خبر بعد إنتهاء زيارته لها.. الوفد البرلماني الأوروبي يثير قضية حصار غزة

الساعة 09:30 ص|20 يناير 2010

بعد إنتهاء زيارته لها.. الوفد البرلماني الأوروبي يثير قضية حصار غزة

فلسطين اليوم- وكالات

بدأ عشرات النواب الأوروبيين، الذين زاروا قطاع غزة المحاصر منتصف الشهر الجاري (كانون ثاني/ يناير)؛ تحركاتهم العملية لنقل ما لمسوه من معاناة إلى برلماناتهم وشعوبهم؛ أملاً في خلق حالة ضغطٍ برلمانية وشعبية لحث الحكومات الأوروبية على الضغط على الجانب الإسرائيلي لإنهاء الحصار المفروض على غزة.

 

فقد قام هؤلاء النواب، وعددهم ستة وخمسون برلمانياً، بحسب بيان صادر عن "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، بتقديم تقارير لرؤساء البرلمان كل في بلدهم، من أجل وضعهم في صورة ما شاهدوه من آثار كارثية للحصار المفروض على القطاع للسنة الرابعة على التوالي.

 

وقد عبروا خلال تقاريرهم عن صدمتهم واستنكارهم لاستمرار صمت المجتمع الدولي على هذا الحصار الظالم، واصفين من يصمت على تقرير "غولدستون" الذين يؤكد ارتكاب الجانب الإسرائيلي لجرائم حرب بأنه "مشارك في الجريمة".

 

وأكد جيرار هوفمان، النائب البريطاني الذي ترأس الوفد البرلماني الأوروبي، على إصرار النواب الذين زاروا غزة على متابعة نتائج زيارتهم، وقال "لقد تم التفاهم بين أعضاء الوفد على سلسلة من التحركات، لا سيما في البرلمان الأوروبي، والعمل من أجل إثارة قضية الحصار المفروض على غزة، والتحذير من أي حرب قادمة على قطاع غزة، في ظل سلسلة من التهديدات الإسرائيلية".

 

وشدد هوفمان على ضرورة محاكمة "مجرمي الحرب، لا سيما وأن الحصار يمثل نوعاً من أنواع هذه الجرائم التي يرتكبها الجانب الإسرائيلي بحق مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة، كما قال.

 

وأوضح هوفمان في تصريح له، أن الوفد البرلماني يؤيد المحاولات التي تقوم بها جماعات مؤيدة للفلسطينيين في بريطانيا لإصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين إسرائيليين لهم علاقة بالحرب التي شنتها تل أبيب في قطاع غزة الشتاء الماضي، الذين قتلوا النساء والأطفال والشيوخ في غزة.

 

وتابع: "إن أي محاولة لتعطيل الملاحقة ووقفها سنقف ضدها، حتى لو كانت في لندن أو واشنطن"، مشدداً على أن الحصار "لا بد أن ينتهيَ، وأي شخص يقرأ تقرير غولدستون ويصمت فهو جبان"، على حد تعبيره.

 

من جانبه؛ قال النائب البريطاني ريتشارد هويت: "أنه بالرغم من متابعة البرلمانيين لآثار الحرب والحصار المفروض على غزة؛ إلا أن ما شاهده على أرض الواقع يفوق كل الصور والأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام، لقد صدمت كثيراً بما جرى لغزة من قصف ودمار واستهداف للمدارس ودور العبادة ومنازل المدنيين العزل"، لافتاً النظر إلى معاناة صعبة يعيشها مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة، في ظل نقصل في كل مستلزمات الحياة الأساسية".

 

وأكد هويت أن الأسابيع والأشهر المقبلة ستشهد تحركات، يقودها أعضاء الوفد والمتضامنون مع الشعب الفلسطيني، "هدفها الأساس الضغط على الحكومات الأوروبية من أجل ممارسة دورها في حماية حقوق الإنسان التي تنتهك في أبشع صورها في قطاع غزة منذ سنين، دون أن يحرّك المجتمع الأوروبي ساكناً".

 

أما الدكتور عرفات ماضي، رئيس "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، التي نظّمت زيارة الوفد الأوروبي إلى قطاع غزة، فقال: "إن الوفد الأوروبي، الذي يُعتبر أكبر وفد برلماني يزور منطقة صراع في العالم، حمل في جعبته رسالتين نقلهما عن غزة، وهي رسالة الصمود والصبر والثبات الفلسطيني، ورسالة معاناة كنتيجة طبيعية للحصار والعدوان".

 

وأضاف ماضي أن البرلمانيين "لمسوا صبر غزة بعد أربع سنوات من الحصار وآثاره الكارثية، وشاهدوا من خلفته الحرب من دمار ودماء وضحايا وجرحى ومعاقين"، مؤكدًا أن الوفد تعهَّد بالعمل من أجل إنهاء معاناة غزة عبر الضغط على حكوماتهم لدفع الجانب الإسرائيلي إلى وقف حصار القطاع".

 

وأعلن رئيس "الحملة الأوروبية" أنه سيتم العمل على ترتيب زيارات أخرى لعشرات البرلمانيين الأوروبيين للاطلاع على ما يعانيه قطاع غزة من معاناة ومآسٍ متواصلة، موضحًا أن أعضاء الوفد البرلماني الأوروبي جمعهم هدف واحد في زيارتهم إلى قطاع غزة، وهو التضامن مع الشعب الفلسطيني.

 

يذكر أن الوفد الأوروبي كان يضم 56 نائباً يمثلون 12 دولة أوروبية، ومنهم برلمانيين من مجلس العموم البريطاني، ومجلس اللوردات البريطاني، والبرلمان التشيكي، والبرلمان اليوناني، البرلمان الأيرلندي والبرلمان البولندي والاسكتلندي والسويسري، كذلك سبعة عشر من نواب البرلمان الأوروبي.

 

ويشار إلى أن "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، والتي تتخذ من بروكسيل مقرًّا لها، قد قامت منذ فرض الحصار على غزة بإرسال عدة وفود برلمانية أوروبية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى قوافل حملت المساعدات الطبية، لا سيما لذوي الاحتياجات الخاصة، كما تقوم بالتواصل المستمر مع النواب والمسؤولين الأوروبيين بهدف إطلاعهم على الأوضاع الميدانية في القطاع المحاصر.