خبر مؤسسة الأقصى تحذّر من استيلاء المستوطنين على مصلى رابعة العدوية بالقدس

الساعة 06:30 ص|19 يناير 2010

فلسطين اليوم-القدس

مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " في تقرير صحفي لها عممته ظهر امس من محاولات جهات يهودية إسرائيلية الإستيلاء على مصلى رابعة العدوية الواقع على جبل الطور في مدينة القدس قبالة المسجد الأقصى المبارك .

 

وقالت " مؤسسة الأقصى " أن هذه الجهات اليهودية تسعى الى تحويل مصلى رابعة العدوية الذي يقع ضمن الزاوية الأسعدية التي تشرف عليها عائلة العلمي الى كنيس ومزار يهودي ، ضمن خطوات إسرائيلية متواصلة لتهويد القدس . وأشارت الى أنها كشفت عن المخططات الإسرائيلية هذه خلال زيارة تفقدية قام بها وفد من " مؤسسة الأقصى " بهدف بحث سبل المحافظة على مصلى رابعة العدوية ، مؤكدة انها ستواصل فعالياتها لحفظ مقدسات القدس بالتعاون والتنسيق مع أهل القدس ودائرة الأوقاف في القدس ، وأنها ستعمل على إحباط مخططات والحفاظ على الوقف .

 

وكان وفد من " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " ضم الحاج سامي رزق الله أبو مخ " ابو أسامة " – رئيس لجنة المقدسات في المؤسسة ، و عبد المجيد محمد – متابع ملف المقدسات و فواز حسن " ابو حمزة " قام بزيارة تفقدية لمصلى رابعة العدوية في جبل الطور بمدينة القدس ، المطل على المسجد الأقصى المبارك بهدف تفقد المصلى ، والبحث في سبل مواصلة الحفاظ عليه ، إلاّ أن وفد " مؤسسة الأقصى " فوجئ أن جماعات يهودية تقوم بزيارة الموقع وتضع كتابات وشعارات وصلوات يهودية دينية وتلمودية في المكان ، كما وتقوم هذه الجماعات بوضع الشموع داخل المصلى ، وهي إحدى الشعائر الدينية التي تمارسها الجماعات اليهودية في كنسهم ، بالإضافة الى وضع صندوق للتبرعات كتب عليه في بعض جوانبه كتابات باللغة العبرية .

 

هذا وقام وفد " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " بإزالة كل الموجودات اليهودية من داخل المصلى ، ومن خلال تحقيقات ومتابعة لهذا الملف وجمع لبعض الشهادات من قبل جيران المصلى من عائلة العلمي، علمت " مؤسسة الأقصى " أن هناك محاولات متكررة من قبل جهات إسرائيلية للإستيلاء المتدرج على المصلى الإسلامي وتحويله الى مزار وكنيس يهودي ، وأن جماعات يهودية تتعمّد جلب مجموعات يهودية وإستيطانية الى داخل المصلى ومحاولة إدائهم بعض الطقوس الدينية والتلمودية واليهودية ،وعلمت " مؤسسة الأقصى " أن القائمين على المصلى ومتولي الوقف فيه من آل العلمي يسعون بكل جهد لمنع وإحباط مخططات الإعتداء أو الإستيلاء على مصلى رابعة العدوية .

 

يذكر ان مصلى رابعة العدوية له جذور التاريخ الإسلامي والعمران العثماني ويذكر ان" رابعة العدوية " ولدت في البصرة في العراق ، واشتهرت في التاريخ بما قدمته من زهد وورع ومعرفة لربها، وقد كان لمجاهدتها نفسها أثر عظيم في حقل الدعوة إلى الله بالقدوة والعمل الصالح ، وقيل أنها ولدت عام 95هـ وتوفيت عام 135 هـ ، ودفنت في القدس.

 

وقال خير الدين الزركلي في الأعلام: (رابعة العدوية) * (...- 135 ه =...- 752 م) : رابعة بنت إسماعيل العدوية، أم الخير، مولاة آل عتيك، البصرية: صالحة مشهورة، من أهل البصرة، ومولدها بها ، لها أخبار في العبادة والنسك، ولها شعر: من كلامها: (اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم) توفيت بالقدس، قال ابن خلكان: (وقبرها يزار، وهو بظاهر القدس من شرقيه، على رأس جبل يسمى الطور) وقال: (وفاتها سنة 135 كما في شذور العقود لابن الجوري، وقال غيره سنة 185) (2).

 

ويقع مصلى رابعة العدوية في ما يشبه الحوش ، وهو مكون من مبان متلاصقة، يطلق عليه اسم الزاوية الأسعدية، التي كانت مركزا للصوفيين في منطقة القدس ، وتنسب إلى مفتي الإمبراطورية العثمانية (أسعد أفندي بن سعد الدين حسن حيان التبريزي) ، وأمر أسعد التبريزي، الذي وصف بأنه من أعلام عصره، ببنائها، خلال زيارة له إلى القدس، وتشرف على الزاوية عائلة مقدسية عريقة هي عائلة العلمي، وعندما يدخل الزائر الآن من باب الزاوية الأسعدية يجد أمامه باحة صغيرة، تؤدي إلى المصلى ، ويوجد في الغرفة الكبيرة ذات المحراب ، بئر ماء، وهناك أحاديث عديدة عن مذاقه الجيد، ويتوسطها درج صغير، يتكون من اثنتي عشرة درجة محفورة في الصخر الصلب، يؤدي إلى ما يشبه المغارة أو الكهف، أو الغرفة الصغيرة، وفيها يقع مصلى رابعة العدوية .