خبر خمس ملاحظات على الوضع- هآرتس

الساعة 08:25 ص|16 يناير 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

1. يُعزى للسياسي الفرنسي شارل موريس دي تاليران القول "هذا أسوا من جريمة، هذا خطأ". اما عندنا فلدينا قول اكثر اصابة: "غبي القى بحجر في بئر، مائة ذكي لن يخرجه". قدامى الدولة يذكرون شكوى رئيسة الوزراء غولدا مائير التي لدى خروجها من لقاء مرير مع المستشار النمساوي برونو كرايسكي اليهودي قالت للصحافيين: "حتى كأس ماء لم يقدم لي". ولكن على الاقل لم يجلسوها على كرسي منخفض.

الحملة المهينة التي بادر اليها داني ايالون للسفير التركي، الذي سمي على أي حال في وزارة الخارجية بالاسم السري "راحة لوكم" تثبت بان نائب وزير الخارجية لم يخترع رماد الحريق – ترجمة حرة عن الفرنسية معناها ليس حكيما كبيرا.

هناك وسائل دبلوماسية اكثر تنوعا للاعراب عن الاحتجاج او عدم الرضى – ولكن الاخراج، الغرفة الصغيرة، الاريكة المنخفضة، نبرة الحديث وحتى كأس ماء لم يعطوه. لعبة خطيرة مع دولة ذات اهمية استراتيجية من الدرجة الاولى لاسرائيل. بن غوريون هو الذي وضع النظرية بانه من المهم لاسرائيل ان تقيم علاقات مع الدول الاسلامية العلمانية في منطقتنا. ومع الايام أجهزة امن الدولتين تعاونت بالفعل رغم تأصل النظام هناك. هذا الهدف بات  مهما أكثر حين تكون ايران تهدد المنطقة. ايهود باراك لا يسافر الى أنقرة للاعتذار، بل كي يواصل البحث مع جهاز الامن في توسيع التعاون الاستراتيجي. من ينبغي أن يعتذر بقوة هو نتنياهو الذي عين نموذجا كليبرمان وزيرا للخارجية. الحذر، فقد يجلس ليبرمان جورج ميتشيل لعقد حديث معه في المرحاض.

2. لماذا امتنع معظم الجمهور عن التطعيم ضد انفلونزا الخنازير؟ ربما بسبب النشر الكثير عن اولئك، الاطفال اساسا، ممن توفوا بعد التطعيم. وكذا بسبب الاراء المتضاربة حول انواع التطعيمات التي انتجت. ولكن اكثر من أي شيء آخر لان الاطباء والممرضات لا يسارعون الى ان يتطعموا. هذا لا بأس، يشرح طبيب في الاذاعة، فغير طبيب واحد يوصي مريضه بالكف عن التدخين، وبعد ذلك يشعل لنفسه سيجارة. ولكن اكثر من أي شيء آخر تؤثر حقيقة أن السياسيين الذين لم يرفضوا أبدا تلقي شيء بالمجان، يرفضون في معظمهم ان يتطعموا. ومحرج أكثر منهم جميعا رفض نتنياهو. فهل يعرف هو شيء ما عن التطعيم لا يكشفه لنا؟

3. بعد حادثة ضمانات ميتشيل ثار جدال فيما اذا كانت هذه زلة لسان بالصدفة ام تهديد كي نرتعد قبيل وصوله. وحسب المقطع المنشور تبدو أقواله كعاصفة في فنجان. فالمذيع تشارلي روز سأل ميتشيل أي عقوبات يمكن للادارة ان تفرضها على اسرائيل. رده كان موضوعيا: وقف الضمانات هو العقاب الوحيد الذي يمكن للادارة ان تفرضه دون حاجة الى اقرار الكونغرس. والتخوف من أن يؤيد الكونغرس عقوبات دراماتيكية على اسرائيل – طفيف. يبدو أن الحديث لا يدور عن تهديد، بل عن رد موضوعي على سؤال. القول ما الذي لا يمكن للرئيس عمله بقوة صلاحياته فقط.

        ولكن يتبين بانه اضافة الى ايالون لدينا هنا ماتشو آخر – وزير المالية يوفال شتاينتس الذي عقب فورا بغرور فقال باننا على الاطلاق لسنا بحاجة الى ضمانات امريكا. أحقا؟ وماذا اذا كان العقاب فقط جزءا من نزع المظلة الامنية والسياسية على اسرائيل؟

4. ماذا في واقع الامر يريد المشاركون في النزاع عندنا تحقيقه. ظاهرا تقسيم البلاد. في حينه اقترح رئيس الوزراء ايهود باراك، مع الرئيس كلينتون على عرفات في اللقاء في كامب ديفيد تنازلات كبيرة، بما في ذلك في القدس. عرفات لمفاجأة محادثيه رفض، وبعد عدة أسابيع اندلعت الانتفاضة الثانية. وفي حديث مع صحافي اجنبي شرح عرفات بانه لا يمكنه ان يسمح لنفسه بان يذكر في التاريخ الفلسطيني لاجيال واجيال كمن تنازل عن فلسطين الكاملة.

        ابو مازن يريد ما يريده بيبي أيضا: البقاء دون التنازل. كلاهما لا يريدان ان يذكرا كمن تنازلا عن اراضي احلامهما التاريخية. ما يهمهما وما يهم اوباما ايضا الذي لا يرى النهاية مع كل المشاكل العالمية التي برزت امامه، هو البحث في المسيرة. اولمرت، لفني وابو مازن اثبتوا بانه يمكن ادارة محادثات على مدى سنتين دون التنازل ودون تحقيق شيء.

5. في كل مرة تقع فيها هزة ارضية فتاكة في العالم يدعى خبير في الجيولوجيا الى احد البرامج الصباحية ويسأل اذا كان يمكن لمثل هذا الامر ان يحصل عندنا. فنحن نجلس على الشرخ السوري – الافريقي. وسينظف الخبير حنجرته ويرد بان هذا ممكن. 7.3 في سلم ريختر؟ هذا لا... ولكن  6، 7 أو 4 – بالتأكيد ممكن. نعم، لا، وكذا ربما.

ملاحظة: في هذه الاثناء استعدوا للهزة الارضية التي ستكون في البلاد ما أن يحسم ويتلى قرار المحكمة بحق موشيه قصاب.