خبر هنية: مطلوب توازن جديد في المنطقة يقوم على محور مصري سعودي سوري تركي إيراني

الساعة 08:57 ص|14 يناير 2010

هنية: علاقتنا مع مصر وطيدة لأنها تمثل عمق استيراتيجي

وتاريخي وحاضري ومستقبلي لنا

خيار التسوية "الحمل الكاذب" الذي لن يؤدي لنتائج

مطلوب توازن جديد في المنطقة  يقوم على محور مصري

سعودي سوري تركي إيراني

فلسطين اليوم : خاص

وصف رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية المراهنين على خيار التسوية واستئناف المفاوضات لاستعادة الحقوق الفلسطينية بالحمل الوهمي "الكاذب"، لأن هذا الحراك لن يؤدي إلى نتائج حقيقية في ظل المواقف الإسرائيلية المتصلبة والثابتة.

ودلل هنية على ذلك بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قال بأن القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل، وأنه لا عودة للاجئين الفلسطينيين،وكذلك أن الجدار العنصري سيبقى إلى حين نقرر حالة الأمن والاستقرار السائد في المنطقة، متسائلاً في ظل هذه التصريحات أين سيكون الحل؟.

وأكد في مقابلة خاصة مع مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية :"بأن الحراك السائد لإعادة استئناف المفاوضات مع العدو الإسرائيلي لن يكون له نتائج، داعياً إلى استيراتيجية فلسطينية وعربية أخرى تأخذ بعين الاعتبار بأن مسار التفاوض قد فشل، وأن هناك ضرورة لاستعادة زمام المبادرة الفلسطينية العربية.

وقال رئيس حكومة غزة :" نحن لا ندعو الدول العربية لشن حرب على إسرائيل، ولكن نقول لابد من بناء توازن جديد في المنطقة يقوم على محور مصر والسعودية وسوريا وإدخال تركيا على الخط، والاستفادة من الجمهورية الإسلامية في إيران باعتبارها دولة إسلامية. موضحاً أن هناك مساعي حثيثة تهدف لخلق عداوات في المنطقة بعيداً عن العدو الإسرائيلي.

 

من جهة أخرى وصف رئيس الحكومة موقف تركيا بالعظيم والتاريخي ويشكل تحول استراتيجي في السياسية التركية تجاه دولة الاحتلال والمنطقة. وقال:" واضح أن هناك بدايات لفك تحالف تاريخي بين تركيا وإسرائيل سيكون لصالح القضية الفلسطينية والمنطقة العربية بشكل عام.

وأعرب عن تضامنه مع تركيا مستنكراً في الوقت ذاته الموقف الذي تعرض له السفير التركي في دولة الاحتلال الإسرائيلي. داعياً إلى مزيد من الحراك التركي العربي.

عام المصالحة

وعن ملف المصالحة الفلسطينية أكد رئيس حكومة غزة أن العام الجاري 2010 هو عام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لأنه خيار استراتيجي وضرورة وطنية، معتبراً الانقسام حالة استثنائية ولا يمثل حقيقة الوضع الفلسطيني الراهن، لأن الوضع الفلسطيني قائم على أرض واحدة وشعب واحد ويفترض أن يكون نظام سياسي واحد. وقال:" نحن نسعى لتحقيق المصالحة وجادين وصادقين ومعنيين بها. مؤكداً أن قرار المصالحة اتخذ ولا رجعة عنه باعتباره ضرورة وطنية.

وتابع قائلاً في سياق رده على سؤال حول قبول حركته بتدخل طرف آخر على غرار ملف شاليط:" أن جولة وفد الحركة برئاسة الأستاذ خالد مشغل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هي تركز على العديد من الملفات منها ملف المصالحة الوطنية وإمكانية تحقيقا، وملف الحصار وإمكانية كسره، وملف نذر العدوان الإسرائيلي الذي يلوح بالأفق على قطاع غزة وضرورة وقفة الأمة وهذه الدول إلى جانب شعبنا لكبح جماح أي تصعيد إسرائيلي قادم على القطاع.

وأضاف أن مصر لا شك بأنها الدولة التي تقود المفاوضات الفلسطينية الفلسطينية، وترعى الحوار الوطني، ولكن فهمنا لأن مصر دولة تتحرك بإرادة عربية من أجل تحقيق المصالحة، فنعتبر أنه كلما كان هناك احتضان عربي للمصالحة قطعاً تكون المصالحة أقرب للواقع.

وأعرب عن اعتقاده بأن الظروف أصبحت أكثر مواتية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، متأملاً أن نرى نتائج مباشرة لهذا الحراك سواء كان زيارة وفد حركته للدول العربية ولقاءات السعودية السورية والسعودية المصرية أن يكون لها أثر على المصالحة الفلسطينية.

