خبر « فلسطين اليوم » ترصد تباين قراءات الساسة والمحللين من إعلان مشعل الأخير

الساعة 08:41 ص|13 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

بالأمس أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن "الظروف مواتيةٌ للمصالحة الوطنية وأن الوصول إلى ذلك يتطلب خطوة جريئة من بعض الدول العربية لجمع المسؤولين في "فتح" بـ"حماس"، وبقية الفصائل الفلسطينية".

وقد رصدنا في "فلسطين اليوم" قراءات الساسة والمحللين على هذا الإعلان، حيث وصف الدكتور عبد الله عبد الله، رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي والقيادي في "فتح"، هذه التصريحات بأنها "ألاعيبٌ للاستهلاك الإعلامي".

وأوضح د. عبد الله أن إعلان مشعل هذا "محاولةٌ للتهرب من مسؤوليته الشخصية والحركية عن تعطيل المصالحة الوطنية"، مضيفاً :" عليه إن كان حريصاً على إنهاء حالة الانقسام القائمة، أن يوقِّع بدايةً على الورقة المصرية".

هذا وتمنى الدكتور إبراهيم أبراش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" فوراً، مؤكداً أن "هكذا لقاء ضروي جداً لكلا الطرفين".

ورغم أن أبراش – الذي شغل في السابق منصب وزير في حكومة سلام فياض- تحدَّث عن أن أبو مازن يشعر بأنه خذل من مشعل كونه سبق له أن جلس وإياه ووقعا معاً اتفاقية مكة، إلا أنه يتوقع أن يجري اللقاء بين الرجلين لأن "الوضع صعبٌ للطرفين".

وأشار إلى أن الأمور تزداد سوءاً خاصةً في غزة الذي تسطير عليه "حماس"، لافتاً إلى هنالك جدار فولاذي مصري على الحدود قد يلتقي بآخر إسرائيل لتشديد الخناق على القطاع المحاصر.

وحذَّر أبراش من عدم جلوس طرفي النزاع الفلسطيني القائم على الطاولة وتحقيق المصالحة قبيل أن تطلق الإدارة الأمريكية مبادرتها للتسوية في المنطقة، قائلاً:" إن لم تحدث مصالحة قبل أن تطرق مبادرة أوباما للتسوية، فإنها ستقوم على أساس واقع الانقسام الأمر الذي سينعكس سوءاً على الطرفين المسيطرين على زمام الأمور في الضفة الغربية وقطاع غزة".

ورأى الخبير السياسي أن إعلان مشعل فيه رميٌ للكرة في ملعب "فتح" وتحميل للمسؤولية عن تأخر المصالحة لدول عربية من معسكر "الاعتدال".

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن هذا الإعلان يشير إلى "ثبات "حماس" على موقفها الدافع لضرورة انجاز المصالحة لإدراكها أنها ضرورية".

وقال بهذا الصدد:" هذه دعوة صريحة للمسؤولين العرب بضرورة جمع كل الأطراف لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام"، لافتاً إلى أن في هذا الإعلان مؤشراً على أن هنالك أطرافاً عربية تعيق التوصل لمصالحة وطنية فلسطينية، وهو بذلك يتفق مع ما ذهب له أبراش.

كما ورأى الصواف أن الأصل أن يلتقي عباس ومشعل لإنهاء الأزمة القائمة، موضحاً أنه بدون ذلك ستبقى الأمور تراوح مكانها، مبيناً أنه كل من يذهب نيابةً عن عباس لأي لقاء مع قيادة "حماس" لن يستطيع التوصل لاتفاق –أياً كان وزن هذه الشخصية التي تمثله-.

وشدد هذا الكاتب على ضرورة عقد هذا اللقاء من أجل القدس ومن أجل فلسطين، قائلاً:" إن على عباس ومشعل أن يلتقيا فوراً، ومن يرفض هذا فهو يرفض الاستجابة لمصلحة الشعب الفلسطيني"، على حد قوله.

ويشير الدكتور ناجي شراب، الخبير في الشأن السياسي إلى أنه و على الرغم من قناعة جميع الأطراف بأهمية الحوار والمصالحة، إلا أن "ذلك ينقصه دور فعال سواء على الصعيد الداخلي أو على صعيد الدول العربية".

ويقول:" إن ترحيب الأطراف المتخاصمة للحوار غير كاف للملمة الشمل، بل يحتاج الأمر إلى جهد حثيث للوقوف عند مسؤولياتهم الوطنية".

ويوصي شراب بالدفع في اتجاه الحوار من حيث التحرر من الشوائب السلبية سياسياً وإعلامياً، وتوفير رؤية سياسية فلسطينية لما يمكن أن يكون عليه النظام السياسي، وأن تكون تلك الرؤية مسحوبةً على المنظومة الأمنية والاقتصادية.