خبر سيول المياه تتسبب بخسائر فادحة على جانبي وادي غزة

الساعة 06:43 ص|20 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة

حذَّّرت مؤسسات حكومية وغير حكومية من خطورة السيول التي غمرت مساحات واسعة من المناطق الزراعية والسكنية الواقعة في محيط وادي غزة في محافظة وسط القطاع، مساء أول من أمس، عقب قيام الجانب الإسرائيلي بفتح أحد السدود الواقعة شرق وادي غزة وضخ كميات كبيرة باتجاه الوادي.

وحمل وزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية بغزة الدكتور محمد الأغا إسرائيل المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بأعداد كبيرة من المواطنين القاطنين في المناطق المتاخمة لوادي غزة والذين تعرضوا لأضرار جسيمة في منازلهم وأراضيهم الزراعية.

ووصف الأغا ما تعرض له سكان المناطق المذكورة إثر هذه السيول بالكارثة، موضحاً أن الجانب الإسرائيلي لم يعط أية إشارات تحذيرية قبيل قيامه بفتح السد المغلق منذ سنوات، الأمر الذي حال دون تفادي مخاطر السيول والفيضانات.

واعتبر أن مواصلة تدفق المياه إلى وادي غزة يعني تهديد حياة المواطنين في تلك المناطق، لافتاً إلى أن أعداداً كبيرة من المنازل ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية إضافة إلى العشرات من مزارع تربية الماشية في تلك المناطق تعرضت لأضرار مختلفة.

وطالب الأغا المؤسسات الإغاثية في الداخل والخارج بالتدخل العاجل لمساعدة المواطنين المشردين إثر هذه الكارثة والعمل على فتح تحقيق فيما اقترفه الاحتلال لدى قيامه بفتح أحد سدود المياه باتجاه المناطق الشرقية لوسط القطاع.

من جهته، أكد ربحي الشيخ نائب رئيس سلطة المياه أنه بالرغم من ارتفاع منسوب المياه في العديد من مناطق القطاع والأضرار التي ألحقتها السيول إلا أن أحواض تجميع ومعالجة المياه القائمة في شمال وسط القطاع لم تتعرض لأية مخاطر.

وأشار الشيخ إلى أن آلية عمل محطات معالجة المياه العادمة تسير وفقاً لوتيرة عملها وإن كانت تتحمل أعباء أكثر إثر تزايد كمية الأمطار، مشدداً على أنه ليس هناك أية مخاطر تهدد بتسرب المياه من هذه الأحواض.

واعتبر أن وجود العوائق المقامة على مجرى وادي غزة وكذلك المخالفات القائمة في منطقة الوادي أدت إلى تفاقم الأزمة الناجمة عن السيول وغزارة الأمطار وتسربات المياه التي قد تكون وصلت شرق القطاع من خلال فتح أحد السدود أو مصائد المياه في الجانب الإسرائيلي.

من جهته، أشار المواطن أحمد النباهين الذي يمتلك عدة دونمات تقع بمحاذاة وادي غزة إلى أن سيول المياه التي تدفقت، مساء أول من أمس، بشكل مفاجئ غمرت أرضه الزراعية، ولفت إلى أن منسوب المياه وصل داخل أرضه إلى نحو المتر وارتفع في مجرى وادي غزة إلى نحو مترين.

وأوضح النباهين أن العوائق القائمة في مجرى الوادي من الصخور والكتل الإسمنتية الناجمة عن قصف الاحتلال للجسر الشرقي لوادي غزة خلال الحرب الأخيرة أدت إلى مضاعفة حجم الأضرار الناجمة عن هذه السيول، إذ فاضت المياه عن مجرى الوادي لتصب في المناطق الواقعة على جانبيه.

وأكد أن الأراضي الزراعية المجاورة لوادي غزة تعرضت لأضرار جسيمة جراء هذه السيول التي جرفت المزروعات الحقلية وغطى طميها مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة.

من جهته، أكد عزام طبيلة وكيل وزارة الزراعة أن مناطق جنوب الضفة شهدت أمطاراً غزيرة دون أن تتسبب بسيول جارفة وأضرار في المناطق الزراعية.

وبين طبيلة أن الإجراءات الوقائية التي اتخذت في المناطق الزراعية في الضفة أسهمت في الحفاظ على المناطق الزراعية دون أية أضرار تذكر نتيجة ارتفاع منسوب المياه في الوديان، مؤكداً أن الوزارة لم تتلق أي بلاغ يفيد بتعرض أية منطقة زراعية في الضفة لأية أضرار نتيجة الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين.

إلى ذلك، استنكرت الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون بمحافظة رفح إقدام إسرائيل على فتح أحد السدود المائية على منطقة وادي غزة وسط القطاع.

وأكدت الجمعية في بيان أصدرته، أمس، أن فتح السد الذي أغرق عشرات المنازل وشرد أكثر من 50 أسرة ودمر أراضي وممتلكات زراعية يشكل جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.

وحملت إسرائيل المسؤولية عن سلامة أهالي المنطقة والآثار والتداعيات السلبية التي تلحق بهم، وطالبت المجتمع الدولي بالخروج عن صمته والتحرك لوقف الانتهاكات اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال.

ولفتت الجمعية إلى أن استمرار سياسة منع الانسياب الطبيعي للمياه باتجاه قطاع غزة في ظل النقص الحاد في مياه الشرب الذي يعانيه القطاع منذ سنوات يشكل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.