خبر مهمة باراك.. هآرتس

الساعة 09:35 ص|17 يناير 2010

بقلم: أسرة التحرير

انعدام الاداء من جانب وزير الخارجية افيغدور ليبرمان يلزم الحكومة بايجاد بدائل وذلك كي لا تنهار السياسة الخارجية الاسرائيلية انهيارا تاما وتتلخص في توبيخات سخيفة وانتقادات فظة على حكومات اجنبية. الى الفراغ الناشىء دخل رئيس الدولة شمعون بيرس ووزير الدفاع ايهود باراك. رئيسا وزراء ووزيرا خارجية سابقين يحاولان اصلاح الاضرار التي وقعت بسبب عدوانية ليبرمان وسلبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يعطي اسنادا لشريكه الائتلافي من اسرائيل بيتنا.

اليوم يسافر باراك الى مهمته السياسية الاكثر اهمية: انقاذ العلاقات مع تركيا فالعلاقات الوثيقة التي أقامتها اسرائيل في العقدين الاخيرين مع القوة العظمى الاقليمية من الشمال كانت من الثمار الهامة للمسيرة السلمية. ويكاد يكون في كل مجال ممكن من العلاقات بين الدولتين، نشأ تعاون وثيق بين تركيا واسرائيل: أمن واستخبارات، أعمال وتجارة، سياحة واستجمام. وتواصلت العلاقات في الازدهار حتى حين توقفت المسيرة السلمية وحلت محلها مواجهة دموية بين اسرائيل والفلسطينيين.

التدهور الحالي في علاقات اسرائيل وتركيا يعبر عن الاتجاهات المعاكسة التي اتخذتها الدولتان. فقد انطلقت اسرائيل في عملية عسكرية وحشية في غزة، في أعقابها صعدت الى الحكم حكومة يمينية برئاسة نتنياهو. اما تركيا، التي رد سعيها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، فقد توجهت شرقا ووثقت علاقاتها مع ايران وسوريا. رئيس الوزراء السابق، ايهود اولمرت، رأى في ذلك فرصة واستعان بنظيره التركي رجب طيب اردوغان كوسيط في المفاوضات للسلام مع سوريا. نتنياهو "قلق" من النهج التركي، ويرفض اعطاء أنقرة دورا في المسيرة السياسية. اردوغان يهاجم اسرائيل بشدة متعاظمة منذ "رصاص مصبوب".

لا يمكن ان نتوقع ان تحدث زيارة باراك بين ليلة وضحاها تحولا في النهج التركي. ولكن المصالح الاساسية، التي دفعت الدولتين الى التعاون على مدى عشر سنوات، لا تزال على حالها. ينبغي لوزير الدفاع ان يعثر على فرص التحسين للعلاقات في ظل فهم حساسية الدولة الاسلامية الكبرى من الجمود المتواصل في المسيرة السلمية. وفوق كل شيء، عليه ان يصلح الضرر الجسيم الذي ألحقته اهانة السفير التركي الاسبوع الماضي – والاظهار بأن اسرائيل لا تتحدث فقط بالصوت الصارخ والعنيف لليبرمان ونائبه داني أيالون.