خبر شمال القطاع: المقاومة تحشد مقاتليها في الخطوط الأمامية

الساعة 07:04 ص|20 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة

بعد غياب لمدة عام عادت أجواء التوتر تسيطر على محافظة شمال قطاع غزة بعد سلسلة عمليات حربية إسرائيلية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

ولم تعد المحافظة - التي دفعت الفاتورة الأكبر خلال الحرب الأخيرة- في حالة الهدوء التي عاشتها خلال الأحد عشر شهراً الماضية، إذ عادت أصوات الرصاص تسمع بشكل متقطع، إضافة إلى أصوات الانفجارات التي تدوي بين الحين والآخر، ولا يكاد يوم يخلو من عملية توغل برية محدودة تنفذها وحدات من قوات الاحتلال بمساندة مكثفة من الطائرات.

وترجمت قوات الاحتلال تهديداتها التي أوصلتها إلى السكان من خلال عشرات آلاف المنشورات التي أسقطتها على المحافظة قبل عدة أيام، وتنفيذ عملية إعدام بحق فتيين كانا يبحثان عن الرزق في المنطقة الشمالية الغربية لمدينة بيت لاهيا.

ومن الجانب الفلسطيني، تحشد المقاومة المزيد من مقاتليها في الخطوط الأمامية، وقد رفعت فصائل المقاومة حالة التأهب في صفوفها، ولوحظ انتشار مكثف لعناصرها في المناطق الشرقية والشمالية للمحافظة التي تمتد حدودها مع إسرائيل لتصل إلى 13 كيلومتراً من الجهتين الشرقية والشمالية.

وحصنت المقاومة مواقع تمركزها (الرباط) شرق مدينة جباليا وشمال مدينة بيت لاهيا حيث يشاهد المئات من مقاتليها مدججين بالأسلحة الرشاشة وقذائف الدروع يتجهون يومياً إلى هذه المواقع.

وعلى صعيد الجبهة الداخلية، لا تزال قوات الأمن والشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية بغزة تخلي مواقعها ومقارها تحسباً من غارات إسرائيلية مفاجئة على غرار غارات السابع والعشرين من شهر كانون الأول من العام 2008، التي أودت بحياة نحو 300 شرطي، وتسمع يومياً النداءات عبر مكبرات الصوت في المساجد أو من خلال السيارات متوسطة الحجم التي تنعى الشهداء وتتوعد الاحتلال بالانتقام، وقد سقط في المحافظة خلال الأسابيع الأخيرة نحو سبعة شهداء، غالبيتهم من المدنيين العزل، إضافة إلى مقاومين.

ونشطت وسائل الإعلام، مؤخرا، وعادت تتناقل الأخبار العاجلة عن انفجارات وشهداء وتحليق للطائرات وتوغلات، وسط اهتمام ومتابعة ملحوظة من المواطنين، الذين يبررون اهتمامهم بتزايد مخاطر نشوب حرب جديدة أو عمليات عسكرية مباغتة، معتبرين أن كل المؤشرات تدل على أن المنطقة ذاهبة باتجاه الحرب.

وأبدى المواطن فايز العمراني قلقاً شديداً مما تحمله الأيام القادمة، مؤكداً أن الحالة النفسية لأبنائه الصغار تقلقه جداً، لاسيما بعد سماعهم أخبارا تناقلها المواطنون ووسائل الإعلام حول احتمال شن حرب جديدة على القطاع.

وأكد العمراني الذي يسكن في جباليا أن الأجواء في منزله تتشابه إلى حد كبير مع أجواء الحرب الأخيرة، إذ سيطر الخوف على صغاره الذين يسألونه دائما عن إمكانية وقوعها.

وتجسدت مخاوف المواطنين بتخزينهم مواد التموين والسلع الضرورية، خاصة المحروقات التي تدخل في عملية الطهي، كما لوحظ اهتمام المواطنين بشراء المولدات الكهربائية صغيرة الحجم لاستخدامها في حال انقطاع التيار الكهربائي.

ويؤكد صاحب أحد المحال التجارية لبيع المولدات وجود ارتفاع ملحوظ في نسبة مبيعات هذه المولدات، خاصة من الحجم الصغير.

ويؤكد المواطن محمد الناعوق أن تجربة الحرب الأخيرة جعلته يقدم على تخزين وتوفير بعض المستلزمات والمواد الضرورية، خاصة الوقود الذي يدخل في عمليات الإنارة والطهي.

وقال: "لا أحد يتوقع حجم الكارثة التي ستلحق بسكان المحافظة إذا أقدمت إسرائيل على شن حرب جديدة، خاصة أن آلاف العائلات لا تزال تقيم في منازل غير صالحة للاستخدام وآيلة للسقوط".

ورغم أن سكان المحافظة الذين يبلغ عددهم قرابة 300 ألف مواطن شهدوا خلال السنوات التسع الأخيرة عشرات من التوغلات والاجتياحات القاسية، إلا أنهم يعتبرون أن الماضي سيكون نزهة مقارنة مع أي عدوان قادم!.