خبر ساسة ومحللون لـ« فلسطين اليوم »: الجدار الإسرائيلي سيزيد شعبنا خنقاً وعلى مصر ألا تعطيه الفرصة

الساعة 01:00 م|11 يناير 2010

ساسة ومحللون لـ فلسطين اليوم:"الجدار الإسرائيلي سياسة جديدة لخنق شعبنا"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

في الوقت الذي أثار الجدار الفولاذي الذي أقامته مصر على حدودها مع قطاع غزة جدلاً واسعاً، قررت الحكومة الإسرائيلية تبني خطة لبناء جدار فاصل من منطقة رفح حتى مدنية "إيلات".

 

وتقول إسرائيل حسب خطتها أن الجدار سوف يكون على امتداد الحدود "الإسرائيلية" مع مصر كامتدادٍ للجدار الفولاذي الذي تقيمه الأخيرة على طول حدودها مع قطاع غزة، وبكلفة تقدر بمليار وأربعمائة مليون شيكل.

 

وقد عبر ساسة ومحللون في أحاديث منفصلة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عن رفضهم لهذا الجدار الذي اعتبروه طوقاً جديداً سيحيط برقاب الفلسطينيين في قطاع غزة، يضيق عليهم الخناق المشتد منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

فقد حذر داوود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، من خطورة سياسة بناء الجدر وإقامة المناطق العازلة، مؤكداً أن شعبنا ومعه كل الشعوب والقوى الحرة والحية لا يمكن أن يقبل بأن يكون رهينة في سجون ومعازل كبيرة، داعياً الشقيقة مصر لوقف بناء الجدار على حدودها حتى لا تعطي العدو فرصة اتخاذه ذريعة وحجة لجداره العنصري الجديد.

 

وقال شهاب:"إن سياسة بناء الجدر وإقامة المناطق العازلة باتت واضحة المعالم، وهي سياسة مزدوجة تهدف لخنق الشعب الفلسطيني وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى كانتونات معزولة تسهل السيطرة عليها من جهة، ومن جهة أخرى يستفيد العدو من هذه الجدر في فرض سياسة الأمر الواقع  وترسيم حدود دولته التي أعلن أنها ذات طابع يهودي وهو ما يدلل على حقيقة الهجمة العنصرية التي تستهدف أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48".

 

وأضاف شهاب، أن شعبنا أمام سياسة مزدوجة نتيجتها تضاعف من معاناته، وتجاوز حقوقه وضرب مصالحه، تحت مبررات من قبيل الحفاظ على الأمن القومي ودعاوى السيادة الوطنية وأن كل طرف يتصرف وفق مصالحه السياسية والقطرية وتخرج أصوات المعتدلين لتصف ما يفعله العدو بأنه شأن داخلي.

 

 

 

 

أما الدكتورة مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فرأت أن الوحدة الوطنية هي التي تجعلنا نقف أمام أي ضغوطات خارجية خاصةً ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا.

 

واعتبرت أبو دقة، أن الاحتلال يمارس غطرسته ضد شعبنا مستغلاً حالة الانقسام السياسي الذي يعاني منه شعبنا، مؤكدةً أن "مربط الفرس" هو إعادة الوحدة والتلاحم والكف عن الحديث عن إنهاء الانقسام دون خطوات عملية لذلك.

 

وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة:"إن الوقت من دم وجدار وعدوان مستمر على شعبنا، وكل وقت نمضيه في صراعتنا الداخلية تقوم فيه إسرائيل بباء مزيد من الجدار، وعدوان على القطاع وفي الضفة الغربية وتهويد للقدس".

 

وشددت على ضرورة أن يفجر شعبنا غضبه باتجاه معبر إيرز، ومواجهة كل الممارسات الإسرائيلية التي تلقى دعماً أمريكياً وأوروبياً، وصمتاً عربياً.

 

من ناحيته علق المحلل السياسي هاني حبيب على هذا الجدار، بأن الدولة العبرية تحاول دوماً أن تعيش وسط سجن كبير، وما تسميه إسرائيل سياجاً هو جزء من الفلسفة اليهودية بالإبقاء على دولة يهود بمعزل عما يجري بحيث تؤثر ولا تتأثر.

 

كما اعتبر الجدار، شكل من أشكال مواجهة نقل محاولة الجانب العربي والفلسطيني لأشكال التواصل مع العالم الخارجي، موضحاً أنه على الرغم من أن الجدار يعد شكلياً الكترونياً حضارياً إلا أنه يعني عودة إلى دولة القلاع والعدوان والمجابهة.

 

وكان وزير الجيش الإسرائيلي أيهود باراك قرر في أعقاب مشاورات أجراها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعدد آخر من الوزراء، خطة بناء جدار فاصل من منطقة رفح حتى مدنية "إيلات" لمنع تسلل ما يوصف بـ"مخربين" ومتسللين أفارقة ومهربين لإسرائيل.

 

ووفقاً للخطة - التي شرحتها الإذاعة العبرية العامة- فسوف يتم بناء جدار فاصل على امتداد الحدود "الإسرائيلية" مع مصر كامتدادٍ للجدار الفولاذي الذي تقيمه الأخيرة على طول حدودها مع قطاع غزة، وبكلفة تقدر بمليار وأربعمائة مليون شيكل.

 

وأفادت صحيفة موقع "يديعوت أحرنوت" أن الجيش الإسرائيلي سيضع على هذا الجدار، رادارات بهدف كشف أي حركة غريبة على الجدار، وللمساعدة في حل مشكلة التهرب لإسرائيل عبر الحدود.

 

وكان وزير الداخلية الإسرائيلي ايلي يشاي قد طالب الحكومة الإسرائيلية ببلورة سياسة واضحة لمنع انفجار قنبلة اجتماعية، يُسببها اللاجئون الذين يتهربون إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية الإسرائيلية.