خبر غزة غير ذات صلة-يديعوت

الساعة 08:59 ص|19 يناير 2010

المساعدات لهاييتي

بقلم: عاموس كرميل

قبل ثلاثة ايام، يوم السبت، دعا براك اوباما الى البيت الابيض سلفيه في المنصب. فهو لم ينسَ على أي حال بان احدهما، بيل كلينتون قال عنه في الحملة الانتخابية المسبقة في الحزب الديمقراطي بانه "قبل بضع سنوات كان هذا الشاب يقدم لنا القهوة". مسموحا حتى الافتراض بانه يتذكر جيدا الانتقاد المستخف الذي وجهه بنفسه الى المدعو الثاني، جورج بوش الابن، في اثناء الحملة الانتخابية. ومع ذلك، فان مستشاريه اقنعوه على ما يبدو بانه يمكن أخيرا تحقيق فائدة من الرجلين، بموافقتهما التامة. في ضوء الكارثة  الطبيعية الفظيعة التي ألمت بهاييتي، جيد له وجيد لهما أن يدعوا معا الى عمل كبير وغير مجتهد على نحن خاص.

مر يوم، والرجلان، الرئيسان المتقاعدان كلينتون وبوش، نشرا مقالا في "نيويورك تايمز" اعلنا فيه بانه كان يسرهما الاستجابة لطلب الرئيس الحالي وشرحا ضرورة مساعدة سكان هاييتي المصابين بمصير فظيع. كيف المساعدة؟ الدخول الى موقع انترنت جديد فتح بمبادرتهما والتعرف منه على طرق المساهمة لصندوق جديد أسساه معا. من يدخل الموقع يمكنه أن يقرأ عن مركز اعلامي للصندوق وعن مكانته القانونية بل وان يتبرع له بالبريد الالكتروني. بالمقابل لا توجد أي كلمة عن حجم تبرع المؤسسين، اللذين لا ينتميان الى من يحتاج الى العون.

يحتمل أن يجمع هذا الصندوق ملايين الدولارات التي ستستغل على أفضل صورة في خدمة رفاه واعادة تأهيل الناجين من الهزة الفظيعة في الجزيرة الكاريبية. معقول أكثر ان تبلغ هذه المبالغ، مهما كانت، جزءا يسيرا مما هو مطلوب. مثل الكثير من الجهود المباركة للمحافل الخارجية والمتطوعين المفعمين بالاحساس الانساني العاملين الان في هاييتي. مثل الاعمال الهامة للبعثة الاسرائيلية التي سارعت الى السفر الى هناك للانخراط في اعمال الانقاذ واقامة مستشفى ميداني.

كل من يقوم بهذه المهمة المقدسة جدير بالتقدير (وتخصيص أموال من ضرائبنا لتمويل البعث مبرر تماما). ومع ذلك، فان انعدام التوازن بين حجم المأساة الانسانية وبين حجم المساعدات هائل. اكبر بكثير من ان نشعر بالفخر بتواجد علم اسرائيلي بين جزر الخرائب. اكبر بكثير من أن ننشغل بحسابات الجدوى الدبلوماسية والمقايسة بما تفعله دول اخرى. في "الالعاب الاولمبية" هذه – والتي اهميتها اكبر بلا قياس من عروض السيرك الرياضية – لا مكان لمنصة فائزين وتوزيع مداليات. فيها قيمة للمشاركة فقط. جيد جدا ان ممثلينا ايضا هم من بين المشاركين، ولكن من المهم الحفاظ على التوازن.

ليس فقط في ما يتعلق بالربت الذاتي على الكتف بل وايضا بما يتعلق بالتداعيات. اساسا بالتداعي الغزي، الذي يسمع ويطرح المرة تلو الاخرى في هذه الايام. اذهبوا الى غزة القريبة وليس الى هاييتي البعيدة، يقول اصحاب هذا التداعي. غزة بازمتها توجد هنا وهاييتي عالقة في مكان ما خلف البحر. غزة هي ظاهرا تحت مسؤوليتنا، في اعقاب النتائج الثانوية لحملة "رصاص مصبوب" وهاييتي هي موضوع جبروت الطبيعة التي تتعلق بنا بشكل غير مباشر فقط. وهناك حتى من يلوح بعلاقة الكلفة/المنفعة ويذكرون بان المقدرات الاسرائيلية محدودة واستغلالها في غزة سيكون اكثر نجاعة بكثير، اقتصاديا وسياسيا.

دون التطرق الى صحة هذه الحسابات نوصي بالتذكر بانه لا ينبغي الخلط بين مشكلة واخرى، وبالتأكيد ليس بالشكل التبسيطي. ما حصل ويحصل في غزة غير منقطع عن السياق الواسع الذي يلعب فيه الغزيون والدول العربية دورا مركزيا. ما حصل ويحصل في غزة لا ينقطع عن الحاجة لاحباط تهديدات على حياة مواطنين اسرائيليين. ثمة مجال للبحث في ذلك ولكن دون أي صلة بهاييتي. اولا وقبل كل شيء، دون تجاهل جرائم غزة نفسها، افعال حكامها ومسؤولية ناخبيهم.

-----------------------