علاقتنا مع مصر وطيدة ومستقرة

وعن العلاقة مع مصر الشقيقة قال إسماعيل هنية إن التوتر الحاصل هو وضع غير طبيعي في العلاقة بيننا وبين الأشقاء في مصر، مؤكداً أن الوضع الطبيعي هو علاقة مستقرة  لأن مصر تمثل عمق استيراتيجي وتاريخي وحاضري ومستقبلي. مؤكداً في الوقت ذاته أن قطاع غزة لم يكن في يوم من الأيام يشكل خطر على أمن مصر، لأن القطاع يشكل البوابة الشمالية لمصر وخد الدفاع الأول على الأمن القومي المصري.

وأضاف أن الأحداث التي وقعت على الحدود في الأيام الماضية نابعة من حالة غليان وغضب شعبي على الحصار والجدار، وتابع بأننا لا نبرر أي مواجهات مع مصر ولكن هذا هو الواقع.

وأردف قائلاً:" هناك إصابات لدى الشبان الفلسطينيين وهناك من أصيب بشلل رباعي، بالإضافة إلى وفاة جندي مصري في هذه الأحداث، مؤكداً أن الدماء الفلسطينية والمصرية غالية علينا ونحن لسنا من الذين يديرون ظهرهم لقطرة الدم العربي والإسلامي.

وقال نحن نعالج هذا الموضع على أكثر من صعيد، أولها إجراء تحقيق شامل من قبل مؤسسات الحكومة بشأن هذه الأحداث لمعرفة بالضبط هذه الملابسات مؤكداً أن المؤسسات قطعت شوطاً في التحقيقات وستكون معلومة لشعبنا وللأخوة في مصر. وثانيها الاتصالات التي تجرى مع مستويات مصرية سواء في القيادات الامنية أو السياسية لاحتواء الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها، معرباً عن أمله في أن يتم احتواء الأزمة وتكون سحابة صيف تنقشع سريعاً.

جدار يهدف لخنق القطاع

وعن الجدار الالكتروني الذي تعتزم دولة الاحتلال الاسرائيلي بناءه على طول الحدود مع مصر بتكلفة ربع مليار دولار، قال هنية بأن هذا الجدار الالكتروني يهدف إلى خنق القطاع وعدم السماح مطلقاً لأي حراك داخل قطاع غزة، معرباً عن اعتقاده أن هذه الجدر تبنى في سياق توافقات إقليمية وموافقة أمريكية للأسف الشديد.

ودعا الأمة العربية لوقفة مع الذات، متسائلاً هل يقبلوا أن يوضع 1.5 مليون فلسطيني في هذا السجن الكبير؟ وهل سيغفر لهم التاريخ ذلك؟. مؤكداً أن هذا الجدار لا ينفصل عن بناء الجدر الأخرى التي تبنى مع قطاع غزة.

لا حرب واسعة على غزة

وعن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب واسعة على قطاع غزة قال إسماعيل هنية:" أولاً نحن بالأساس لا نثق بالاحتلال الصهيوني، ولكن في القراءات المتعلقة بالوضع السياسي من الصعب على الاحتلال أن يشن حرب جديدة مشابهة للحرب السابقة وهو المتورط بجرائم حرب أمام العالم ويسعى إلى كيفية طي صفحة هذه الجريمة الكبرى بحق شعبنا الفلسطيني. وأضاف أنه لا الوضع السياسي ولا الوضع الداخلي ولا أولويات الملفات لدى قادة الاحتلال تؤشر بأن هناك اتجاهاً بشن عدوان واسع على قطاع غزة. موضحاً أن هذا لا يمنع من التصعيد العسكري الإسرائيلي الموضعي والاستهداف المركز الذي يجري بشكل أو بآخر.

وتابع قائلاً :" نحن نقول ذلك لأننا ندرك أنه في شيء من الترهيب والترعيب لشعبنا في سياق الحرب النفسية من قبل دولة الاحتلال.

وأكد بأنه مطلوب حالة من التوازن في الخطاب لكي نُحدث حالة من التوازن النفسي لدى شعبنا الذي لا يخشى إلا الله، ولكن المسؤولية القيادية تقتدي منا إيجاد مضلة نفسية لشعبنا. ومن جانب آخر نسعى مع إخواننا في الفصائل الفلسطينية تعزيز حالة التوافق الوطني حول ضبط الميدان قدر الإمكان على قاعدة سحب الذرائع ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً وان يكون الصف الفلسطيني موحد. مؤكداً أن وزارة الداخلية تقوم بلقاءات مع الفصائل الفلسطينية في هذا الإطار وهي لقاءات ايجابية.