خبر الحضري يحلم بلقب إفريقي رابع والمشاركة في مونديال 2014

الساعة 06:41 م|21 يناير 2010

 

 

لواندا - ا ف ب

إذا كان المنتخب المصري لكرة القدم يبلي بلاءا حسنا في النهائيات القارية في نسخها الثلاث الأخيرة بما فيها الدورة الـ27 المقامة حالياً في أنغولا، فإن الفضل يعود دون شك وبدرجة كبيرة إلى حامي عرينه عصام الحضري أفضل حارس مرمى في القارة السمراء في السنوات الست الأخيرة.

 

وحصد المنتخب المصري اللقب القاري في مصر عام 2006 وغانا 2008 وحقق 3 انتصارات متتالية في النسخة الحالية رافعا رقمه القياسي في السجل الخالي من الخسارة إلى 16 مباراة متتالية وتحديدا منذ خسارته أمام الجزائر 1-2 في الجولة الثانية من نسخة 2004 في تونس والتي أنهاها بتعادل مع الكاميرون صفر-صفر وخرج خالي الوفاض.

 

وحققت مصر بقيادة الحضري 12 فوزا على منتخبات ليبيا وساحل العاج (مرتان) والكونغو الديمقراطية والسنغال والكاميرون (مرتان) والسودان وأنغولا ونيجيريا وبنين وموزامبيق، و4 تعادلات مع الكاميرون والمغرب وساحل العاج وزامبيا، في مبارياتها الـ16 الأخيرة في العرس القاري. وما دخول مرماه 9 أهداف بينها هدف واحد فقط في المباريات الثلاث الأولى في النسخة الحالية إلا دليلا على علو كعبه.وحرصا من الجهاز الفني للمنتخب المصري على الاعتراف بما قدمه الحضري للفراعنة، قرر اشراكه في المباراة أمام بنين 2-صفر الأربعاء الماضي في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة، علماً بأن المباراة كانت تحصيل حاصل بما أن المنتخب المصري كان ضامنا تأهله إلى الدور ربع النهائي.

 

لكن شحاتة الذي أراح معظم لاعبيه الأساسيين ترقبا للدور ربع النهائي، فضل الزج بالحضري منذ البداية ليبقى اسمه مرتبطا بالرقم القياسي في عدد المباريات دون خسارة، قبل أن يستبدله في الشوط الثاني ويشرك حارس مرمى الزمالك عبد الواحد السيد.

 

وصنع الحضري الملقب بـ"السد العالي"، مجدا لنفسه ومنتخب بلاده عندما قاده إلى إحراز اللقب في النسختين الأخيرتين رافعاً رصيده الشخصي إلى 3 ألقاب بعدما نال لقب نسخة 1998 في بوركينا فاسو، وهو يأمل في مواصلة تألقه ومساندة زملائه في إحراز اللقب الثالث على التوالي والسابع في التاريخ والرابع له شخصياً ليحطم الرقم القياسي الذي يتقاسمه مع مواطنيه حسام حسن (1986 و1998 و2006) وأحمد حسن (1998 و2006 و2008)، علما بأن الأخير سيحقق الانجاز ذاته مع الحضري كونه قائدا للفراعنة في النسخة الحالية.

 

وأكد الحضري الذي احتفل بعيد ميلاده السابع والثلاثين قبل 6 أيام (15 كانون الثاني"يناير" الحالي): أن "الجميع في المنتخب من لاعبين وجهاز فني لديهم هدف واحد وهو إحراز اللقب للمرة الثالثة على التوالي"، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب المزيد من الجهد لأن البطولة صعبة والحصول على اللقب ليس بالأمر السهل"، مضيفا أن العزيمة القوية التي يلمسها لدى الجميع تجعله يفكر في تحقيق اللقب.

 

وتابع "الأجواء رائعة داخل المنتخب والجميع متفائل وعازم على الدفاع عن اللقب القاري بكل ما يملكه من قوة"، مضيفا "حققنا انجازات كبيرة حتى الآن لكن لقب أنغولا ستكون له نكهة خاصة لأنه سيكون فريدا من نوعه حيث لم يسبق لأي منتخب أن توج به 3 مرات، كما أنه سيمحو شيئا من خيبة الفشل في التأهل إلى المونديال".

 

وأكد الحضري أنه يطمح للبقاء في الملاعب حتى يحقق حلمه باللعب في نهائيات كأس العالم عام 2014 في البرازيل، وقال "على الرغم من تقدمي في السن فإن ذلك لا ينقص من اصراري وطموحي في الاستمرار في الملاعب حتى أحقق حلم المشاركة في كأس العالم" مشيرا إلى أن حراس مرمى كبار استمروا في الملاعب حتى سن ال40 وال41 خصوصا قائد منتخب انكلترا بيتر شيلتون.

 

وحقق الحضري كل الألقاب مع ناديه السابق الأهلي والمنتخب المصري لكن سجله يخلو من المشاركة في كأس العالم وهو حلم 80 مليون مصري منذ عام 1990 في ايطاليا وفي مقدمتهم الحضري الذي يأمل في لقب حارس المرمى الأعظم في تاريخ الفراعنة.

