خبر عملية « بيت ليد » 15 عاما على وقوعها ولا زالت من أقوى العمليات الاستشهادية

الساعة 08:29 ص|22 يناير 2010

عملية "بيت ليد" خمسة عشر عاما على وقوعها ولا زالت من أقوى العمليات الاستشهادية

فلسطين اليوم - غزة

في تاريخ 22/1/2010 م ، يكون قد مضى على عملية بيت ليد الاستشهادية البطولية، خمسة عشر عاما تلك العملية التي هزت أركان الدولة العبرية، سواء من حيث طريقة التنفيذ أو من عدد القتلى الصهاينة من العسكريين .

فكانت أول عملية استشهادية فلسطينية مزدوجة تقوم بها حركة الجهاد الإسلامي عام 1995، أو من حيث النتائج الكبيرة التي حققتها حيث بلغ عدد القتلى في صفوف جنود الاحتلال 26 جنديا ونحو ثمانين جريحا.

 

الثنائي المزدوج أنور سكر و صلاح شاكر ، ترجلا بملابس الجيش الصهيوني أمام مفترق بيت ليد قرب مدينة أم خالد المحتلة والتي تعرف صهيونيا باسم "نتانيا"، ليتقدم أنور سكر ويفجر نفسه وسط تجمع الجنود ( المتواجدين أمام المقصف ) ، وما تكاد تمر دقائق حتي يفاجئوا بانفجار ثان لاستشهادي آخر وهو صلاح شاكر ، لتتوالي بعد ذلك أرقام القتلى والجرحى ، فيسقط 22 قتيلاً وما يقارب 80 جريحا".

بعد ذلك قتل أربعة متأثرين بجراحهم آخرهم مات بعد عام من العملية البطولية .. ليصبح العدد النهائي 26 قتيلاً من ضباط وجنود جيش العدو الصهيوني .

 

فارسان وحلم واحد

 

صلاح، أنور، هكذا ارتبط اسماهما ، فارسان وحلم واحد ، فصلاح شاكر، ابن مخيم رفح ، الحامل لشهادة الدبلوم في العلاج الطبيعي ، والذي كان شاهدا علي مجزرة الاقصي سنة 1990 ، فعمل في طواقم الإسعاف ، وقد أصيب 7 مرات في مواجهات الانتفاضة واعتقل لمدة 18 يوما.

وأنور سكر ابن الثالثة والعشرين، من حي الشجاعية بمدينة غزة، كان يعمل نجارا للموبيليا، امتاز بنشاطه الدؤوب خلال انتفاضة العام 1987، وانضم للجان حركة الجهاد الإسلامي قبل اندلاع الانتفاضة، واعتقلته قوات الاحتلال مرتين بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي عملية هزت الأرض من تحتهم .. وكان يتمنى أن يكون هو المنتقم الأول لاستشهاد قائده هاني عابد لكنه سبقه في ذلك الاستشهادي هشام حمد في عملية نتساريم ( مفرق الشهداء ) .

 

فقد شكلت عملية بيت ليد البطولية فارق خطير لدي الكيان الصهيوني، باعتبارها تطور نوعي كارثي يهدد أمن ) الدولة العبرية)، حيث أنها كانت أول عملية ازدواجية تمكنت من اختراق التحصينات والاحتياطات الأمنية الصهيونية، لتستهدف موقع عسكري صهيوني ، محطة لنقل الجنود وتسقط عددا كبيرا من القتلى والجرحى الجنود ، والذين كان من ضمنهم ضباط أيضا .

 

لقد جعل أنور وصديقه صلاح دولة إسرائيل كلها تبكي… وجميعكم شاهد: الجنود الصهاينة يبكون كما النساء… حتى أنه ظهرت على جنود بني صهيون (أعراض بيت ليد)!!!

فكانت وما زالت (بيت ليد) الكابوس الذي يقض مضاجع قادة دولة الكيان الصهيوني وجنودهم الجبناء… حتى أن الكثير من الجنود لم يعودوا يستقلون الباصات من مفترق بيت ليد ولم يعودوا يقفون فيه مطلقاً…

 

وقد جاءت ردود الفعل الصهيونية مرتبكة، تدل على عمق المأزق وعجزهم عن مواجهة هذا النوع من الاستشهاديين، فعلي الأثر خرج المجحوم إسحاق رابين _ رئيس وزراء الكيان في حينه_ ليعلن هزيمته أمام شعبه بقوله: " ماذا تريدونني أن افعل ؟ أأعاقبهم بالموت ؟ إنهم يريدونه ! ". ويأتون هنا من أجله ...