خبر يا بيبي، استيقظ- هآرتس

الساعة 10:34 ص|20 يناير 2010

بقلم: ألوف بن

 (المضمون: اظهار الزعامة واخذ المبادرة سينقذان  رئيس الوزراء من الزاوية. اذا ما واصل الجلوس على الجدار فان القضايا الصغيرة ستتراكم والقرارات الحاسمة الكبرى ستشطب - المصدر).

 

"قضية مدبرة المنزل" تطرح تحديا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. قبل كل شيء من حيث  صورته: كتاب الدعوى الذي رفعته لليان بيرتس، والرد العاصف من مكتب رئيس الوزراء دفعت الى الانهيار العلامة التجارية "بيبي الجديد"، التي بنيت بكد قبيل عودة نتنياهو السياسية. الانشغال بسلوك سارة نتنياهو، والادعاءات المضادة من جانب زوجها على ملاحقة وسائل الاعلام لها، كانت خلاصة "بيبي القديم" من الولاية السابقة. وها هي الاراء الجامدة السلبية المسبقة تعود: التنكيل بالعاملين، محاولات الاخفاء، البخل والمس بالفقراء. صحيحة كانت ام مبالغا فيها، فان مثل هذه القصص تلتصق بابطالها حتى حين تلقى بالدعاوى من المحكمة.

        ليس مهما اذا كانت لليان بيرتس وصفت ربة عملها السيدة نتنياهو" ام "كفارة" و "عيوني". ولا حتى اذا كانت القصة ابرزت في "يديعوت احرونوت" بسبب صراعها ضد "اسرائيل اليوم". المشكلة تكمن في المضمون. لا يدور الحديث هنا عن التهديد الايراني. عن صيغة دبلوماسية معقدة او تسعين بندا في الاصلاحات لقانون التخطيط والبناء. يدور الحديث عن علاقات ربة البيت ومدبرة منزلها، وهذه وضعية معروفة ومفهومة جيدا لكل واحدة وواحد.

        الانشغال بمدبرة المنزل يبشر بنهاية السكينة التي تمتع بها نتنياهو منذ عاد الى الحكم. 9 أشهر مرت عليه بلطف، دون ان يتخذ قرارا واحدا حاسما يغير الواقع ويقود الدولة في اتجاه جديد، ولكنه ينطوي بطبيعته على مواجهة سياسية. جلسات الحكومة تنتهي ببيانات كثيرة البنود عن اصلاحات وتعديلات في القانون ليس واضحا اذا ما ومتى ستتجسد. الجمهور غير مبال ايضا تجاه رؤى نتنياهو، في أن تتحول اسرائيل الى قوة عظمى اقتصادية وتطور بديلا للنفط؟

        تبني شعار "دولتين للشعبين" كان ألمعية سياسية، أصابت توقعات الجمهور، وضعت رئيس الوزراء في الوسط وعطلت رئيسة المعارضة تسيبي لفني ومنذ ذلك الحين لا شيء. تجميد المستوطنات لم يغير شيئا لمعظم الاسرائيليين، والتسويف في تحرير جلعاد شليت يتواصل. نتنياهو ينتظر. ينتظر براك اوباما، ينتظر ابو مازن، ينتظر "القرار المصيري عن ايران". ومن شدة التوقع، رسالته مشوشة، لدرجة انه ليس واضح من اجل ماذا اجتهد جدا كي يعود الى الحكم.

        الكاتب الامريكي دانييل فينك يقترح اجمال كل زعيم بجملة واحدة اذا ما نسخنا هذا النموذج لاسرائيل، يمكن ان نصف دافيد بن غوريون بأنه "أبو الأمة". مناحيم بيغن هو رجل التحولات، الذي أعاد سيناء مقابل السلام، وبنى مائة مستوطنة في الضفة، قصف المفاعل العراقي واجتاح لبنان. اسحاق رابين – "مقاتل سلام قتل في أثناء حراسته". ايهود اولمرت تورط في حرب فاشلة، بلور اقتراح سلام رد واستقال بسبب شبهات بالفساد. ايهود باراك بدأ كـ "مقاتل بطل، عبقري سينقذ الدولة" واصل نحو "امعة اقترح كل شيء عرفات وتلقى بالمقابل انتفاضة"، والان "خبير حيوي في رأس وزارة الدفاع مع سلوك شخصي اشكالي".

        ونتنياهو؟ هو ايضا تطور، من "نجم اعلامي في التلفزيون الامريكي"، عبر "زعيم الكفاح ضد اوسلو" وحتى "رئيس وزراء مثير للشقاق كافح النخب وخسر". كوزير للمالية رأوا فيه اصلاحي مصمم يقاتل ضد اللجان والبنوك، ولكن ايضا يخرب دولة الرفاه وينكل بالفقراء. ماذا يمثل نتنياهو في 2010؟ في الاستطلاعات يقدرونه كـ "زعيم قوي"، وهو يسوق نفسه كوطني يحاول ان يدفع السلام الى الامام في ظل الحفاظ على الذخائر الوطنية.  ولكن بسبب انعدام الفعل، نتنياهو يجمل في جملة: "سياسي متردد يحاول ارضاء  الجميع من اجل ان يبقى في الحكم".

        في ظل انعدام المبادرة والفعل، جدول الاعمال مكرس للصغائر. العلاقات الخارجية تتقزم الى توبيخ سخيف للسفير التركي، وقيادة الدولة لادارة اقتصاد منزل بيبي وسارة هكذا حصل لاريئيل شارون الذي غرق في القضايا وفي التحقيقات الى ان اعلن عن فك الارتباط وأمسك بزمام القيادة من جديد. نتنياهو علق في أزمة مشابهة: العناوين الرئيسة من زيارته الرسمية الى المانيا اهتمت بمدبرة المنزل.

        فقط اظهار الزعامة واخذ المبادرة سينقذان  رئيس الوزراء من الزاوية. اذا ما واصل الجلوس على الجدار فان القضايا الصغيرة ستتراكم والقرارات الحاسمة الكبرى ستشطب. "قضية مدبرة المنزل" تعطيه فرصة لاعادة بدء ولايته الثانية من جديد. لليان بيرتس ستنجح في تحريك رئيس الوزراء حتى اكثر من براك اوباما.