خبر محاربة باراك للجندي المستجد أ -هآرتس

الساعة 10:07 ص|21 يناير 2010

بقلم: اسرائيل هرئيل

 (المضمون: مواجهة القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي للداعين الى رفض الأمر العسكري باخلاء المستوطنات تسبب ضررا عظيما للجيش الاسرائيلي نفسه - المصدر).

 بعد نحو من ثلاثة أشهر من الدعاية المركزة على "رفض اليمين" أصبحنا ضدا للمعاهد الدينية التمهيدية، وعزل عن الجيش الاسرائيلي واحد من الجنديين اللذين رفعا لافتة "شمشون لا تخلي حومش". من الواجب الاحتجاج وبقوة على العزل.

 لم يبلغ فعل التظاهر، المحظور على نحو واضح (فقد أرسل الجندي للسجن وبحق)، الى حد رفض الخدمة. لا يمسون هذا المس بسبب الاحتجاج فقط بكرامة جندي، وكرامة عائلته وكرامة محيطه الاجتماعي والروحاني. فما الذي فعله أصلا؟ أرفض محاربة العدو؟ أتجسس؟ أباع المخربين سلاحا؟ أتّجر بالمخدرات؟

كما كتبت ها هنا أكثر من مرة في الماضي، لا يوجد تسويغ عسكري واجتماعي وأخلاقي لـ "المعهد الديني التمهيدي"، الذي يخدمون فيه مدة 16 شهرا بدل 36. كذلك يجب تفخيم أمر المدارس الاعدادية قبل المدارس، التي يخدم خريجوها مدة الخدمة كاملة في وحدات مختلطة ولا ينطوون على أنفسهم روحانيا واجتماعيا مثل جنود المعاهد الدينية التمهيدية. اذا كان يوجد تسويغ لتغيير العلاقات بين الدولة والمعاهد الدينية التمهيدية، فعليهم ان يتناولوا اصلاح هذا الوضع الراهن المخطوء. لكن الجهاز اختار المواجهة ومعاقبة الجندي المستجد خاصة، هذه خطوة قد تدفع شبانا كثيرا الى أذرع داعين الى رفض الخدمة حقا (والحاخام اليعزر ميلاميد ليس معدودا فيهم).

 لو أن الجهاز بعثته بواعث خالصة لخفض اللهب ولم يؤججه. فهكذا سلك مثلا نحو رسالة الطيارين في رفض الخدمة. فلم يرسل أحد منهم للسجن ومن المحقق أنه لم يعزل عن الجيش الاسرائيلي. كان الحديث في حالة الطيارين عن رفض حقيقي للخدمة ("نحن نرفض الاستمرار على المس بالمدنيين")، لا عن احتجاج؛ وعن ضباط، وفيهم ضباط كبار، لا عن جنود مستجدين.

 كان يجب على قادة الجيش ان يفرحوا لانه في حين لا يجند أكثر من 50 في المائة من الشبان، يخدم في الجيش الاسرائيلي أناس مثاليون، الخدمة القتالية بالنسبة اليهم مسألة كرامة والتزام أعلى. كان يجب عليهم الاكتفاء بعقوبة السجن وعدم الأخذ بعمل مفرط. ولما كان العزل انتقاما وليس سائغا فانه يمس بالمعسكر الذي ينتمي اليه المعزول قاطبة. هل أخذ المستوى المدني الذي أجاز – أو امر – الجيش بعزله هل أخذ في حسابه تأثيرات هذا المس؟

الجندي ضحية هستيريا عامة. وقد كان احتجاجه المحظور علة حملة مضادة لجهاز التربية الذي ربي فيه هو وآلاف آخرون. انضم الى الحملة من أيد رجال اليسار الذين يرفضون محاربة العدو. ان الاحتجاج الذي لا حاجة اليه هيأ لهم سببا لمحاكمات دعائية لهؤلاء من مثل أ وأشباهه الذين "يعانون" باعثا على محاربة العدو (كما تم البرهان على ذلك على نحو ساطع خلال السنين، ولا سيما في حرب لبنان الثانية وفي "الرصاص المصبوب").

ان الذين نظروا بتسامح، بل بعضهم نظر بعطف، الى ظواهر رفض الأمر العسكري في المعركة، في لبنان مثلا، وصموا اولئك الذين يتغلغل فيهم الباعث بوصمة الرافضين ("الجندي الرافض"، ورد في العناوين، "سيعزل عن الجيش")، ونفخوا قضية احتجاج هامشية لتصبح ذات حجم يثير المفارقة.

 من المؤسف جدا ان يرأس الحلف غير المقدس على الجندي ومن رعاه سياسي في أزمة هو وزير الدفاع. اذا كان الاذلال في رأيه يفترض أن يحرز تأثير "من أجل أن يروا ويُروا"، فان الردود عند كثير من الشبان في هذه الطائفة – والعلامات الأولى تبرهن على ذلك – معاكسة.

        وسيكون الجيش الاسرائيلي هو أول متضرر.