خبر سخافة في وزارة الخارجية .. هآرتس

الساعة 10:38 ص|13 يناير 2010

بقلم: أسرة التحرير

صراخ رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان على اسرائيل ليس جديدا وليس صدفة. اول أمس، على خلفية توثيق العلاقات بين تركيا ولبنان وجد اردوغان من الصواب اتهام اسرائيل بخرق السيادة الجوية للبنان و "سرقة" مياهه، بل ودعا الاسرة الدولية الى ممارسة الضغط على اسرائيل على نحو يشبه الضغط الذي يمارس على ايران في الموضوع النووي.

للدبلوماسية الفظة والمغطاة اعلاميا التي يديرها اردوغان في السنة الاخيرة ضد اسرائيل – بما في ذلك الغاء المناورة البحرية والتقرب بين تركيا وسوريا وايران – ارتبطت ايضا بالمسلسل التلفزيوني الناجح "وادي الذئاب: الكمين"، الذي انتجته شركة تركية خاصة وبث في التلفزيون الرسمي وفي شبكة خاصة بملكية خصم اردوغان.

بين سياسة اردوغان والمسلسل التلفزيوني لا توجد أي صلة. الاعلام في تركيا حر والمسلسل موضع الحديث يقوم على اساس مسلسل سابق بث في العام 2003. وزارة الخارجية فضلت التركيز على المسلسل بالذات واتهام تركيا بنشر اللاسامية لان هذا هدف مريح واكثر سهولة من التركيز على الانتقاد الموضوعي.

غير أن التوبيخ الدبلوماسي المهني لم يكفِ وزارة الخارجية. مسرحية الاستخفاف التي اخرجها نائب الوزير داني ايالون في الحديث مع السفير التركي تبدو وكأنها مأخوذة من عهد السلاطين، حين كانت اهانة السلاطين مظهرا من مظاهر الاستخفاف بدولهم نفسها. ولاكمال المسرحية كان ينقص فقط ان يطلب ايالون من السفير الدوس على علم تركيا. اذا كان وزير الخارجية اختص بالمس المنهاجي بالعلاقات الاسرائيلية مع جيرانها، يبدو أن نائبه ينجح الان في ان يترجم هذه السياسة الى لغة مسرحية مخجلة.

الغضب الاسرائيلي من منتقدي سياسة اسرائيل في غزة ليس جديدا. ولكن لا ينبغي للمرء أن يكون "مسلم راديكالي" او "صديق سوريا وايران" كي يفهم بان حبس مليون ونصف مواطن في غزة هو تنكيل وليس سياسة. وحتى الاصدقاء المقربين من اسرائيل يحذرونها من استمرار هذه السياسة الوحشية التي سبق أن الحقت ضررا جسيما بمصالح اسرائيل وبعلاقاتها القريبة مع تركيا. من الافضل لاسرائيل أن تنصت بعناية للانتقاد التركي. الاهانة ليست بديلا عن السياسة الحكيمة وبالتأكيد عن ترميم العلاقات الحيوية مع تركيا.