خبر خروج مصر.. معاريف

الساعة 10:54 ص|12 يناير 2010

بقلم: شلومو  غازيت

رئيس شعبة الاستخبارات الاسبق

كثيرون في اسرائيل فرحوا لمشاهدة الاشتباكات بين سكان قطاع غزة والشرطة المصرية على طول محور فيلادلفيا. مصر تقيم حاجزا فولاذيا على طول المحور يجعل من الصعب في المستقبل حفر الانفاق للتهريب من سيناء الى داخل القطاع.

هذا بلا ريب تطور مبارك من ناحيتنا. ما أن ينتهي الحاجز حتى يكون ممكنا السيطرة شبه المطلقة على كل ما يدخل من الخارج الى الداخل، وهكذا ايضا يتم وضع حد للتهريب المقلق لصواريخ جراد، الصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات الى داخل القطاع.

ولكن للاسف يوجد ايضا وجه آخر للعملة. فنحن نؤدي التحية للتصميم المصري والموقف الحازم للرئيس مبارك. هذا عمل مصري مبادر اليه يرمي ايضا الى احباط التهديدات من الاتجاه المعاكس، احباط تهديد قوات حماس والحركة الاسلامية المتطرفة على مصر وعلى النظام المعتدل للرئيس. غير أنه يوجد خطر بان تضرب خطوات الاحتجاج الحادة من جانب الفلسطينيين موجات تتسع الى ما يتجاوز منطقة رفح ومحور فيلادلفيا فتنتشر وتصبح احتجاجا مناهضا لمصر حادا في معظم العواصم العربية بل وربما يتسلل الاحتجاج والمقاومة الى داخل مصر نفسها.

نحن نشكو وعن حق من "السلام البارد" الذي بيننا وبين مصر، من عداء الحكم، عداء المثقفين والشعب المصري لاسرائيل. غير أننا نتمتع منذ نحو اربعين سنة بحدود هادئة، بغياب حوادث وحتى بتعاون عسكري محلي. كل هذا من شأنه أن ينهار وان يختفي بين ليلة وضحاها، ومن شأننا ان نعود لنجد على حدودنا الجنوبية مصر مغايرة تماما. بدلا من نظام معتدل وعلماني في أساسه قد يظهر – جار متطرف، متزمت، متحمس. جار من شأنه أن يقف في رأس الجبهة المناهضة لاسرائيل.

بالفعل، النظام المعتدل لمبارك مهدد ومن شأنه ان ينهار في كل الاحوال ولكننا في اسرائيل ملزمون بان نفهم الخطر الاكبر الذي يحدق بالنظام، بالدولة المصرية وبالهدوء والاستقرار الاقليميين، وحذار علينا أن نساعد ونجلب هذا الخطر على رأسنا.

الاستنتاج واضح. حذار ان ندير شؤوننا في القطاع في ظل تجاهل الاثار التي من شأنها ان تكون لذلك على القاهرة.

 نحن نرى اليوم أربعة مجالات للمواجهة الاسرائيلية في غزة، مجالات كل واحد منها من شأنه ان تكون له آثار على مصر ايضا.

•       التهديد الامني المباشر، خطر نار الصواريخ وقذائف الهاون على بلدات غلاف غزة واعمال احباط ورد فعل من جانبها؛

•       منع تهريب الوسائل القتالية، مع التشديد على العتاد القتالي الذي من شأنه أن يشدد التهديدات والمخاطر علينا. والتعبير عن ذلك – في حجم الحصار البري، البحري والجوي الذي نفرضه على القطاع؛

•       جملة العلاقات المركبة بين دولة حماس في القطاع وبين نظام م.ت.ف في الضفة الغربية وكيف نساعد حكم محمود عباس في رام الله؛

•       وأخيرا – المساومات التي نديرها لتحرير جلعاد شليت من أسره في القطاع.

لا توجد حلول بسيطة لهذه المعضلة السياسية. يمكن ان نقترح على الاقل اتجاه واحد بسيط: اجراء حوار حميم، هادىء ولكن ثابت مع الرئيس مبارك. لا أوصي بفعل كل ما يطلبه، ولكن من المهم أن نعرف ونفهم ماذا يزعجه.

خروج مصر من دائرة السلام هو اليوم احد التهديدات الاستراتيجية الاخطر التي تحوم فوق رؤوسنا.