خبر تركيا: الوقت لتسديد الحساب..يديعوت

الساعة 09:33 ص|14 يناير 2010

 بقلم: غي بخور

مستشرق

من حق الحكم التركي الحالي أن يكون أكثر فأكثر تماثلا مع الانظمة المنبوذة في ايران، في سوريا وفي فنزويلا. من حقه أن يعرض تركيا كدولة سعت ذات مرة لان تكون جزءا من الغرب وتحلم اليوم بدولة اسلامية كجزء من الشرق (معقول الافتراض أن كمال أتاترك كان سيقلق من ذلك). وعن ذلك سبق أن قيل: "قل لي من هم اصدقاؤك أقول لك من أنتً".

ولكن على الاطلاق ليس من حق الحزب الاسلامي الحاكم أن يحول اسرائيل الى وسيلة  يغازل بشكل محرج من خلالها العالم العربي. على الاطلاق ليس من حقه أن يهاجم اسرائيل، ان يندد بها وان ينثر التصريحات اللاسامية. حتى اليوم اسرائيل تجلدت على ذلك، وكان هذا خطأ. عندما هاجم اردوغان رئيس الدولة شمعون بيرس في دافوس واحرجه عندما نهض وغادر القاعة؛ عندما فاق حتى على احمدي نجاد حين دعا قبل سنة بطرد اسرائيل من الامم المتحدة؛ وعندما كشف في تحريضاته يهود تركيا امام تهديد وجودي (قبل سنة فقط استهدف الرعاع المحلات اليهودية عقب تحريض شديد في وسائل الاعلام المحلية) – على كل هذا لم ترد اسرائيل، وخسارة. والان حان الوقت لطرح شارة ثمن على الحكم التركي، اذا واصل التحريض، وحسنا فعلت وزارة الخارجية حين بدأت بذلك. حتى اليوم اعتاد الحكم في تركيا على ان اسرائيل لا ترد وتعفو عن كل اهانة، ولهذا فقد واصل الهجوم إذ أنه هو الذي يكسب من ذلك في الرأي العام المحلي مثلما في العالم العربي ايضا دون أن يدفع أي ثمن. والان حان الوقت لتغيير سياسة اسرائيلية في ظل جباية ثمن اذا ما واصل الحكم التركي هجماته غير مكبوحة الجماح على اسرائيل.

ما الذي يمكن لاسرائيل أن تجبيه من تركيا؟ نحن نشتري من تركيا بـ 2 مليار دولار في السنة، وهم يشترون من اسرائيل بـ 1 مليار دولار، وهذا ليس كافيا. ولكن اذا قاطع المال اليهودي العالمي تركيا، فهذه ستكون قصة اخرى تماما. لا يوجد ما يدعو يهود العالم، والمؤسسات المالية في العالم، الى مواصلة دعم تركيا – الدولة التي يتدهور وضعها الاقتصادي وليس مؤكدا انها ستتمكن من تسديد ديونها – اذا كانت تنتهج سياسة لاسامية غير مقبولة على الاطلاق في اوساط الامم السليمة النظام. اسرائيل هي قوة عظمى في التكنولوجيا العليا الثانية فقط بعد الولايات المتحدة، واذا ما واصلت الهجمات عليها سيتوقف التعاون التكنولوجي مع تركيا، وكذا التعاون الامني ايضا، ولتركيا الكثير مما يمكن ان تخسره جراء ذلك.

الحكم الحالي تقرب جدا من دول محور الشر والذي يوجد تخوف من أن التعاون العسكري مع هذا الحكم سيتسرب الى الايرانيين والسوريين. لا يجب تجاهل ذلك، ومحظور على الدول الغربية ايضا تجاهل ذلك بعد اليوم. لقد باتت هذه تركيا اخرى، ويجب التعاطي معها بناء على ذلك.

اذا ما تواصلت الهجمات على اسرائيل ان تدعو الـ 25 الف يهودي في تركيا الى الهجرة الى البلاد ومغادرة الدولة الخطرة عليهم. اليهود في تركيا هم النخبة التجارية ومنذ اليوم يوجد غير قليل ممن يحزمون الحقائب. سياح اسرائيليون كثيرون لم تراهم تركيا في المستقبل المنظور، إذ ان الاسرائيليين لن ينسوا بانها خانتهم.

هل الحكم في تركيا يريد ان يلون دولته بالوان التحريض ضد الغرب؟ هو من حقه ان يفعل ذلك. هذا شأنه الداخلي. فهل معني هو أن يسحب الدولة بالتدريج نحو الاسلام؟ هذا ايضا من شأنه الداخلي. ولكن لا يجب السماح بان يأتي الامر على حساب دولة سيادية اخرى، هي اسرائيل. اذا واصلت تركيا ذلك سيتعين عليها ايضا أن تدفع الثمن على الاستخدام الذي تتبعه تجاه اسرائيل، وعليها أن تأخذ ذلك في الحسبان.

في الشرق الاوسط، كما علمنا السوريون، الاصدقاء الجدد للاتراك، لا توجد وجبات بالمجان.