خبر خبير عسكري يستبعد نجاح « القبة الحديدة » في صد صواريخ غزة ويؤكد: هناك تهويل

الساعة 02:42 م|12 يناير 2010

فلسطين اليوم : وكالات

استبعد خبير عسكري نجاح منظومة "القبة الحديدة" في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تطلق على الأهداف الإسرائيلية، معتبراً أن ما يدور في الأوساط الأمنية الإسرائيلية عن "نجاحات واعتراض بعض أنواع الصواريخ يظل مرتبطاً بتجارب غير مؤكدة وقد تكون سياسة دعائية لتهدئة الجبهة الداخلية على نحو خاص".

وكانت مصادر أمنية إسرائيلية تحدثت أن بطاريتين من هذه المنظومة ستحمي مدينة متوسطة الحجم من قذائف الهاون بمدى 4,5 كلم, وأيضاً من صواريخ المقاومة بمدى حتى 70 كلم، وأوضحت أن منظومة "القبة الحديدية" - التي صنعتها شركة "ألتا" - تستطيع كشف الصواريخ التي من الممكن أن تصيب منطقة سكنية وتتجاهل صواريخ أخرى تسقط في مناطق مفتوحة.

وأوضح العميد المصري المتقاعد صفوت الزيات "أن المطلوب لتغطية ما حول غزة و شمال إسرائيل قد يصل إلى 13 أو 15 بطارية بينما يملك العدو 4 منها فقط وهو ما يؤكد "أننا أمام مشروع في أوله لن يكون جاهز بالصورة العملية التي تتوازى مع ما يروج له".

وعن المشكلات التي تواجه هذه الأنظمة الاعتراض قال الخبير العسكري المصري: " لدينا معلومات مؤكدة أن لديهم مشكلات كبيرة جداً في تلك الأنظمة، المشكلة الأولى في هذا النظام الصاروخي أن الوقت المتاح لرد الفعل لاعتراض الصواريخ يزيد بكثير عن الزمن الذي تستغرقه الصواريخ الفلسطينية في الوصول إلى أهدافها وربما قد يصل الأمر من 15 إلى 20 ثانية وبالتالي فإن الفعالية العملياتية مشكوك فيها".

أما البعد الثاني في مشكلات هذه الأنظمة- كما يضيف الزيات-  فهو أنه ذات تكلفة كبيرة، لافتاً إلى أن تكلفة الصاروخ المعترض في نظام القبة الحديدية واسمه "تامير" عالية جداً، هناك من يتحدث عن 50 ألف دولار للصاروخ الواحد وهناك من يتحدث عن 100 ألف دولار.

وقال: "عندما تعترض صاروخ تكلفته 100 دولار أو يزيد قليلاً بصاروخ اعتراضي تكلفته من 50 – 100 ألف دولار هذا رقم خارج مفهوم الفعالية الاقتصادية لأي نظام وهو أحد الأمور التي دائماً توضع في الحسبان".

ورأى الزيات أن العامل الثالث في عدم فعاليته أنه لن يستطيع أن يجابه كثافة اطلاقات سريعة في وقت قصير أو ما يسمى "بالصليات" وهي الاطلاقات المجمعة لو نجحت المقاومة في إطلاق حجم كبير من الصواريخ في فترة زمنية قصيرة، وقال: "هناك حديث على أنه قد يمكن للخصم شن ضربات أعداد كبيرة من الصواريخ في آن واحد، هذا قد يسبب إشباع للنظام الدفاعي الصاروخي وقد يفشل عن مواجهتها".

وأشار أيضاً إلى أن هناك "دراسات إسرائيلية -وهي مشكلة رابعة تواجه المنظومة- ذهبت إلى حد انتقاد هذه الأنظمة الجديدة وتطالب بوقف تطويرها والتركيز على أنظمة الدفاع المدني بمعنى" زيادة التحصينات وزيادة كفاءة نظام الإنذار الموقوت لسكان إسرائيل سواء الموجودين في الشمال أو في الجنوب حول قطاع غزة أو الموجودين في منطقة الوسط باعتبار أن المديات الصاروخية لحركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين تصل الآن إلى مناطق لم تكن مسبوقة قبل هذا".

وقال "بناء على كل ذلك فإننا أمام جدليات كبيرة في مدى فعالية هذا النظام و الجدل دائر داخل إسرائيل أن النظام لم ينشر عملياتياً حتى الآن، وحتى مع بدء انتشاره لن يغطي كافة الأهداف الإسرائيلية ربما قبل خمس سنوات، لكنها تظل مصحوبة بحملة دعائية هي للداخل الإسرائيلي أكثر ما هي للخارج".