خبر « فلسطين اليوم » تنشر النص الحرفي لرسالة الاعتذار الرسمية الإسرائيلية إلى الحكومة التركية الشقيقة

الساعة 09:28 ص|14 يناير 2010

فلسطين اليوم-القدس المحتلة

بعد يومين من اهانته علنا يعتذر نائب وزير الخارجية للسفير التركي: بعد تدخل جهات عديدة بعث أمس داني ايالون برسالة اعتذار للسفير التركي في اسرائيل أحمت اوغوز تشيلكول فأدى الى انهاء الازمة الحالية بين الدولتين.

 

"لم تكن لدي نية لاهانتك"، كتب نائب وزير الخارجية داني ايالون لنظيره التركي، وبهذه الكلمات أدى الى انهاء القضية التي عكرت صفو العلاقات الاسرائيلية – التركية، المتوترة على أي حال، في الاسبوع الاخير. وقد ارسلت الرسالة بعد انذار تركي لا لبس فيه نقل بقنوات رسمية وعلنية على حد سواء. الاصوات في تركيا كانت حادة وواضحة: اذا لم يصل اعتذار حتى التاسعة مساء – فالسفير التركي سيعود الى بلاده.

 

حتى الرابعة من بعد الظهر كانت اسرائيل لا تزال تتمترس وراء رفضها الاعتذار بشكل رسمي. نائب وزير الخارجية ايالون حظي باسناد من رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الخارجية ليبرمان وبعض وزراء السباعية وهنأ نتنياهو ايالون على البيان الذي نشره أول أمس والذي لم يستخدم فيه كلمة "اعتذر". هذا البيان لم يرضِ الاتراك الذين ارادوا ان يروا كلمة واحدة سوداء على صفحة بيضاء – "عذرا". ولتشديد الضغط أعلن السفير التركي بان في نيته السفر هذا الصباح في الساعة 10:30 والعودة الى الديار. وعندها بدأ الضغط يفعل فعله.

 

في دور الراشد المسؤول: رئيس دولة الإحتلال شمعون بيرس. فقد اتصل بيرس بايالون الذي كان في الكنيست وطلب اليه أن يعتذر. "اسمع يا داني. انت تعرف كيف تنهي هذه الامور"، قال له بيرس. "انهي هذا، انه مهم". فرد ايالون على الرئيس: "انا اقدرك بشكل شخصي واحترم مؤسسة الرئاسة واستجيب لطلبك". وتحدث الرئيس ايضا مع رئيس الوزراء ومع وزير الخارجية ليبرمان. ايالون اتصل بليبرمان وطلب تعليماته. "انا اسندك يا داني. قرر ما تعتقده صحيحا"، قال له وزير الخارجية. وهكذا بدأ الانثناء الاسرائيلي.

 

وبدأ ايالون يصيغ رسالة الاعتذار. واذا كان لا بد من رسالة فقد كان واضحا له بانه ينبغي بالتالي الاتفاق على ما ستحصل عليه اسرائيل بالمقابل. نائب وزير الخارجية اتصل بصديقه الشخصي ناميك طان، مدير عام وزارة الخارجية التركية وصاغا الرسالة معا. واتفق الاثنان على أن يبقى السفير التركي في البلاد ووزير الدفاع يستقبل في تركيا يوم الاحد القريب القادم باحترام كبير، وتركيا تنشر في الايام القريبة القادمة بيانا ايجابيا عن اسرائيل.

 

وتحقق الهدف، وكان الجميع راضين. "تلقينا الرد الذي اردناه وتوقعنا الحصول عليه بتعابير دبلوماسية"، قال امس رئيس الحكومة التركية اردوغان. "رسالة اسرائيل تتضمن بالفعل تعبير الاعتذار". كما أن نائب وزير الخارجية ايالون راض: "في نهاية المطاف اسرائيل خرجت كاسبة من كل القضية"، قال امس ايالون لـ "يديعوت احرونوت". وسمع امس في وزارة الخارجية اصوات راضية. "خلق الازمة، ادارتها وحلها اثبتت انه ينبغي احيانا تحطيم الاواني لتحقيق نتائج والعودة الى التلم"، قالت مصادر في الوزارة. من ديوان رئيس الوزراء جاء أمس: "رئيس الوزراء نسق مع وزير الخارجية رسالة الاعتذار التي بعث بها نائب الوزير. موقف رئيس الوزراء كان ثابتا على مدى كل الحدث، وقد اعطى اسنادا لجوهر الاحتجاج ولكنه تحفظ من الاسلوب.

 

رسالة الاعتذار من ايالون

13 كانون الثاني 2010

حضرة السفير التركي

السيد احمت اوغوز تشيلكول

سيدي المبجل

بودي أن اعبر امامك عن الاحترام الذي أكنه لك بشكل شخصي وللشعب التركي بأسره وان اعدك بانه رغم الخلافات بيننا في عدة مواضيع، ينبغي البحث فيها وحلها فقط عبر القنوات الدبلوماسية المفتوحة، المتبادلة والمحترمة بين حكومتينا.

لم تكن لدي نية لاهانتك بشكل شخصي، وانا اعتذر على الشكل الذي تمت فيها الخطوة وكيف نظر اليها. رجائي انقل هذه الرسالة الى الشعب التركي الذي نكن له احتراما كبيرا.

آمل أن تسعى اسرائيل وتركيا على حد سواء الى نقل الرسائل بقنوات دبلوماسية ومحترمة مثلما ينبغي لحليفين ان يفعلا.

باحترام

داني ايالون

نائب وزير الخارجية الاسرائيلي