خبر الأمن هو السبيل الوحيد- إسرائيل اليوم

الساعة 10:02 ص|19 يناير 2010

بقلم: أمونة ألون

 (المضمون: يكفي أن يعمل الجيش الاسرائيلي والاستخبارات في حفظ الأمن في الضفة الغربية ولا يحتاج مع ذلك الى سد الشوارع لا في وجه الفلسطينيين ولا في وجه المستوطنين - المصدر).

لا حاجة لمنع حركة العرب الفلسطينيين، لا في شارع 443 ولا في أي شارع آخر. لكن توجد حاجة شديدة لمنع العمليات في هذا الشارع وفي أي مكان آخر، بجعل الارهاب غير ذي جدوى.

نظرة اسرائيل للارهاب الموجه اليها تذكر بنظرة "حكماء حيلم" لجسرهم الواهن، الذي كان يسقط عنه أناس كثيرون ويصابون. فبدل ترميم الجسر واصلاح عيوبه، أقام الحكماء مشفى تحته.

        سدوا الشارع 443، وسيجد الارهاب طريقا للظهور منه برغم السد، أو يصرف نفسه الى مواقع بديلة. تستطيع جدران الفصل ان تصعب على ارهابي طريقا لكنها لا تمنعه الخروج اليها منذ البدء. وفي حين تمنع سيطرة الجيش الاسرائيلي على المراكز الفلسطينية في يهودا والسامرة في السنين الاخيرة الارهاب بعمل استخباري وردعي – ليس الجدار الاسمنتي الاحمق أكثر من نوع من التصريح الجمالي.

        ان منفذ عملية فلسطينيا ينجح لا قدر الله في الالتفاف على الجيش الاسرائيلي والوصول بسلاحه او بمواد متفجرة الى حاجز عند مدخل الخط الاخضر، سينجح ايضا في اجتياز الحاجز والوصول الى مركز تل ابيب. لن يمنعه فحص الجندية السريع والسطحي في الحاجز ان ينفذ تدبيره، لكنه سيمنعه الاستخبارات والردع في منطقة نقطة انطلاقه.

        ان الاسوار والحواجز تزيد العداوة، بل قد تؤجج الباعث على الارهاب. اذا كانت لم تحدث في المدة الاخيرة عمليات في الشارع 443، فليس ذلك كما يبدو لحظر حركة الفلسطينيين فيه. ففي شوارع في يهودا والسامرة أيضا تسافر فيها سيارات اسرائيلية وفلسطينية بعضها الى جانب بعض كأمر عادي، قلت العمليات في المدة الاخيرة. ان المخربين الذين قتلوا قبل أسابيع معدودة أحد سكان شفيه شمرون، وهو الحاخام مئير حاي، تم العثور  عليهم وقتلتهم قوات الجيش الاسرائيلي من الفور بعد ذلك. هذا الرد الواضح – لا حاجز آخر – هو الذي قد يمنع عمليات أخرى.

        شمالي شرق الجدار الاسمنتي الاحمق الذي أقامته اسرائيل حول نفسها بحجج أمنية، يلتقي سكان البلدات وراء  الجدار – المستوطنون والفلسطينيون – في المجمع التجاري الكبير الحديث في المركز الاقليمي "شاعر بنيامين". ستجدون في جميع ساعات النهار، وفي ساعات المساء خاصة هناك عشرات كثيرة من اليهود وعشرات كثيرة من الفلسطينيين يجولون بين تلك الرفوف ويملأون العجلات بنفس المنتوجات ويقفون في الصفوف نفسها. عند مدخل هذا المركز ايضا يجري على السيارات تفتيش سطحي لصناديقها وعند مدخل الحانوت أيضا – كما في كل مكان في البلاد – يطلب حارس مهذب النظر في حقيبتك. لكن قضاء الوقت المشترك بين الخضروات ومنتوجات الحليب ليس ممكنا بفضل هذه التفتيشات  المراسمية بل بسبب المصلحة المشتركة بين جميع الحاضرين في الاساس، من الاستمرار على الاستمتاع بهذه الحانوت المريحة. بل ان زيادة المشترين العرب تزيد شعور المشترين اليهود بالأمن، لأنه أي ارهابي يريد ان يمس لا قدر الله بمكان يكثر فيه أبناء شعبه؟

        على مبعدة بضع مئات من الامتار عن هناك، في مقابلة ذلك، توجد لافتة كبيرة حمراء تحظر على اليهود السفر الى القدس من طريق عطاروت. "المنطقة أمامك هي منطقة فلسطينية أ"، تحذر اللافتة. ليس القصد بطبيعة الأمر لجميع الاسرائيليين؛ فالعرب من مواطني اسرائيل يسمح لهم بالدخول، ويفرض الجيش الاسرائيلي على اليهود فقط سفرا أطول. لكن لا حاجة لحماية حياة اليهود الى اغلاق الشوارع لا امامهم ولا امام الفلسطينيين. يكفي ترميم الجسر الواهن الذي نسقط عنه جميعا بلا انقطاع.