خبر اعتقال الشقيقين صهيب وصفاء المصري يبدد فرحة العائلة

الساعة 06:08 م|19 يناير 2010

فلسطين اليوم: غزة

تبددت فرحة الأسيرة المحررة عضو مجلس بلدية نابلس، خلود المصري وزوجها الأسير المحرر عمار المصري، بعودة ابنيهما صهيب وعمار من العاصمة الأردنية بعد رحلة سفر تعليمية، عندما أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على اعتقالهما ليذوقا ذات الكأس الذي تجرعه والداهما ضمن ضريبة الثبات والإخلاص للوطن.

الأسيرة المحررة خلود، جهزت بيتها، وغرفتي ابنيها، وأعدت ما لذ وطاب من الأطعمة التي يحبها فلذتا كبدها، وكانت  الحلوى النابلسية الفاخرة جاهزة، بانتظار عودة الحبيبين، صهيب (23 عاماً) الذي استطاع أن يتخرج بنجاح من الجامعة الأردنية وحصل على بكالوريوس في (أنظمة المعلومات الإدارية) وصفاء في السنة الثالثة بجامعة النجاح (علم اجتماع) التي اقترنت قبل أقل من شهر بمهندس شاب.

 

وفي غمرة الأجواء الاحتفالية بانتظار قدوم صهيب وصفاء، جاء رنين هاتف المنزل، لترد الأم المثابرة الصابرة وهي تعتقد أن أحد المحبين يريد الاطمئنان على قدوم ابنيها، ولكن ملامح وجهها التي كان يطغى عليها الفرح والبهجة قبل لحظات وشت بعكس ذلك للأب الذي كان يتابع انقلاب حالة زوجته من الفرحة إلى الصدمة والذهول، ليستبين بعد لحظات سبب هذا التحول المفاجئ ألا وهو إقدام قوات الاعتقال على اعتقال الابنين العائدين لتطوف مخيلتي الأب والأم إلى تجربة المعاناة التي خاضاها سابقاً في سجون الاحتلال وما تمنياها لابنيهما أو حتى غيرهما من أبناء الشعب الفلسطيني.

 

قد لا تكون قصه عائلة الأسير المحرر عمار المصري وزوجته الأسيرة المحررة خلود المصري القصة الوحيدة في المجتمع الفلسطيني التي تعرض كل أفراد أسرتها للاعتقال ، ولكن من المؤكد أنها من القصص المؤثرة التي تدل على صمود العائلة الفلسطينية التي ضربت وتضرب أجمل الأمثلة في الصمود والتحدي ومقاومة الاحتلال.

 

تقول السيدة خلود المصري لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان عن بداية السجون والاعتقال انه من العالم الأول لاقترانها بالتاجر عمار المصري زوجها وأبو أولادها أنه تعرض أبو صهيب للاعتقال وتوالت السجون لدرجة أني غير قادرة على تحديد مدة اعتقاله وعدد مرات اختطافه ففي كل عام هناك اعتقال أو اختطاف لزوجي وأبقى وحدي أواجه صعوبة الأيام وتربية الأولاد وانتظار الإفراج عن الزوج

 

وتضيف المصري للمركز الحقوقي أحرار ،الأصعب والأكثر إيلاماً كان عام 2002 بعد أن حوصر منزلنا وأخرجنا من المنزل ليقصف ويصبح أثراً بعد عين ويعتقل الزوج ويستشهد الشهيد المهندس مهند الطاهر ، حيث مكثت ساعات وأيام لا تعرف مصير زوجها وكانت تبحث عنه بين انقض البيت الذي هدم ، ليعود الزوج بعد سنوات طويلة أمضاها بالاعتقال .

 

تم انتخاب السيدة خلود لتكون عضو مجلس بلدي نابلس كبرى المدن الفلسطينية وفي محاوله من الاحتلال للتنكر للديمقراطية الفلسطينية اختطفت السيدة خلود وتعرضت لتحقيق قاسي ومكثت في السجن خمسة شهور وخرجت لتجد الزوج والأولاد بانتظارها فهي أم لخمسة أبناء أرضعتهم لبن ألعزه وحب فلسطين ، وأصبح الزوجين وأمام الأبناء يتبادلون أحاديث الأسر وذكريات المعتقل بعد أن اكتسبت الزوجة مهارة فهم مصطلحات وألفاظ الأسرى المعتقلين.

 

معاناة عائلة عمار وخلود المصري لم تنتهي ولم تقف عند حد الحديث عن ذكريات السجون بل انتقلت إلى الأبناء فمع بداية العام اقترنت الابنة الثانية لعائلة المصري بشاب فلسطيني يحمل شهادة الهندسة وامتلأ البيت سعادة  وفرح بالابن الجديد للعائلة ، وتخرج الابن الأكبر للعائلة صهيب من الجامعة الأردنية ، خرجت صفاء مع شقيقها صهيب لزيارة بعض الأقارب بالأردن ومكثوا أسبوع هناك ، وفي طريق عودتهم تم إبلاغهم بقرار اعتقال الشقيقين .

 

تم وضع صفاء في سجن هشارون الخاص بالأسيرات الفلسطينيات وتم عزلها عن الأسيرات الأمنيات ووضعها مع الأسيرات الجنائيات في محاولة للضغط على الأسيرة وابنة الأسير والأسيرة وتم عرضها على محاكم صوريه قررت تمديد اعتقالها على ذمة القضية ولا يوجد أي تهمه أو قضيه.

 

الابن الأكبر للعائلة وخريج الجامعة الأردنية يتعرض ومن تاريخ اعتقالهما في 1212010 لتحقيق قاسي في مركز تحقيق بيتحتكفا المعروف بقسوته وشدة ظروف الاعتقال فيه يصبر ويرفض كل التهم الموجه له وينتظر موعد الفرج والإفراج ولم شمل العائلة.

 

 

 

 

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان ان الاحتلال يسعى لتدمير وتفتيت النسيج الاجتماعي للأسرة الفلسطينية وتشتيتها ما بين السجون والإبعاد واستمرار الاعتقالات محاولا بذلك تدمير الأسرة الفلسطينية وتشتيت شملها وقض استقرارها.

 

من جهتها ناشدت السيدة خلود المصري من خلال مركز أحرار لدراسات وحقوق الإنسان كافة المؤسسات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التدخل من اجل تامين الإفراج عن ولديها وعودتهما للبيتهم وأسرتهم.