خبر بنى تحتية قيد الاختبار- هآرتس

الساعة 10:02 ص|21 يناير 2010

بقلم: أسرة التحرير

الطوفانات في الجنوب ما كان ينبغي ان تفاجىء السلطات. في كل شتاء تتعرض مناطق واسعة لاحداث كهذه في اعقاب الامطار الشديدة والعواصف، ومنذ الصيف كان واضحا بان هذا الشتاء سيكون اشد من المعتاد. العاصفة، التي كانت قوتها شديدة، وكمية الامطار تجاوزت المعتاد، لا تبرر دمار وانقطاع طرق حيوية، وبالتأكيد ليس فقدان حياة بني البشر.

في ايلات مثلا عرفوا ان العاصفة قد تغمر المسالك المركزية في المدينة، ولكن قبل بضعة ايام فقط من المطر بدأوا يعمقون قنوات التصريف المسدودة. قليل جدا ومتأخر جدا، والشوارع الرئيسة للمدينة الجنوبية غمرت بمياه هائلة. والان ستضطر البلدية الى أن تستثمر مالا كثيرا في اصلاح الطرق، المباني والساحات العامة بمنشآتها. وهذا انفاق كان يمكن توفيره بتفكير مسؤول. امس تبين ان في الشمال ايضا تنهار البنى التحتية تحت العاصفة.

الضرر الذي الحقته الانقطاعات الكهربائية، الضرر لانبوب المياه والسيول في جنوب الدولة هائل، ولكن شركة "مكوروت" و شركة الكهرباء، اللتين كان يفترض بهما أن يبنيا بنى تحتية بعيدة المدى تمنع وقوع الخلل، وجدتا، كالمعتاد، حلولا طارئة مؤقتة. مكانها ان تتبين مرة اخرى بان حكومات اسرائيل، التي شقت طرقا واسعة ومحمية جدا بين المستوطنات في المناطق، تركت لمصيره الجنوب والشمال في نطاق الخط الاخضر. طريق مشوشة وضيقة تربط بين كرم سالم او كيدش برنيع مثلا والمفترق القريب اليهما. وحتى لو اعد الان، فانه سينغمر مرة اخرى ويتحطم في العاصفة القادمة. وكذا جسر نيتسانا لم يفحص ولم يعزز بما فيه الكفاية.

في مركز الانباء تقف نشاطات الانقاذ الجريئة للهيئات المدنية والعسكرية المختصة في الانقاذ في مناطق الطوفان. هذه النشاطات تعرض للخطر حياة المنقذين وتجبي من دافع الضرائب ثمنا باهظا. ولكن الاستثمار السليم في البنى التحتية والحرص على اغلاق طرق ومناطق خطر قبل الاوان يمكنها أن تمنع مصائب وكذا الحاجة الى نشاطات الانقاذ.

مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها لا تختبر فقط بانقاذ بطولي من طريق اصبح نهرا عاصفا بل وبقوة اكبر، باقامة بنى تحتية مناسبة لحياة عادية وآمنة وفي الاستعداد قبل العاصفة.