خبر أبو الغيط: لا مفاوضات قريبا إذا لم يتغير الموقف الإسرائيلي..وبناء الجدار خلفه « أسرار »

الساعة 06:35 ص|15 يناير 2010

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

كشف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في حوار خاص وصريح وشامل لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل زيارته الأخيرة للولايات المتحدة وكل ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط والاحتمالات الواردة وكذلك التوقعات المستبعدة كما أوضح كثيرا من المواقف المغلوطة التي خيمت على الساحة فيما يتعلق بسياسة مصر الخارجية حول عدد من الملفات وكشف وزير الخارجية المصري عن أسباب موافقة مصر على الإنشاءات الهندسية على حدود مصر وغزة وقال إنها جاءت في أعقاب إلقاء القبض على خلية حزب الله وأسرار أخرى. وأكد استعداد مصر لتحقيق الانسجام والتوافق العربيين بين جميع العواصم العربية خاصة الجزائر وقطر وسورية مشيرا إلى أهمية انطلاق الوفاق العربي من قاعدة الحفاظ على الأمن القومي العربي وفيما يلي نص الحوار

* ما هي نتائج زيارتكم لواشنطن خاصة وأنها جاءت بعد عدد من القمم العربية الثنائية في الرياض وغيرها من العواصم وكذلك بعد الأفكار المصرية والفرنسية والأميركية التي تحدثت عن خطة لاستئناف مفاوضات عملية السلام؟ وماذا يعني ما تردد من أن مبادرة مصر حظيت بدعم وموافقة أميركا ورضا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي؟

- جهد السلام متوقف منذ أكثر من أربعة شهور وهناك حاجة لتأمين جهد سلام جاد وذي مصداقية، ومعلوماتنا المؤكدة أن الجانب الأميركي ونتيجة لاتصالاتنا التي أجريناها معه سواء في جولات جورج ميتشل أو خلال اللقاءات التي تمت بين ميتشل والوزراء العرب في نيويورك شهر سبتمبر (أيلول) الماضي تؤشر بأن الولايات المتحدة ترغب في التحرك مرة أخرى بجهد السلام وترغب أيضا في إعداد موقف يمكن أن تطرحه على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإطلاق المفاوضات. مصر وفي سعيها الدؤوب لحصول الفلسطينيين على حقوقهم في أراضيهم رأت أنها يجب أن تتحرك هي الأخرى لكي تعاون الجانب الأميركي في صياغة الموقف الذي يمكن للفلسطينيين أن يتعايشوا معه وأن يقبلوا في إطاره أن يتحركوا في جهد السلام ولبدء المفاوضات، من هنا كانت هذه الزيارة وكان توقيتها لكي نسبق التحرك الأميركي لوضع أفكارهم على الملأ والولايات المتحدة قبلت بأن نذهب إليها لكي نطلعها على تصوراتنا قبل أن تنطلق في تحركها واستمعت إلينا وتصادف وجودي في واشنطن ووجود وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وتحدثنا معهم، وكنا قد نسقنا معا أثناء زيارة الملك عبد الله الثاني مصر عما ننوى أن نطرحه على الجانب الأميركي، وجاء الطرح المصري - الأردني وإن لم يتم بنفس الشكل ونفس العناصر فإن المنهج والهدف كان واحدا ومتسقا وعبر الأميركيون عن تفهمهم لهذه الأفكار المصرية التي طرحت وأنهم سوف ينظرون فيها وعما إذا كان يمكنهم أخذ البعض منها أو كلها في أوراقهم التي تعد حاليا. والرؤية المصرية ترى أن ما هو معروض على الفلسطينيين يجعل من الصعب جدا عليهم أن يتحركوا إلى المفاوضات لأن المطلب الفلسطيني الأساسي هو وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وأيضا في القدس الشرقية. وبالتالي تبذل مصر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي جهدا حقيقيا في هذا الاتجاه لكي يأتي تحريك المفاوضات على أسس مرضية للفلسطينيين، وعلى الجانب الآخر مصر أعادت مرة أخرى تأكيد رؤيتها التي سبق وأن قررتها على مدى فترة طويلة بما يسمى نهاية الطريق أو «الاند جيم» وهي إقامة دولة فلسطينية على مساحة من الأرض تتساوى مع ما فقده الفلسطينيون من أراض في الضفة الغربية عام 1967، أي نفس المساحة وإذا تطلب الأمر مفاوضات بينهما لتبادل أراض وحتى نستطيع أن نتجاوز مشكلة المستوطنات والمدن التي أقيمت في الضفة الغربية فهذا أمر نتركه للفلسطينيين لكي يتفاوضوا عليه إذا ما قبلوا ورغبوا في ذلك. ولكن يجب ألا تأتي هذه المفاوضات في ظلال ثقل الغزو ومن هنا نطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والرباعي الدولي والمجتمع الدولي بالوجود على هامش هذه المفاوضات أو ربما يكون بداخلها.

