خبر خبراء لـ« فلسطين اليوم »: أبو مازن يضلل .. المفاوضات متواصلة سراً

الساعة 03:38 م|19 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

أجمع خبراء ومحللون على أن عملية "شد الحبال" بين السلطة الفلسطينية من جهة وكل من حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من جهةٍ ثانية حول تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات، مجرد ألعوبة تهدف لإلهاء وتضليل الرأي العام.

وبيَّن أولئك خلال استطلاعٍ آرائهم عبر "فلسطين اليوم"، أن المفاوضات جاريةٌ بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عبر الوسيط الأمريكي، وأن نتائجها ستعرض من خلال توقيع اتفاقية ستكون إعلامياً وكأنها ثمرة لخطة التسوية التي يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إطلاقها.

فقد أكد الدكتور إبراهيم أبراش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن المفاوضات لم تتوقف البتة منذ "أوسلو" إلى الآن، موضحاً أنها "قد تشهد في بعض الأحيان تقدماً وفي بعضها الآخر تراخياً، وقد تأخذ أحياناً شكلاً علنياً وكثيراً ما تأخذ تكون ذات طابعٍ سري".

ولفت د. أبراش النظر إلى أن "جميع الاتفاقات التي وقِّعت، كانت نتيجةً لمفاوضات سرية وليست علنية".

وقال هذا الخبير السياسي:" عندما أعلن الرئيس محمود عباس وقف المفاوضات فهذا يعني أنها توقفت بالشكل العلني المعهود"، مستدركاً:" لكنها تستمر بطريقة سرية في إطار قنوات"، مدللاً على حديثه ذلك بالإشارة إلى أن "السلطة الفلسطينية لا يمكن أن يستمر وجودها دون ذلك".

وكشف د. أبراش – الذي شغل منصب وزير الثقافة في حكومة سلام فياض قبل أن يقدِّم استقالته منها- النقاب عن وجود قوى متنفذة كانت قد نسجت علاقات مصالح مع إسرائيل هي من تقوم بفتح قنوات الاتصال – التي تحدَّث عنها-.

وأوضح أن "هذه القوى لا يمكنها التضحية بعلاقاتها الجيدة مع إسرائيل من خلال تمسكها بمواقف أبو مازن التي لطالما يؤكد فيها تمسكه بالثوابت"، قائلاً:" إن عناصر فريق التفاوض موجودة قبل مجيء أبو مازن للرئاسة، ولديهم علاقات مع الإسرائيليين تتجاوزه".

واستطرد يقول:" أبو مازن لا يستطيع أن يوقف هذه الأطراف النافذة عند حدها، لأنها باختصار هي التي تؤمن استمرارية وجود وشبكة مصالح السلطة الفلسطينية".

وخلص الكاتب الصحفي عريب الرنتاوي، إلى ما ذهب إليه د. أبراش، حيث أوضح أن مفاوضات مباشرة تجري خلف الكواليس بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عبر الوسيط الأمريكي، قائلاً:" أرى أن عملية رسم الخرائط وتحديد المناطق المرشحة للتبادل متواصلة، وعندما تنضج "الطبخة" سيطلع علينا الوسيط الأمريكي بمفاجأة من العيار الثقيل".

ولفت هذا الكاتب – المقرب من حركة "فتح" – أن المفاوضين الفلسطينيين يبحثون تحت جنح القنوات الخلفية في مختلف المواضيع مع نظرائهم الإسرائيليين، وجرافات الاستيطان تأكل بأنيابها الحادة الأرض والحقوق والعاصمة والمقدسات".

ورأى أن "شرط "تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات"، معد للاستهلاك المحلي، ومخصصاً لمحو آثار أو لتفادي تكرار، فضحية "جولدستون" التي ما زال صداها يتردد برغم التكتم على تقرير لجنة التحقيق التي شكّلت للنظر في التقصير وتحديد هوية المقصّرين ومحاسبتهم".

واستند الرنتاوي إلى تصريحاتٍ لأبي مازن أعلن فيها أن "المفاوضات لا تحتاج لأكثر من شهر كي تنجز أهدافها إن خلصت النوايا والإرادات"، قائلاً:" لا أدري من أين يأتي رجل بخبرة الرئيس عباس بكل هذا التفاؤل، وهو الذي خاض مفاوضات لأكثر من 19 عاماً مع الإسرائيليين من دون جدوى، أللهم إلا إذا كانت لديه معلومات عن تقدم أو اختراق في قنوات التفاوض الخلفية، خصوصاً في ملف الحدود، عندها سنكون وقعنا ضحايا أكبر عملية خداع وتمويه في تاريخ التفاوض العربي- الإسرائيلي ، أقله منذ أوسلو". 

كما وعرج الرنتاوي في حديثه إلى معلومات نشرتها الصحافة الأمريكية مؤخراً مفادها أن مبعوث الإدارة الأمريكية الخاص إلى المنطقة جورج ميتشيل يعكف على وضع خريطة الدولة الفلسطينية العتيدة، وهو يجري محادثات مكثفة مع مجموعتي عمل فلسطينية وإسرائيلية، موضحاً أن أياً من المصادر لم تفصح بعد عن الشوط الذي تم قطعه في هذه المفاوضات.

وقال:" نتوقع أن تتجه "قرون استشعار" الصحافة ووسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية، إلى تقصي المزيد من المعلومات والحقائق، فالقصص تبدأ هكذا، خبر أو تقرير ينشر في صحيفة إسرائيلية تبني فوقه "الواشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، وتتبعهما صحف لندن وباريس وبرلين، لتصبح لدينا الصورة كاملة".