خبر مصر وحماس واطلاق قذائف الرجم.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:47 ص|12 يناير 2010

بقلم: رؤوبين باركو

في موازاة سقوط قذائف الرجم على بلدات غلاف غزة تسقط ضربات كلامية بين شيوخ المؤسسة المصرية وشيوخ حماس في غزة. ان التحريض الديني من غزة على مصر تؤيده مساعدة "مدفعية" لامير الجهاد العالمي، الشيخ يوسف القرضاوي من قطر، الذي يسقط هو ايضا لغم فتوى على المؤسسة المصرية. يتهم مركزا الجهاد هذان قيادة مصر بالمؤامرة وبالتعاون مع الولايات المتحدة واسرائيل لخنق الشعب الفلسطيني بالجدار الفولاذي الذي يحفر له على حدود رفح.

ان نضال "المؤامرة الصليبية – الصهيونية" ينمو في الفترة الاخيرة. فشيوخ الاخوان المسلمين في  العالم تصدر عنهم دعاوى من هذا النوع ايضا على المؤسسة الاردنية المتهمة هي ايضا باستعمال عملاء لمصلحة الولايات المتحدة واسرائيل، وذلك في الاساس ازاء عملية انتحار لعميل مزدوج اردني في افغانستان.

جمدت مصر من جانبها افضل الفقهاء الذين عندها لمعارضة شيوخ غزة وقطر. الجميع يضرب بعضهم بعضا كعادة التراث الاسلامي التقليدي، بواسطة نفس النصوص التي تحتمل تفسيرات ومصالح مختلفة على حسب هوى المفسر. جند المصريون بحكمتهم قصة محمد الذي هاجمه في المدينة جيش كبير من الاحزاب الكفار من مكة، بقيادة قبيلة قريش. تقول الرواية ان محمدا قد أحاط المدينة بخندق عميق وبواسطة هذا الحل الخلاق (الذي هو ثمرة فكر نصيح فارسي) افشل الهجوم. هذا الخندق يشبه الان الجدار الذي تبنيه مصر لتدفع عن نفسها تهريب السلاح والمخدرات اليها باشراف من حماس. هذا هو زعم الشيوخ المصريين.

للمصريين اسباب جيدة للقلق. فقد وطئت كرامتها كدولة تعد "أم العروبة" من قبل الغزيين الذين حكمتهم مصر حتى 1967. لا ينسى المصريون ان الغزيين عملوا في بيارات غزة التي كانت تحت حكم مصر آنذاك عوض قروش. ان ما يغضب المصريين هو ان ابناء اولئك الفلسطينيين يستهينون الان بمصر في كل ما يتصل بجهودها للمصالحة في قضية شليت وللمصالحة مع السلطة الفلسطينية.

ان تبجح حماس بادارة سياسة مستقلة على حسب آراء خالد مشعل الوقحة من دمشق، وأسياده من طهران يصل حد المبالغة. ان محاولة المنظمة اضطرار مصر الى ابتلاع قوافل دولية تحمل الغذاء تمر منها بلا تنسيق كان ضغثا على ابالة. طرد المنظم البريطاني للقوافل من مصر على انه شخص غير مرغوب فيه، وعلى اثر المواجهات على حدود رفح قررت مصر ان تمر المساعدة في المستقبل من طريق "الهلال الاحمر" المصري فقط. لا يلعب مع المصريين.

ان حقيقة ان حماس تعمل تحت غطاء وتمويل برنامج ايراني قذى في عيون المؤسسة الامنية المصرية، ولا سيما بسبب حقيقة ان خلايا حزب الله بمشاركة حماس قد اعتقلت داخل مصر وفي دول عربية معتدلة اخرى. ان ادراك ان الوسائل القتالية تمر داخل منطقة السيادة المصرية بلا رقابة، ويوجه بعضها الى اعداء نظام في مصر، قد أدخل اجهزة الاستخبار المصرية استعدادا عاليا.

في آخر الامر، تنتظر نماذج مثل خالد الاسلامبولي من الاخوان المسلمين، الذي اغتال الرئيس السادات، تنتظر السلاح والفرصة لاسقاط نظام الحكم، اسقاطا يفرح ايران والقاعدة والقرضاوي وغيرهم كثير.

هذه هي خلفية عمل سد مصر. منذ ذلك الحين اصبح عالم مملكة تهريب حماس السحري في خطر. فجميع مشروع التهريب والاموال، والسلاح والمشاركة في الارهاب الدولي ونشطائه في غزة سيتلاشى.

في هذا الوقت بالذات تسمع من الولايات المتحدة تصريحات تندد بمعنى صفقة شليت التي تعطي حماس نقط زيادة كثيرة، وتراها منفذا الى ابتزازات ارهابية في المستقبل في العالم. كذلك الاصوات من اسرائيل التي تتحدث عن الحدود التي اقامتها الحكومة للتفاوض تقلق حماس الان.

اضيف الى كل ذلك ضربات سلاح الجو للمخربين في غزة وعملية تزود بلدات غلاف غزة بنظام "القبة الحديدية"، وقد أتت ردود عصابية لاثبات الوجود واظهار القوة المتحرشة على شكل قصف اسرائيل.