* أو حتى يكون موجودا قبلها في صورة مؤتمر دولي؟

- ليس قبلها.. لا أحد يتحدث عن هذا الموضوع.

* إذا تحدثنا بشكل أكثر تفصيلا ودقة؟

- الدقة موجودة في حديثي معك وكذلك الصراحة.

* لكن الطرح المصري يتعرض كثيرا فيما يتعلق بخطط استئناف المفاوضات للتغيير بين وقت وآخر.. ما مدى صحة ذلك، وهل الموقف المصري ثابت وكيف ترى ما تطرحه الفضائيات من تحول في أفكار مصر وخططها؟

- استمعنا كثيرا لتحريف أفكارنا عبر الفضائيات وأتذكر أننا كانت لنا مقابلة إعلامية في مؤتمر صحافي ومحطة فضائية أخذت ما تحدثنا به باعتباره تغييرا جوهريا في الموقف المصري وانتقدنا هذا وقلنا بأنه لم يحدث على مدار الشهور الأخيرة أي تغيير في الموقف المصري ولكن نحن نقول إذا ما نجحت الأطراف في الاتفاق على ما يسمى «الإند جيم» أي نهاية الطريق قبل البدء في المفاوضات في تفاصيل (نهاية الطريق) وإذا ما وافق الفلسطينيون أن كامل الأرض ستعاد أو بحجم كامل الأرض، ووافق الفلسطينيون أن القدس الشرقية هي تحت سيادتهم فأتصور أننا نستطيع أن نبدأ المفاوضات في أي لحظة لأن المسألة قد تكون حسمت لصالح الجانب الفلسطيني. أما إذا حاول البعض تحريف ما نقوله بإعطاء مفاهيم مختلفة عما نقصده فهذا أمر غير مقبول.

* ألا ترى أن الموقف الأميركي ما زال غير واضح بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط وأحيانا تصفه التقارير بأنه تراجع وضعف، حتى بعد تعهدات الرئيس أوباما بالحل وإقامة الدولة وسؤالي هو ماذا لدى واشنطن بعد زيارتكم الأخيرة لها؟ وهل السلام في الشرق الأوسط غير مدرج على أجندتها في المستقبل القريب نظرا لانشغالها بـ«القاعدة» والإرهاب وغيره؟

- التأكيدات الأميركية التي تحدثنا بها شفهيا مع القيادات الأميركية سواء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أو مبعوث السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل وكذا وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي تؤشر إلى استمرار الاهتمام الأميركي بالتوصل إلى إطلاق مفاوضات والتوصل إلى تسوية فلسطينية - إسرائيلية ولكن المشكلة هي كيف ستدير الولايات المتحدة هذه العملية في مجملها. وحتى هذه اللحظة نرى أن الولايات المتحدة لم تحقق رؤيتها في التوصل إلى وقف كامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية ولم تحصل بعد على تعهد إسرائيلي بهذا المطلب. من هنا نجد أن هذه المفاوضات لم تطلق بعد ولا نتوقع إطلاقها في المستقبل القريب إذا ما بقي الموقف الإسرائيلي هكذا.

* إذن إسرائيل غير مستعدة؟

- بالتأكيد إسرائيل غير مستعدة.

* وأين الدور الأميركي؟

- يجب أن يدعم أوروبيا وعربيا ودوليا ويحب أن نستمر في التعاون مع الجانب الأميركي وتوسيع إطار الضغط في اتجاه قبول إسرائيل بالمطالب الفلسطينية لكي نؤمن مفاوضات جادة وذات مصداقية ولها هدف ونصل إليها خلال فترة زمنية قصيرة.

