هنا كثير من الصحافيين". غاضبة مثلما كانت التفتت اليه ورفعت صوتها: "وماذا تفعل انت هنا؟ إذهب الى الديار الى الجيش!" هذه كانت فولا، مستقيمة، تحمي زوجها حتى آخر نفس لها. في احدى زيارات داغ همرشولد، امين عام الامم المتحدة الاعزب، والذي لم يكن وديا حقا، قالت له فولا: "حان الوقت لان تتزوج وتثير لنا مشاكل أقل".  فولا كانت العقيلة التي كانت تقف خلف الستار في الكنيست. خلافا لبن غوريون الذي كره بيغن، كانت تستطيبه. وهو، كجنتلمان بولندي، كان دوما يقبل يدها. وغير مرة كانت فولا تقول في دائرة العائلة لبن غوريون، لماذا تطارده؟ فهو لطيف جدا؟ ولكنها لم تكن منخرطة في السياسة الا انها ادارت ميزانية العائلة. بن غوريون كان يبقي في جيبه مشطا ومرآة صغيرة، ولكن ليس محفظة. وكانت هي تحمي راحته بتزمت واذا كان هناك متفرغون حزبيون يأتون وهو يغفو، كانت تطردهم بكلمات: قوموا بالعابكم في مكان آخر".

تسيبورا شريط، كانت تختبىء الى الاواني، ولكن في يوميات شريط تذكر كثيرا الامر الذي يثبت بانه كانت له اذن صاغية لها وانه قدر رأيها. مريم اشكول، التي كانت تعد الاصوات في الكنيست وتزوجها اشكول الارمل، كانت مشاركة بل وبعلاقات عامة تجاه الخارج. بعد حرب الايام الستة، ادعت مريوما كما كان يدعوها اشكول بانه جرى انقلاب ضد اشكول حين ازاحوه عن حقيبة الدفاع. في يدها كتاب يوميات شخصي ليس في رأيها أن تنشره، ولكن حتى اليوم هي مخلصة له وتعمل كمحللة لديه لكتبة السير الذاتية.

ليئا كانت تناسب اسحق رابين كالقفاز لليد. هو البلماخي الوسيم مع صوته الرخيم، وهي الشابة "ذات الساقين الاجمل في الحرس الفتي". في الطريق الى القمة اكملا الواحد الاخر. هو خجول بطبيعته وهي تدفعه كرئيس وزراء الى المجتمع العالي. كلاهما – هو مع كأس الوسيكي في اليد وهي في افضل ملابس الموضة – لم يتغيبا عن أي حدث كضيفين. ليئا لم تتدخل في السياسة، ولكنها كانت يقظة لاحتياجات زوجها. وكمن استضافا بتواتر عظماء وهامين فانهما لم ينسيا اصدقاءهما القدامى. رابين استقال من رئاسة الوزراء في العام 1977 عندما قدمت زوجته الى المحاكمة بسبب عشرين الف دولار غير معروفة المصدر اكتشفت في بنك في واشنطن، بعد عودتهما الى اسرائيل.

منذ عاد الى السلطة كانت ليئا بالفعل كل الوقت زوجته، وبعد اغتياله حرصت على تخليد اسمه في كل موقع كان يمكنها ان تضع يدها عليه. مخلصة حتى النهاية، اعلنت ليئا عن غضبها من كاتب هذه السطور لانتقاداته للمبالغة في تغيير الاسماء القديمة والهامة – باسم رابين.

في خطابه الانفعالي في ليل التحول، الذي فاز فيه في الانتخابات بعد سبع هزائم، اعترف مناحيم بيغن لعليزا عقيلته على "سيرك ورائي في بلاد غير مزروعة". عليزا لم تكن تشارك في السياسة، ولكنها كانت معه كل الطريق، بقدر اكبر كتوأم سيامي مما كزوجته. في الحركة السرية ايضا وكذا في المعارضة الطويلة لسبع ولايات. وقد انفجر باكيا بكاءا مريرا في لوس انجلوس حين بلغوه بوفاتها. وبكي بمرارة قائلا "قبل سفري وعدني الطبيب بان لا خطر على حياتها".

سارة نتنياهو مهووسة نظافة، تكثر من الظهور الى جانب زوجها سواء كانت حاجة ام لا ولا تبتسم دوما. متزمتة لدرجة أنه حين تقرر ذات مرة لقاء لليمور لفنات، سجلوا في يوميات ديوان رئيس الورزاء اسم رجل – خوفاه من أن تتطلع على اليوميات صدفة. وكانت تتطلع. سارة هي امرأة ذات وعي سياسي متطرف. من بيت ابيها كانت تؤيد ارض اسرائيل الكاملة وهي تتدخل في التعيينات في المكتب. في ملابسات اخرى كان يمكها أن تكون نائبة في الكنيست بدلا من أن تتصدى لمدبرة المنزل, كيف قالت كلير بوت لوس من العائلة التي أسست شبكة "تايم" وسفيرة الولايات المتحدة في ايطاليا: "لو أن الله ارادنا ان نفكر برحمنا فلماذا اعطانا العقل؟". مشكلة سارة ليست في العقل بل في الطبيعة.