خبر غزة: الرسوم الدراسية همٌّ يؤرق الطلبة وعائلاتهم

الساعة 05:51 ص|20 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة -الوكالات

باتت مشكلة تسديد الرسوم الدراسية هماً يؤرق آلاف الطلبة الجامعيين في قطاع غزة المحاصر، حتى أصبحت كابوساً يجثم على صدور أولياء الأمور العاجزين عن الاستجابة لمطالب أبنائهم في ظل ارتفاع معدلات البطالة.

وتعكس الأرقام التي أعلنت الجامعة الإسلامية في غزة عنها ومفادها وجود 14 ألف طالب وطالبة من أصل 20 ألف يدرسون فيها يحتاجون إلى مساعدات لاستكمال تسديد رسومهم الدراسية أزمة حقيقية تهدد المسيرة التعليمية في القطاع.

وتقول الطالبة سهاد سامي من كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية :" أدرس في الجامعة أنا واثنتان من شقيقاتي إحداهن في كلية الطب والثانية في التمريض, ونواجه معاناة حقيقية في توفير جزء من الرسوم الدراسية".

وتضيف:"على الرغم من أننا نحاول دائماً التفوق في الدراسة والحصول على منح دراسية وقروض جامعية, إلا أن كل هذه المحاولات لا تكفي لسداد جميع الرسوم الدراسية التي علينا".

وذكرت أن والدها الذي كان يعمل صياداً "توقف عن العمل بشكل تام بعد الحرب على غزة, ولم يجد وظيفة بديلة ليعمل فيها", مشيرة إلى أنها تكتفي هي وأخواتها بدفع الحد الأدنى من الرسوم, أما المتبقي منها فتتركها "للتواكيل" على حد قولها.

أما الطالبة نداء عبد السلام من قسم الرياضيات في الجامعة الإسلامية فعبرت عن تخوفها مما يمكن أن تواجهه في الفصل الدراسي المقبل, خاصة أنها لم تسدد ما عليها من مستحقات دراسية للفصل الدراسي الحالي والتي تبلغ 386 ديناراً, موضحة أن والدها لا يعمل منذ سنوات ولا يوجد مصدر دخل دائم للعائلة يمكن الاعتماد عليه في الدراسة الجامعية.

ولفتت الانتباه إلى أنها طرقت أبواباً كثيرة من الجمعيات لتساعدها في تسديد رسومها الدراسية ولكنها لم تجد أدنى مساعدة تقدم لها من قبلهم.

ضغوطات كبيرة

أما الطالب أحمد القيشاوي من كلية التربية فيرى أن الجامعة الإسلامية تضغط على الطلبة بشكل كبير من أجل دفع ما عليهم من مستحقات مالية, وتلجأ إلى أساليب عديدة لتحقيق هذا الهدف, مشيراً إلى "أن آخر هذه الأساليب كان إغلاق صفحات الطلبة ومطالبتهم بدفع ما عليهم من مستحقات لتفتحها لهم"، وفق قوله.

وقال:" رغم كل هذه الأزمات التي نعيشها إلا أننا سنستمر في الدراسة رغم الحصار والدمار الذي لحق بالجامعة"، موضحاً أن هذه الأزمة "ستمر كما مرت أزمات أكبر منها".

وطالب الجامعة بضرورة مراعاة الأزمات الاقتصادية التي يعيشها الطلبة وذووهم بسبب الحصار والحرب والبطالة.

أزمة تسبب أزمة

بدوره, قال د. رياض العيلة عميد شؤون الطلبة في جامعة الأزهر:" إن أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة من أصل 19آلف يعانون من عدم مقدرتهم سداد ما تبقى عليهم من رسوم دراسية, وكل ذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي الطلبة بفعل الحصار والحرب على غزة".

وأوضح أن الجامعة تسعى من أجل تسديد الرسوم المتراكمة على الطلبة ومساعدة الطلبة من خلال عدد من القروض والمنح والمساعدات الخارجية التي تسعى لدعم الطالب.

ولفت العيلة إلى أن القروض التي تُقدم لجامعة الأزهر لا تكفي احتياجات الطلبة في الجامعة, مؤكداً أن50% من الرسوم التي على الطلبة غير مسددة للجامعة.

جهود مبذولة

ويشير عميد شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية د.كمال غنيم إلى أن أكثر من 14 ألف من أصل 20 ألف طالب وطالبة يعانون من إشكالية تراكمات الرسوم الدراسية, لافتاً إلى أن الجامعة حاولت معالجة هذه المشكلة من خلال عدة طرق تسعى لتطبيقها.

وقال :" عدد الطلبة الذين لا يستطيعون سداد ما عليهم من مستحقات مرشح للانخفاض, وذلك من خلال عدة خطوات ستقوم بها الجامعة", مضيفاً " الجامعة ستوزع قرض التعليم العالي والذي يمكن أن يحل مشكلة 4300 طالب وطالبة من ضمن 14 ألف".

وأوضح أن إدارة الجامعة الإسلامية تداعت من أجل مضاعفة عدد الطلبة الذين سيحصلون على قرض من الجامعة بما يمكن أن يغطي 4000 طالب آخرين".

ولفت الانتباه إلى انه بالإضافة إلى هذه الإجراءات ستعتمد الجامعة أيضاً على المنح الخارجية التي قد تسهم في حل أزمة ألف طالب وطالبة آخرين, بالإضافة إلى بعض المنح والهبات الداخلية الصغيرة التي من المتوقع أن تحل مشكلة 500 طالب.

منح وقروض

أما جامعة الأقصى فتعتمد في تقديم المساعدات للطلبة على ما يسمى بالبحث الاجتماعي للطلبة حيث يتم تصنيف الطلبة الذين يحتاجون للمساعدة حسب حالاتهم الاجتماعية إلى خمس فئات.

ويقول د.تيسير رشوان عميد شؤون الطلبة في الجامعة:" إن حوالي 2500-3000 طالب يأخذون إعفاءات كاملة من الرسوم, وأكثر من 11ألف طالب وطالبة يحصلون على منح وقروض حسب البحث الاجتماعي لهم".

وأشار إلى أن الجامعة تعتمد بشكل أساسي على المنح والقروض والمساعدات الخارجية لدعم الطلبة, وما يخفف عنها من الأزمة المالية هي أنها جامعة حكومية وتعتمد في دفع رواتب موظفيها على "حكومة رام الله".