خبر 34 أسيرة يواجهن ظروف السجن و المرض

الساعة 07:24 م|18 يناير 2010

خمسة يقضين حكما مدى الحياة ...

34 أسيرة يواجهن ظروف لسجن و المرض

رام الله-فلسطين اليوم

تعاني الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال من ظروف معيشية صعبة للغاية، و خاصة اللواتي يعانين من أمراض رافقتهن خلال فترة الاعتقال و التحقيق، مما فاقم وضعهن الصحي أكثر، و خاصة في ظل الإهمال الصحي الذي يعاني منه الأسرى المرضى عامة، و الأسيرات خاصة في سون الاحتلال و تعمد إدارة السجون على إهمالهن.

 

تقول الأسيرة المحررة جيهان دحادحة، أن الأسيرات في السجون يعانين من ظروف صحية صعبة للغاية و حتى أن لم يكن يعانين منها قبل سجنهن، وذلك بسبب وضع السجن و ظروف التحقيق الصعبة جدا.

 

و تتابع دحادحة أن هذه الظروف تزداد سوءا في فصل الشتاء وخاصة مع عدم وجود أي مصدر للتدفئة داخل السجن، إلى جانب عدم إمكانية إغلاق النوافذ و التي تدخل منها الأمطار و الهواء، و قلة الأغطية داخل الأقسام، حيث تمنع إدارة السجون الأهالي من إدخال الأغطية و الألبسة الشتوية لهن.

 

و تنتشر في الأقسام، بحسب دحادحة، الأمراض الجلدية و أمراض المسالك البولية و الالتهابات بشكل عام بسبب قلة النظافة و ظروف الأقسام السيئة، فالحشرات تنتشر في الأقسام بشكل كبير، إلى جانب تلوث المياه الشرب فيها.

 

هذه الظروف الصحية تؤثر على الأسيرات بشكل عام، إلا أنها تكون أثارها مضاعفة في حال كون الأسيرة تعاني من أمراض مزمنة كما هو الحال مع أكثر من أسيرة يعانين من حالات مرضية مزمنة.

 

مسكنات فقط...

و توضح الأسيرة المحررة، هيام البايض أن بعض الأسيرات يعانين من أمراض خطيرة للغاية، إلا أن إدارة السجن لا تتعامل مع هذه الإمراض بشكل جدي مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي لهن.

 

و تستعرض البايض حالات بعض الأسيرات وخاصة حاله الأسيرة ريما دراغمة و التي تواجه حكما بالسجن 25 عاما، حيث تعاني الأسيرة من مرض دائم في الرأس، و طوال أربعة سنوات من المرض، لم تعرف الأسيرة ماهية مرضها أو حتى نوعه، حيث تكتفي إدارة السجون بتقديم المسكنات التي لا تجدي نفعا.

 

و في حالة أخرى، تعاني الأسيرة قاهرة السعدي، و التي تواجه حكما بالسجن المؤبد مرضا خطيرا في اللثة، وتحتاج إلى زراعة عظم فيها، بسبب سقوط أسنانها بالكامل، مما يسبب لها ألم حاد و بشكل متواصل.

 

كما تعاني الأسيرة" آرينا سراحنة"، و المحكومة بالسجن مدى الحياة، من مرض ارتفاع ضغط الدم مما يتسبب بالدوخة و الإغماء المتكرر لها.

 

و الأسيرة رجاء الغول، و التي تقضي حكما بالسجن الإداري و المتكرر، و تعاني من مرض مزمن في القلب، وتحتاج الى رعاية صحية دائمة، في حين يكتفي الأطباء في السجن بتقديم المسكنات لها.

 

و تتفق البايض و التي قضت حكما بالسجن تجاوز الثلاث أعوام، مع الأسيرة دحادحة على كون كل أسيرة تحتاج إلى فحوص طبية كاملة بعد الإفراج، وهذا الأمر الذي حصل مع الأسيرة دحادحة، حيث توجهت من الحاجز، حين الإفراج عنها، إلى المستشفى لتلقي العلاج بسبب الآلام التي صاحبتها في فترة سجنها الأخيرة في المعدة.

 

تشخيص بلا دواء...

عن هذا الإهمال تقول الناشطة في شؤون الأسرى المحامية بثينة دقماق، أن إدارة السجون تتعمد المماطلة في تقديم العلاج و الفحوص اللازمة للأسيرات.

 

وكشفت دقماق إلى أن 34 أسيرة، لا زلن يقبعن  في سجون الاحتلال موزعات على ثلاث سجون، هشارون وتتواجد فيه 18، و سجن داموند تتواجد فيه 15، و أسيرة واحدة في عزل سجن الرملة معزولة، و هي الأسيرة "وفاء البس" من قطاع غزة.

 

و أشارت دقماق الى ان عدد من الأسيرات يعانين من ديسك مثل الأسيرة أحلام التميمي، و آمنة منى، وذلك بسبب التعذيب إثناء التحقيق مما يسبب لهن وجع شديد في الظهر.

 

و الأسيرة "أمل جمعة" تعاني نزيف مستمر لا يتوقف، إلى جانب الأسيرة "لطيفة أبو ذراع" و التي تعاني من أمراض في الرحم، و التهاب أعصاب، و سكري.

 

كما تعاني الأسيرة "وفاء البس" من حروق في كل جسمها و بحاجة لمراجعة طبيب بشكل طارئ، إلا أن إدارة السجون ترفض ذلك.

 

وتعاني عدد كبير من الأسيرات و منهن "قاهرة السعدي" و" سناء شحادة"، "ابتسام العيساوي" من الم دائم في الأسنان، و اللثة.

 

و أشارت دقماق إلى مماطلة في تقديم العلاج من قبل إدارة السجن، حتى في حال تدخل المؤسسات الحقوقية من خارج السجن لإدخال أطباء تكون هناك عراقيل.

 

تقول: في هذه الحالة تحتاج الأسيرة إلى تقديم طلب للحصول على "موافقة أمنية" يتم السماح لها بإدخال الطبيب، تحتاج أحيانا الى أكثر من ستة أشهر، و بعد ذلك يتم التنسيق المؤسسة مع إدارة السجن بحيث يتم إصدار تصريح للطبيب بدخول السجن و الالتقاء بالأسيرة.

 

وتشير دقماق انه في حال السماح للأطباء بدخول السجن و الكشف على الأسيرة، لا يسمح للمؤسسة ان تصرف الوصفة الطبية  وإدخالها إلى السجن.