* هل ترى أنه من أدوات الضغط على إسرائيل ومساعدة أميركا عقد مؤتمر دولي مصغر للسلام كالطرح الفرنسي أو الروسي أو المصري؟

- هذه كلها مقترحات سابقة لأوانها وحتى إذا ما نجحت الأطراف وفى مقدمتها مصر في جمع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لمناقشات وليس لمفاوضات فيجب أن تقوم هذه المناقشات على فهم واضح وأرضية محددة لما هو مطلوب من إسرائيل من التزامات. وإذا ما اعترفت إسرائيل أو رغبت في المضي في هذا الطريق فعليها أن تتخذ من الخطوات ومن الالتزامات العلنية ما يؤمن للفلسطينيين مواقفهم وبالتالي يتحركون في اتجاه هذه اللقاءات.. هذا بُعد، ولكن البعد الآخر أن كل حديث عن إطلاق المفاوضات من خلال مؤتمر دولي سابق لأوانه لأننا يجب أن نحقق الظروف المناسبة أولا قبل بدء المفاوضات وهذه الظروف ليست متاحة حاليا وفى مقدمتها تجميد الاستيطان.

* رئيس الوزراء الإسرائيلي كان في زيارة لمصر وأطلق بعدها تسريبات تشير إلى موافقة إسرائيل على تجميد سري للاستيطان في حين أن إسرائيل تقوم ببناء المستوطنات في العلن وأمام شاشات التلفزيون وبالتالي ماذا قدم نتنياهو لمصر؟

- ليس لدي علم بأنه وافق على تجميد سري للاستيطان ولكن ما رأيناه من مواقف خلال زيارته للقاهرة حاول فيها أن يقول إنني مستعد لكل متطلبات السلام وبالتالي عندما يقال لنا هذا يجب أن نعطيه الفرصة لكي نتحسس ونتأكد من التزامه، ولكي يفعل هذا هناك ضرورات كي يظهرها وإجراءات لكي يتحدث بها حتى نستطيع القول: نعم إننا أمام تحول جوهري في الموقف الإسرائيلي وبالتالي نطالب الإخوة الفلسطينيين أن يعطوا الأمر فرصة وهذا لم نصل إليه بعد.

* لكن هناك حديث آخر لوزير خارجية إسرائيل ليبرمان، يقول إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يمثل كل الفلسطينيين في المفاوضات كيف ترى مغزى هذا التصريح؟

- أنا لا أتعامل مع تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي بشكل جاد لأن مواقفه معروفة والملف ليس في يده وإنما هو موجود مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

* إذن من الآن وحتى الربيع القادم هل من المتوقع اتخاذ مواقف معينة تعطي آفاقا نحو استئناف عملية السلام؟

- دعينا نأمل أن يتحقق هذا وهل سيتحقق أم سوف نستمر في هذه المراوغات والمناورات والأحاديث وإضاعة الوقت والزيارات المتبادلة وتبقى الأحوال على ما هي عليه ويمضي الاستيطان في القدس الشرقية. وعليه آمل أن ينتهي هذا كله بإطلاق مفاوضات تقوم على أسس سليمة ومتفق عليها وتحقق للفلسطينيين حماية حقوقهم.

* لديّ سؤالان فيما يتعلق بالجدار العازل؟

- لا يوجد شيء اسمه الجدار العازل وإنما إنشاءات مصرية هندسية داخل الأرض المصرية وهو الحق المطلق للأمن القومي المصري، والبعض قد تندر على موضوع الأمن القومي المصري ونحن نقول لهم إنه شيء مقدس وهناك قواعد حاكمة له ولا نتدخل فيه ولا نسمح لأحد أن يثيره معنا.

* هناك معلومات تفيد بأن مصر وافقت على هذه الإنشاءات على حدودها وداخل أراضيها بعد ضبط عناصر خلية حزب الله.. ما مدى صحة ذلك؟

- مصر اتخذت قرارا بهذه الإنشاءات لضبط الحدود المصرية بعد أن وضح أن هناك محاولات للإضرار بالأراضي المصرية، وخلية حزب الله تم القبض عليها في سيناء وكذلك محاولات أخرى كثيرة لا يعرفها غير المصريين العاملين في الأمن القومي المصري، وهناك بالفعل محاولات لاختراق الأرض المصرية سواء في الصحراء الشرقية أو الصحراء الغربية وهناك محاولات لاستغلال المياه الإقليمية المصرية في البحر الأحمر وهناك محاولات للانتشار في سيناء وهناك أخطار يمكن أن تأتي لمصر من الأنفاق ومن خارج مصر إلى داخلها وبالتالي علينا أن نؤمن بلادنا ضد محاولات التخريب والتدمير.

