خبر المفسدون: قبل ان يحرقوا النادي.. إسرائيل اليوم

الساعة 11:19 ص|22 يناير 2010

بقلم: يوسي بيلين

هناك كهؤلاء (المفسدون) اشخاص في روضة الاطفال والمدرسة والجيش وفي كل مكان توجد فيه مجموعة كبيرة لدرجة كافية من بني البشر وكذلك في السياسة. المفسد هو من فشل – بذنب منه او ليس بذنب منه – في محاولة الانخراط والنجاح وحتى التميز واكتشف ان بامكانه الخلاص من مستنقعه من خلال الحاق الضرر بالاخرين.

هذا اكتشاف هام وهائل لان سهولة تسببه بالضرر قادرة على ادخال رؤوس اشخاص وجدوا انفسهم في الهامش في دوار من دون أن يكترث احدا لوجودهم بجدية. فجأة هم يصبحون تهديدا والناس يحاولون حرفهم عن العودة لتكرار العمل الضار وهم يدركون ان هذه فرصة حياتهم: الحاق الضرر حتى يبقوا في مركز الاهتمام.

على رأس وزارة الخارجية يقف اليوم مفسد بارز. طوال سنوات تعاملوا معه باعتباره عربيدا سياسيا يقول ما يفكر به بفظاظة كبيرة لانه يعرف ان اقواله بلا معنى. عندما حظي حزبه بـ 15 مقعدا برلمانيا كان من الصعب تجاهل وجوده. هو لعب لعبة سياسية ناجحة من وجهة نظره ونتنياهو تنازل اولا ومنحه في خطوة تفتقد للمسؤولية حقيبة خارجية. ولان الامر الاخير الذي اراده نتنياهو هو تمثيل ليبرمان لاسرائيل في العالم فقد اكتفى باعطائه اللقب وانتزع منه أي نفوذ وتأثير.

كان بامكان ليبرمان ان يوجه انتقاداته لتجاهل وجود وزير الخارجية والتحوصل داخل نفسه في مستوطنته نوكاديم وانتظار هاتف المصالحة من رئيس الوزراء او حتى المطالبة باتفاق ائتلافي جديد يوضح صلاحياته بالضبط. هو لم يفعل اي شيء من كل هذه الامور وقرر التصرف وكأن الامر هو مطر فقط. عندما سألوه عن عدم ضلوعه في القضية الفلسطينية اوضح باعتباره شخصا يعيش في المستوطنة اوضح بأنه كمستوطن لا يشعر بالارتياح من المشاركة في المفاوضات معهم. عندما ادرك ان اي دولة اسلامية لن تستضيفه قرر التوجه الى افريقيا وامريكيا اللاتينية والتوضيح بأن المسألة الاسرائيلية – الفلسطينية هي مسألة مصطنعة ومفتعلة – هو وعد بتغيير النظام القائم وتأكيد المسائل الاقتصادية وغيرها.

ليبرمان ادرك الى اي مدى يفتقد ذلك للفرصة خصوصا اثر ردود فعل من سمعوه في المؤتمر الخاص المكلف لسفراء اسرائيل والقناصل العامين. ربما لهذا السبب قرر استغلال المسرح السياسي الدبلوماسي لاغراضه السياسية والتوضح بانه طالما بقي حزبه في الائتلاف فان تركيا لن تلعب دور الوسيط في الصراع. في الاسبوع الماضي بالغ في مساره هذا عندما احرج نائبه دولة اسرائيل في قضية السفير التركي.

موقف المفسد هو الموقف الاكثر ملائمة وراحة لليبرمان خصوصا عندما يسلط سيف لائحة الاتهام في المحكمة على رقبته. ليست هناك اية احتمالية لان تؤدي القضية الاخيرة مع تركيا الى تغيير سلوكه هذا. وبالمناسبة اتضح له بأنه سيحظى بالاهتمام بهذه الطريقة. شعور ليبرمان بعدم وجود ثمن سياسي لسلوكه ليس خياليا تماما.

هذا الوضع يضع نتنياهو امام ضرورة اتخاذ القرار وحسم الامور. هو يدرك مدى الضرر الذي يلحقه ليبرمان وقادة العالم يحرصون على تذكيره بذلك. محاولة تهدئة المفسد وعرض تدخل سياسي اكثر عمقا عليه قد تكون كارثية. الخيار الاخر هو ابعاد ليبرمان عن وزارة الخارجية كجزء من جولة تغيير وزارية جزئية. بامكان ليبرمان ان يحصل على حقيبة اقتصادية.

ولان القضية التي نشأت مع تركيا قد انتهت كما انتهت اليه، لا يشعر نتنياهو الان بحاجة ملحة للقيام بخطوة رغم غضبه على ليبرمان ونائبه. هذا قد يكون خطأ مريرا. وفي المرة القادمة عندما يقرر هؤلاء المفسدون حرق النادي قد يصبح الوقت متأخرا جدا.