خبر معنى زيارة ميتشل الاضافية -اسرائيل اليوم

الساعة 10:04 ص|21 يناير 2010

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: يطلب الفلسطينيون اجراء محادثات غير مباشرة بينهم وبين الاسرائيليين بانابة الامريكيين عنهم وقد يحدث هذا وضعا غير سهل ولا مريح للاسرائيليين يجعلهم يصادمون السياسة الامريكية. كيف تخلص اسرائيل من هذا الوضع؟ - المصدر).

اقتبس من كلام "مصدر رفيع المستوى" في  وزارة الخارجية الاسرائيلية في الاسبوع الماضي، يقول ان الولايات المتحدة في رأيه لن تقترح من لدنها مقترحات لتقديم المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. ربما. قد نعلم أكثر بعد الزيارة القريبة للوسيط الأمريكي، السيناتور ميتشل – برغم أنه سيكون من المهم الاصغاء في هذا الشأن أيضا للكلام الذي سيصدر عن المذكور آنفا في زيارته لرام الله وأماكن أخرى في الشرق الاوسط.

        في هذه الاثناء يصر الفلسطينيون على رفضهم لقاء ممثلي حكومة اسرائيل "ما استمر البناء في المناطق وفي ضمنها القدس". ولما كانوا يعلمون بأن موقفهم غير معقول وأنه لا يوجد أي احتمال لأن تقبل حكومة اسرائيل شروطهم – وأن واشنطن على نحو رسمي على الأقل تعارض الشروط السابقة – يبدو أنه الى رغبة أبي مازن في أن يبدو للشارع الفلسطيني كمن يقف مثل جلمود صخر صلب في وجه مطالب الاسرائيليين والامريكيين يوجد تفسير آخر أكثر مكيافيلية للتشدد الفلسطيني. أي انه يريد أن يأتي الامريكيون ويقترحوا ما يسمى في اللغة الدبلوماسية محادثات وساطة أي محادثات بوساطة مقرب أو مبعوث أمريكي بطبيعة الأمر.

        يستطيع الفلسطينيون آنذاك أن "يسيروا مع ويشعروا بغير"، او ربما العكس "السير بغير والشعور مع"، وأن يقولوا لم نتخل من شروطنا لكننا لم نفشل جهود الرئيس لتجديد المسيرة أيضا. ليس واضحا أيناسب اجراء ممكن كهذا الامريكيين سلفا أم لا. لكن توقع أبي مازن ورجاله غير الخفي هي ان يثير الامريكيين مقترحات، بسبب السلطة والمكانة اللتين يملكونهما، وأن يكونوا الى مواقفهم أكثر قربا مما هم لمواقف اسرائيل.

        لا يمكن في الحقيقة تجاهل ان تصريحات أمريكية مختلفة، في مسألة حدود المستقبل وبالنسبة للقدس على الأقل، تعطي أساسا للتوقعات الفلسطينية. الحديث في واشنطن مثلا عن "الخط الأخضر" وعن "حدود الأمن"، في نفس واحد برغم التناقض بينهما. كذلك المقاييس العامة الأخرى معلومة: تبادل الأراضي، وعاصمتان للدولتين في القدس والاعتماد العام على مبادرة السلام العربية" التي تشتمل ايضا على "حق العودة" (وان لم يكن هذا مقبولا عند الامريكيين). بل ان وزير الخارجية المصري، احمد ابو الغيط، بالغ عندما قال في الاسبوع الماضي ان على اسرائيل "ان تعيد" للفلسطينيين كل ما كان لهم من أرض حتى 1967. لم يشوش عليه بطبيعة الأمر حقيقة أنه لم يكن للفلسطينيين أي أرض قبل 1967. فالحديث عما كان "الضفة الغربية" للأردن.

        صحيح انه حتى لو وافق الفلسطينيون على مفاوضة مباشرة، لكان الأمريكيون حاضرين سواء بذواتهم أم لا. لكنه في الوضع الذي قد يتحدث عنه قد ينشأ وضع تضطر فيه اسرائيل بدل مساومة الفلسطينيين الى مساومة حليفتها،  وهذا وضع لا يريحنا. وقد يؤثر هذا ايضا في العلاقات بيننا وبينهم في أمور اخرى.

        على أية حال يجب الاستعداد لامكان أن يكون ذلك "المصدر الرفيع المستوى" في وزارة الخارجية قد أخطأ وأن تواجهنا اقتراحات أمريكية لا تكون كلها مريحة بالضرورة. كيف؟ بوسائل دبلوماسية وبمساعدة أصدقائنا في الحياة العامة الأمريكية.