* في المقابل قامت إسرائيل مؤخرا ببناء سور أو جدار عازل على حدودها مع مصر.. كيف ترى ذلك؟

- هذا خلط هائل ومن يرغب في الخلط بين الإنشاءات المصرية من ناحية والسور الإسرائيلي فوق سطح الأرض من ناحية أخرى هو يخلط متعمدا لكي يحاول أن يلطخ الجهد المصري وهناك حدود مصرية - إسرائيلية وبالتالي إسرائيل تقيم داخل أراضيها سورا يفصل بينها وبين مصر وهذا أقول عنه إنه لا يعنينا ونحن من ناحية أخرى لا نسأل عنه ولعله يخفف من علينا ما اضطررنا إليه فهناك تهريب وهناك استنزاف للاقتصاد المصري نتيجة تهريب كميات كبيرة من السلع إلى إسرائيل لأن الأسعار في مصر أكثر انخفاضا من الأسعار في إسرائيل وهناك المخدرات التي تأتينا عبر إسرائيل وبالتالي اضطرت الشرطة المصرية لإطلاق النيران على هؤلاء المهربين وقتل جنود مصريون بسبب التهريب. وبالتالي إذا أقامت إسرائيل مثل هذه الأسوار داخل حدودها فهذا أمر يعنيها، والخلط بين هذا وذاك يتعمد السعي الطفولي لتلطيخ مصر ويمكن لأي عاقل أو بسيط التفكير أن يتبين أنه لا صلة بين الإنشاءات المصرية والسور الإسرائيلي. والحدود الفلسطينية - المصرية شيء خاص بمصر وفلسطين. والحدود المصرية - الإسرائيلية أمر خاص بمصر وإسرائيل أما إذا كان البعض يتصور أنه يستطيع أن يأتي من الأنفاق لكي يسافر إلى إسرائيل راغبا في الذهاب إلى الضفة الغربية أو أن يقوم البعض بأي أعمال أخرى فلن تسمح مصر أن تستخدم أراضيها لأي شيء. أما السور الإسرائيلي فهذا أمر يتعلق بإسرائيل ولا دخل لنا به وقد يقول البعض فلنحتد على بناء السور الإسرائيلي وردي هو فلندع إسرائيل تقيم خمسة أسوار وإنفاق مليار دولار على كل سور، فهم ينفقون من أموالهم، فلنستهلك الخزانة الإسرائيلية كلها في بناء أسوار داخل إسرائيل، وأذكر بما نقلته بعض الفضائيات عندما قالت واكتشفنا الآن حجم المؤامرة في بناء إسرائيل سورا وبناء مصر جدارا عازلا وأقول: أين هذه المؤامرة؟!

* إذا انتقلنا إلى المشهد العربي وأعني أنه كلما اقترب العرب من بعضهم بعضا ابتعدوا مرة أخرى قدر هذا التقارب حتى في ظل الجهد الذي يبذل من قبل السعودية ومصر للم الشمل العربي.. لماذا وما هي الأسباب؟

- لقد قلنا إن هناك قوى خارجية تعقد العلاقات العربية - العربية بأفعالها، وقلنا إن حرب لبنان التي نعلم دوافعها أدت إلى تعقيد هذه العلاقات العربية – العربية، ثم رأينا أن الاستيلاء على السلطة في غزة وطرد منظمة التحرير الفلسطينية أدى أيضا إلى المزيد من تعقيد العلاقات العربية وبالتالي نعود مرة أخرى إلى القوى الخارجية التي عقدت الوضع على الأرض العربية وانضمام البعض إلى ذاك الطرف أدى إلى هذا الانقسام الذي رأيناه منذ حرب لبنان وقد أخذ على مصر أنها لم تشارك في حرب لبنان وكأنها كان المطلوب منها أن تشارك في مخطط لا يعنيها ثم أخذ البعض على مصر أنها لم تعط الشرعية لحماس عبر معبر رفح والاعتراف بالاتصال المباشر بينها وبين حماس وكلها مسائل أدت إلى هذه التعقيدات ونأمل أن ترفع الأيدي عن أراضي العرب ونأمل أن نصل كلنا كعرب إلى الخلاصات التي تقول إن مصلحة البيت العربي والأرض العربية في التجمع العربي - العربي ومنع هؤلاء الذين يسعون للتدخل في الشأن العربي.

