خبر هل يعثر العرب على « السلام المراوغ » في واشنطن؟ .. عبد الله الأشعل

الساعة 02:09 م|12 يناير 2010

بقلم: عبد الله الأشعل

فجأة ألقت واشنطن وإسرائيل بإيحاءات غير محددة إلى العالم العربى بأن المفاوضات هى التي ستعثر على السلام. ولكي يتم طمأنة السلطة الفلسطينية إلى جدوى البدء في التفاوض مع إسرائيل، فإنه يبدو أن الجانب العربي قد قرأ شيئاً إيجابياً في اتصالاته مع واشنطن حيث أكدت واشنطن أن هناك تطوراً في الموقف الإسرائيلى وتطوراً مقابلاً في الموقف الأمريكي، وهذان التطوران لا يجوز أن يقعا على أذن عربية صماء. أما الجانب الإسرائيلي فبعد نجاحه في تحدي خطة أوباما وإصراره على أن يفعل ما يشاء، بدأ في المناورة لجذب أبو مازن للمفاوضات، ويعتقد نتانياهو أنه قدم في هذه المناورة تنازلين، الأول هو أنه ليس مصراً لبدء المفاوضات على شرط الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية، والتنازل الثاني، أنه وافق على وقف الاستيطان في الضفة دون القدس ولمدة عشرة أشهر، مع التأكيد على أن الاستيطان في المستقبل سوف يستمر، وإنما الوقف يهدف إلى تشجيع بدء التفاوض. وحتى يوفق نتانياهو بين قرار وقف الاستيطان تشجيعاً على المفاوضات، وبين ضغوط شركائه في الحكومة، فإنه رجا أن يتم الوقف بشكل سري، وأن يسمح له بالقول في الداخل ما يشاء بشأن وقف الاستيطان. أما واشنطن فقد تركت العرب يفهمون أنها يمكن أن تشجع المفاوضات من جانبها بإصدار خطاب للضمانات للطرفين، تؤكد فيه على خطوط الموقف الأمريكي المعلن والذي لم يصادف سلوكا أمريكيا منسجما معه بحيث يكون النص كافياً لطمأنة العرب، ويكون السلوك العملي مرضياً لإسرائيل ودعماً لحكومتها في الداخل. وعلى العموم فقد تداولت العواصم العربية الرئيسية، القاهرة والرياض ودمشق هذه المعلومات، مع مشاركة الأردن والسلطة والفلسطينية. ويبدو أن هذه الاتصالات قد تبلورت في نتيجة واحدة، وهي أن هناك مبادرة أمريكية، ورغم أن العرب يعرفون أنه لا جديد يحرك الموقف الإسرائيلي، وأن هذا الموقف قد لا يكون سوى مناورة جديدة، إلا أن العرب يرون أنه يجب التحرك للاستيثاق من واشنطن، ثم يتقرر على أساسها اتخاذ القرار باستئناف المفاوضات أو التحرك طلباً للمزيد مما يبرر التفاوض، خاصة في ظل حالة الجمود إزاء التعنت الإسرائيلي، وتوالي مسلسل المآسي في فلسطين والمنطقة العربية. يبقى بعد ذلك التساؤل حول أمور ثلاثة: الأمرالأول، لماذا سعت إسرائيل وواشنطن الأن للضغط نحو بدء المفاوضات، بينما إسرائيل ماضية في تهويد القدس والضفة، كما تتربص بغزة وتواصل حصارها، وهل تخفي إسرائيل بذلك أمراً آخر ضد غزة و إيران بعد توارد تقارير مكثفة في الأيام الأخيرة حول هذه المخاوف. والأمر الثاني يتعلق بمدى جدية واشنطن هذه المرة في تقديم ضمانات ومرجعيات لم تقدمها إسرائيل ولم تجرؤ واشنطن خلال الشهور السابقة على إرغام إسرائيل عليها. الأمر الثالث، يتعلق بالموقف العربي وقراره بالتجاوب بعد الاختبار خاصة وأنه يلاحقة كابوس أنابوليس الذي كان أكبر حفل للخداع الجماعي العربي.

بين الأمل والشكوك يتخذ العرب قرارهم، خاصة بعد زيارة الوفد المصري إلى واشنطن، وفيما يبدو فإن تقدير الوفد لمجمل الموقف سوف يكون موضع مشاورات عربية جديدة. ولكني أرى أن العرب، لن يستخلصوا حقوقهم بغير أوراق عربية واضحة.