خبر فقهاء سعوديون: لا تقولي للشيخ « إني أحبك في الله »

الساعة 06:13 م|11 يناير 2010

فقهاء سعوديون: لا تقولي للشيخ "إني أحبك في الله"

فلسطين اليوم – وكالات

من باب سد الذرائع، وحتى لا تكون فتنة، تحفظ عدد من الفقهاء السعوديين على ما تقدم عليه فتيات ونساء من إبلاغ الشيوخ والدعاة عبر القنوات الفضائية بمحبتهن لهم في الله، لكن هؤلاء الفقهاء رفضوا القول بتحريم عبارة "إني أحبك في الله"؛ لأن الأصل جوازها، مرجعين تحفظهم إلى ما نشأ عن هذه العبارة من لغط بين الأزواج.

 

ففي محاولة لقطع وساوس الشيطان على الرجل والمرأة، دعا الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي الأحد 10- 1- 2010 الفتيات، خاصة المتزوجات منهن، إلى تجنب القول للمشايخ والدعاة عبر الفضائيات: إني أحبك في الله.

 

وأوضح أن إبلاغ المرأة للمشايخ والدعاة بمحبتها لهم في الله لا بأس به ولا حرج فيه، لكن عملية الإبلاغ ينبغي ألا تكون عبر البرامج الفضائية، وعلى الهواء مباشرة، خاصة إذا كان مثل هذا الأمر يفضي إلى فتنة أو يثير حفيظة الأزواج.

 

وكان بعض الأزواج قد أعربوا عن انزعاجهم من إفصاح زوجاتهم للمشايخ والدعاة عبر البرامج الفضائية بمحبتهن لهم في لله؛ حيث تتكرر عبارة "يا شيخ إني أحبك في الله"، والتي غالبا ما يجيب عليها الشيخ بالقول "أحبكم الله"، وهو ما تحفظ عليه العبيكان في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية.

بمزيد من الإيضاح، اشترط العبيكان في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" الإثنين 11-1-2010، "أن لا تكون هناك فتنة، فإذا أرادت المرأة إخبار الداعية أو الرجل بحبها له في الله، فلا حرج في ذلك، لكن إذا كان الأمر سيقود إلى افتتان كل من الرجل والمرأة، فالأفضل أن تتجنب التلفظ بهذه العبارة عبر وسائل الإعلام؛ لأنّ الفتنة هنا أكبر". أما بالنسبة للمرأة المسنة، فيرى أنه "لا بأس عليها من ذلك، فالفتنة تزول عن المرأة الطاعنة في السن؛ إذ ليس هناك ما يدعو إلى الافتتان بها".

 

وأثار تكرار عبارة "إني أحبك في الله" لغطا على إحدى القنوات الفضائية المعروفة باستضافتها للشيوخ والدعاة، حتى اضطر الداعية المصري الشيخ محمد حسان إلى نهر إحدى المتحدثات عبر الهاتف، بينما دعا الشيخ أبو إسحق الحويني النساء إلى أن يتقين الله في أنفسهن وفي الشيوخ حتى لا تكون كلماتهن مدعاة للفتنة.  

 

ولو كان عبر الهاتف

 

مؤيدا ما ذهب إليه العبيكان، دعا الدكتور فهد بن سعد الجهني، أستاذ الفقه في جامعة الطائف، المرأة المسلمة إلى "ترك هذا الأمر حتى لو كان عبر وسيلة أخرى غير الفضائيات، كالهاتف مثلا؛ لأن كلام المرأة للرجل ليس ككلام الرجل للرجل"، وشدد على "ضرورة التحفظ على هذه الكلمة، سواء كان هذا من المرأة أو من الرجل، فالداعية مهما كان بشرا وليس ملاكا".

 

لكن د. الجهني تحفظ أمام تحريم هذا الفعل، مكتفيا في حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" بالتشديد على "ترك التلفظ بهذه العبارة؛ لأنه أسلم للمرأة، وهو من باب سد الذرائع وقطع وساوس الشيطان على الرجل والمرأة، فإذ كانت تحب شخصا في الله، فليكن هذا بينها وبين نفسها".

 

كذلك قال الدكتور مصطفى مخدوم، عميد المعهد العالي للأئمة والخطباء في جامعة طيبة بالمدينة المنورة: إن "الأولى للمرأة عدم التلفظ بهذه العبارة حتى لا تكون فتنة، عملا بقاعدة سد الذراع".

 

لكن د. مخدوم لم ير دليلا على تحريمها، موضحا أن "عموم الخبر الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مطابق للواقع، فلا يوجد أي حرج في القول بمثل هذا الأمر، سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر الهاتف أو أي وسيلة أخرى، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أحبّ أحدكم أخاه فليخبره، فالحديث عام ولم يفرق بين الرجل والمرأة".