* ما دام هناك وعي عربي لدى الجميع بمخاطر التدخلات الخارجية في المنطقة فلماذا ننتظر لرفع الأيدي الخارجية عن العرب؟

- لا أعتقد أن هناك وعيا عربيا لدى الجميع، أعتقد أن هناك وعيا لدى البعض، والبعض الآخر لم يصل إلى هذه الحقيقة بعد، والبعض يتصور أن النضال الفلسطيني يحتم كل ما نراه الآن، وحتى حماس نفسها عندما استولت على السلطة لم تصطدم بإسرائيل وعندما اصطدمت معها وحدثت الحرب المؤلمة والمؤسفة والمدانة وقتل الآلاف من الفلسطينيين تنبهت حماس إلى أنها غير قادرة على المضي في هذه المواجهة فسكتت وصمتت ورأينا عاما من الهدوء.

* كيف يمكن استعادة التقارب العربي - العربي؟

- أي تقارب؟ لا يوجد تقارب عربي - عربي.

* هل نسميه توافقا أم ماذا؟

- ولا توافق، ما زالت الدول العربية في حالة عدم انسجام كامل ويجب أن نسعى لتحقيق هذا الانسجام الكامل وأعتقد أن إجاباتي تكشف الرغبة في تحقيق الانسجام الكامل.

* ترددت أنباء كثيرة عن قمة سعودية - مصرية - سورية ولم تتم حتى الآن ما هي العوائق؟

- البعض تصور هذا، ولم يكن الأمر مطروحا، وبالتالي البعض عندما تسرع إلى خلاصات ونتائج دون اعتماد على معرفة وثيقة بالأوضاع، ووصل إلى خلاصات خاطئة والبعض تحدث في محطات الإعلام أنها - أي القمة - سوف تعقد بعد ساعات وكنا نعلم جميعا أنها غير واردة في الوقت الحالي والمناخ ليس مهيئا بعد، وإن كنا يجب أن نسعى جميعا كعرب لتحقيق هذا الهدف.

* هل إيران تعطل التقارب المصري - السوري وما هو السبب الحقيقي إذا كان السبب الأول غير موجود مع التذكير بما كان يسمى بالتنسيق المصري – السعودي - السوري؟

- سوف يأتي كل شيء في وقته.

* قبل القمة العربية؟ - لا أستطيع تحديد موعد ولكن سوف يأتي كل شيء في وقته وأعتقد أن مصر وسورية اللتين حاربتا عام 1973 لا يفوتهما أن مصلحتهما هي في الحفاظ على الأمن القومي العربي أولا، وليس فقط الأمن الإقليمي.

* لكن ما هو الخلاف تحديدا بين مصر وسورية حاليا؟

- أفضل ألا أتطرق لهذا الموضوع كي أتيح الفرصة للطرفين بأن يتفاعلا وأن يتعاملا بالشكل الذي يقود إلى تحقيق هذا الهدف وبالتالي لا داعي لأن نتطرق إلى نقاط الاختلاف في الرؤى.

* تردد أن التوافق السعودي - السوري في لبنان أدى إلى تهميش الدور المصري ما هي طبيعة الموقف المصري في لبنان؟

- ما هي طبيعة الدور؟ هناك أولويات للاهتمامات السورية وأتصور أن الاهتمام السوري بلبنان يأتي في أعلى درجات الاهتمام في السياسة الخارجية السورية.. والاهتمامات التقليدية للسعودية في لبنان معروفة وهي اتفاق الطائف عام 1989 وبالتالي اهتمام البلدين بلبنان موجود ومعروف. مصر أيضا لديها اهتمام بالاستقرار بين كل التوجهات في لبنان وبالشكل الذي يؤمن هذا البلد ضد أي هزات، خاصة أنه تعرض عام 2006 إلى هزة رئيسية بسبب تدخلات أجنبية وتصدينا لهذه التدخلات وبالتالي فالاهتمامات المصرية موجودة ولكننا لسنا في سباق ولسنا في تنافس وإنما نسعى لتحقيق الاستقرار والسلام للبنان وأن يتم التعامل بندية مع كل عواصم الشرق الأوسط، ندية قائمة على التعاون والعمل المشترك وعلى الإخوة التوافق في هذا الإقليم.