 

وبلغ الحضري مرحلة النضج في السنوات السبع الأخيرة بفضل تألقه مع ناديه السابق الأهلي وتحديدا عامي 2005 و2006 عندما قاده إلى الفوز بلقبي الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال افريقيا.

 

وبدأ الحضري مسيرته الكروية مع فريق دمياط، لكنه لفت الأنظار مع المنتخب الأولمبي عام 1994 في أول مباراة له على استاد القاهرة أمام نيجيريا في ختام التصفيات الأولمبية وخسرت مصر بهدف وحيد سجله جاي جاي اوكوشا لكن الحضري كان الفائز الوحيد إذ تعاقد مع الأهلي ليكون بديلا لحارسه أحمد شوبير الذي كان على وشك الاعتزال.

 

وانضم الحضري إلى الأهلي موسم 95-96 ولعب معه البطولة العربية التي استضافها عام 1996 وأحرز معه اللقب لينطلق في مقدمة حراس الأهلي ومنه إلى المنتخب الأول الذي ضمه إليه محمود الجوهري عام 1997.

 

وشارك الحضري مع مصر في دورة بوركينا فاسو 1998 وتوج معه باللقب من دون أن يلعب لأنه كان بديلا للحارس المتألق وقتذاك نادر السيد، والأمر ذاته في نهائيات عام 2000 في غانا ونيجيريا عندما خرجت مصر من الدور ربع النهائي.

 

وخاض الحضري مباراته الدولية الأولى في تصفيات مونديال 2002 وتحديدا في المباراة التي خسرتها مصر أمام ليبيريا بهدف للنجم جورج ويا.

 

كما شارك الحضري في دورة 2002 في مالي لكن تراجع مستواه أبعده عن صفوف المنتخب في دورة تونس 2004 قبل أن يعود بقوة ويفرض نفسه أساسيا في تشكيلة المنتخب على حساب نادر السيد الذي بات احتياطيا له في الأهلي.

 

وسجل الحضري اسمه كأول حارس مرمى في أفريقيا والوطن العربي يحرز هدفا في مباراة صنداونز الجنوب أفريقي في كأس السوبر الأفريقية التي فاز بها الأهلي عام 2002 من تسديدة من منتصف ملعبه، لكنه دخل في خلاف مع مدرب الأهلي البرتغالي مانويل جوزيه إثر خطأ في مباراة الفريق مع اتحاد العاصمة الجزائري في بداية المشوار الأفريقي عام 2005 أحرم على إثره من مباراتين وسحبت منه شارة قائد ووضع على لائحة الانتقالات.

 

إلا أن الحضري دخل في تحد مع نفسه وعاد للتألق ليحرج كل معارضيه وامتد تألقه من البطولة المحلية إلى البطولة الأفريقية التي كانت بوابته للانفراد بحراسة مرمى مصر بعدما قدم عروضا لاقت استحسان الجميع.

 

وأرجع الحضري تألقه إلى مدرب حراس المرمى في الأهلي أحمد ناجي ومدرب حراس مرمى المنتخب أحمد سليمان اللذان توليا رعايته بشكل خاص خاصة وقدما له النصائح بشكل متواصل، كما أرجع تألقه إلى وجود منافسين له في الأهلي هما نادر السيد وأمير عبد الحميد وفي المنتخب حارسا الزمالك عبد الواحد السيد ومحمد عبد المنصف.

 

لكن الحضري دخل في دوامة عقب التتويج في غانا بعدما تعاقد مع سيون السويسري دون علم ناديه الأهلي فأحدث مشكلة كبيرة وصلت إلى محكمة التحكيم الرياضي التي لم تقل كلمتها بعد.

 

ولم تكن تجربة الحضري في سويسرا ناجحة وعاد إلى مصر طالبا العفو من ناديه وأنصاره التي اعتبرته "خائنا بعدما أكد مرات عدة أنه لن يلعب لغير النادي الأهلي"، فتحولت من مساندة له إلى "عدوة تهتف ضده في جميع المباريات حتى الدولية منها".

 

وأمام رفض الأهلي عودته لصفوفه انضم الحضري إلى الإسماعيلي مطلع الموسم الحالي، بيد أن مشواره معه لن يكتمل على ما يبدو لأن النادي يعاني من مشاكل مالية خصوصا بعودة لاعب وسطه المتألق حسني عبد ربه إثر انتهاء فترة اعارته إلى أهلي دبي الإماراتي حيث سيواجه النادي مشكلة في تنفيذ عقده معه والذي يصل إلى 5 ملايين جنيه في الموسم وهو الأمر الذي وضع مجلس إدارته في ورطة لعدم القدرة على الوفاء بقيمة العقد، ما قد يؤدي إلى السماح برحيله إلى أحد الأندية أقربها الزمالك حيث وصلت المفاوضات بينهما إلى مرحلة متقدمة، والمريخ السوداني.