خبر قبل ان فتح نتنياهو الشمبانيا- هآرتس

الساعة 10:33 ص|20 يناير 2010

بقلم: آفي يسسخروف

(المضمون: يحتمل ببساطة انه حان الوقت لان يقول نتنياهو للجمهور الاسرائيلي الحقيقة. لن يكون اتفاق سلام مع الفلسطينيين دون سيادة فلسطينية في شرقي القدس - المصدر).

 

الأمريكيون يأتون مرة اخرى. مستشار الأمن القومي جيمي جونز زار الاسبوع الماضي، وأمس هبط في اسرائيل المبعوث الى الشرق الاوسط جورج ميتشل. واذا لم يطرأ تغيير دراماتيكي في مواقف الطرفين فان المحادثات على التسوية الدائمة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لن تستأنف حتى في ختام هذه الزيارة.

جرى حديث غير قليل عن أنه قريبا سيخضع محمود عباس للضغط الامريكي – العربي في العودة الى طاولة المفاوضات. ولكن يخيل أنه في مكتب نتنياهو بل وفي ادارة اوباما يفوتون جزءا من الصورة. عباس ليس متحمسا للعودة الى المحادثات على التسوية الدائمة دون تجميد البناء في شرقي القدس. صحيح، حكومة اسرائيل لا يمكنها او لا تريد ان توقف البناء في شرقي المدينة. ولكن الشجرة التي تسلق اليها عباس برعاية الادارة الامريكية – اشتراط استئناف المحادثات بهذا البناء – عالية جدا لدرجة أنه لم يعد بوسعه النزول منها. بادرة طيبة مثل تحرير السجناء بل وحتى نقل مناطق ب الى سيطرة السلطة لا تشكل سلما مناسبا من ناحيته.

        غير قليل من التقارير تحدثت في الاسبوعين الاخيرين عن ضغط عربي عليه كي يستأنف المحادثات. غير ان هذا الضغط تم في محادثات مغلقة. التصريحات العلنية، مثل تصريحات وزير الخارجية السعودي وأمين عام الجامعة العربية، تساند موقفه في عدم استئناف المحادثات دون تجميد مطلق. في الشرق الاوسط تعلمنا حتى الان بأن ما يقال للاقتباس أهم بكثير من الأقوال التي تطلق في المباحثات المغلقة.

        صحيح انه يحتمل بأن ذات يوم سيفعل الضغط الامريكي والدولي فعله. في هذه الاثناء، كما ينبغي الافتراض بأن عباس سيصمت في رفضه لعدة أسباب. فهو أكثر قلقا من الرأي العام الفلسطيني الذي بالنسبة له البناء في القدس هو علم أسود. وبعد العاصفة التي أثارها تأجيل البحث في الأمم المتحدة في تقرير غولدستون، والتفافة حدوة الحصان للادارة في موضوع تجميد البناء، فقد بدأ عباس ينصت اكثر للجمهور في الضفة وفي غزة واقل لمبعوثي اوباما.

        في الشارع الفلسطيني وفي المقاطعة في رام الله التغيير في موقف الولايات المتحدة فسر كخيانة، وعليه فان تنازل عباس عن مطلبه وقف البناء في شرقي القدس سيعتبر استسلاما وتنازلات عن "القدس". عباس يعرف انه، في مثل هذه الحالة، مثلما في حالة غولدستون، فانه ليس فقط حماس بانتظاره في الزاوية بل وايضا كبار مسؤولي م.ت.ف وفتح بل وحتى وسائل الاعلام العربية التي ستنقض على رقبته. في كل الاحوال، برأي رجال عباس، يسعى نتنياهو الى استئناف المفاوضات فقط كي يكسب النقاط في الساحة الدولية وليس كي يصل الى تسوية دائمة. عباس، الذي سبق ان اعلن عن اعتزاله، لا يريد ان يتخذ صورة الزعيم المنبطح الذي ارثه الوحيد هو الخضوع للمطالب الامريكية.

        في القدس سيحتفلون على أي حال بـ "الانجاز" الهام لعدم استئناف المفاوضات والتقرب من واشنطن، بينما سيعتبر عباس مثابة الرافض لكل اقتراح اسرائيلي او امريكي. نتنياهو يمكنه ان يبيع لشركائه من حزب العمل وللرأي العام المحلي الادعاء بأنه يواصل المحاولة. باختصار، أن يهمه ألا يوجد أفق سياسي في الوقت الذي تكون فيه الضفة هادئة؟ غير انه في ظل عدم وجود تسوية دائمة، فان من شأن هذا الهدوء ان يظهر كهش أكثر مما يبدو.

اذن قبل لحظة من فتح الشمبانيا في مكاتب نتنياهو – باراك – ليبرمان، يجدر بالذكر بأن انعدام الافق السياسي لا يعتبر انتصارا سياسيا. يحتمل ببساطة انه حان الوقت لان يقول نتنياهو للجمهور الاسرائيلي الحقيقة. لن يكون اتفاق سلام مع الفلسطينيين دون سيادة فلسطينية في شرقي القدس. ومن هنا، فان البناء في شرقي المدينة لا يساعد التسوية الدائمة ولعل ثمة حاجة الى تجميده، حتى وان كان لزمن قصير، وحتى وان كان فقط لاجل انقاذ المفاوضات من الاندثار.