* وإذا تحدثنا عن دوائر المشهد العربي نجد هناك ثلاث دول علاقتهم بمصر اقترن بها التباعد وليس الوفاق ما هو تقديرك للخروج من عنق الخلافات مع العواصم الثلاث؟

- العلاقات المصرية - الجزائرية علاقات اتسمت دائما بالإيجابية وعكرتها مباراة كرة قدم وأداء من الإعلام ما كان يجب أن يكون. من هنا لا أعتقد أنه يوجد شيء جوهري يعيق، فعلاقة مصر والجزائر صحية وسوف تتطور الأمور مع مرور الوقت وهو ليس بالأمر البعيد. وفيما يتعلق بقطر لا أرى أن هناك اختلافات رئيسية بين الدولتين أو الحكومتين ونحن كانت لنا مآخذ وما زالت على أداء قناة «الجزيرة» وهي مستمرة في هذا ولا نحمل حكومة قطر أو قطر أداء «الجزيرة» وهى مسؤولة من مديريها وهم لهم توجهات معروفة وفيما يتعلق بسورية فقد سبق وأن تحدثت عنها.

* هل ستكون القمة العربية القادمة فرصة لعقد لقاءات قمم للمصالحة كما اقترح من قبل الرئيس حسني مبارك لتنقية الخلافات خاصة وأنها أصبحت لا تقل خطورة عن أسلحة الدمار الشامل إذا ما أضيف إليها حجم التدخلات الخارجية؟

- ممكن جدا أن يلتقي الجميع وأنا أتفق معك في خطورة الوضع العربي وأقول لا بد من تحرك نشط لاستعادة التوافق في الأوضاع العربية.

* إذا تحدثنا على المستوى الإقليمي والتنسيق المصري مع تركيا وكذلك بوادر انفراج الموقف مع إيران من خلال زيارة علي لاريجاني إلى مصر مؤخرا ماذا تقول؟

- مصر وبأكبر قدر من الوضوح يسعدها ويسرها أن تعود تركيا وبعد ابتعاد دام ثمانين عاما، أن تقوم بتأثيرها الإيجابي في مقدرات الشرق الأوسط وبما يحقق خدمة الهدف الفلسطيني ولقد غابت تركيا كثيرا ونحن نؤيد هذه العودة ونتعاون معها والرئيس عبد الله غل زار مصر كثيرا والرئيس مبارك زار تركيا كثيرا ووزير الخارجية المصري زار تركيا كثيرا ووزراء خارجية تركيا زاروا مصر كثيرا ولن نسمح بأن يصور البعض التحركات المصرية أو التركية بأنها تتنافس وأن الدور التركي يأخذ من الأدوار العربية أو من أدوار مصر، ولكلٍ توجهاته ولكل التزاماته، وأنا أثق أن الجميع يسعى إيجابيا لخدمة الهدف الفلسطيني. وإذا كان هناك خارج الإقليم العربي من يتحرك بالشكل الذي يؤدي إلى التوتر والمواجهة واستخدام العنف والشعارات الثورية فإننا نثق أن مصر وتركيا سوف تتصديان لمثل هذه المحاولات.

* علي لاريجاني التقى مع الرئيس حسني مبارك ومعك.. بماذا خرجت منه؟

- لا يوجد جديد على الإطلاق لدى إيران فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر في الوقت الحاضر.

* كان للرئيس الإيراني أحمدي نجاد تصريحات يؤكد فيها أنه لا تنفيذ لسياسات في الشرق الأوسط دون إيران كيف ترى ذلك؟

- لا تعليق

* كيف ترى أيضا ظاهرة ما يسمى بتضامن أقباط العالم مع أقباط مصر بعد أحداث الصعيد؟

- نحن أبناء الشعب المصري نسيج واحد مسلمون ومسيحيون نتضامن مع بعضنا بعضا والدولة المصرية هي المسؤولة عن رعاياها ومواطنيها ومواطنو مصر من الأقباط ومن المسلمين ومن يتصور أنه قادر على النفاذ إلى النسيج الوطني المصري أو تحريك هذا الملف سوف يجد ما لا يسره، وعندما حاول البعض أن يتحدث في الغرب وبالذات في أوروبا وبالذات بين أطراف الاتحاد المتوسطي قلنا هذا خط أحمر وقلنا نستطيع أيضا أن نؤشر إلى تصرفات على الجانب الآخر ضد مواطنينا وضد الأجانب ولا داعي لفتح هذه الملفات حتى لا نخسر جميعا، ونحن نرى ونتمسك وندافع ونحمي وكل ما هو في القاموس من الحفاظ على مواطني مصر من الأقباط ولن نسمح بأن يتدخل أحد في هذا الشأن.

* وماذا عمن يقدمون أوراقهم من الأقباط للهجرة من مصر؟

- هناك الآلاف من المهاجرين المسلمين أيضا وهذه هي الحالة الاقتصادية الراهنة وليست الهجرة بسبب أحداث الصعيد.