خبر الشباب المقدسي...تحديات إحتلالية في مواجهة ارتباط وطني و عقائدي

الساعة 12:16 م|11 يناير 2010

الشباب المقدسي...تحديات إحتلالية في مواجهة ارتباط وطني و عقائدي

القدس المحتلة- فلسطين اليوم

بعيد أحداث الأقصى في أكتوبر الماضي،  قام الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة في مدينة القدس شملت الأحياء و البلدات القريبة، استهدف مجموعة كبيرة من الشباب المقدسي و الذين تقول إسرائيل أنهم شاركوا بمظاهرات ضدها.

 

و في صورة مقابلة لهذه الصورة المشرقة  تظهر نسبة انتشار الآفات الاجتماعية في أوساط الشباب المقدسي بما في ذلك المخدرات... هذا التناقض هو عنوان وواقع الشباب المقدسي...الذي يدفعه انتمائه الوطني والعقائدي مع قضيته باتجاه و تحديات الاحتلال إلى جهة أخرى،  في سبيل خلق جيل "فاشل ولا مبال" بالأرض و الانتماء.

دور كبير...

يقول حسني شاهين الباحث والمختص بشؤون الشباب في القدس:" الشباب المقدسي كبقية الشباب الفلسطيني في أنحاء الوطن يقوم بدورٍ هامّ من خلال تشكيل اتحادات الطلبة والمشاركة بالنوادي والنقابات المختلفة لإبراز هويتهم القومية والوطنية وتحمل المسؤولية للحفاظ على الطابع العربي والفلسطيني للمدينة".

 

و بحسب شاهين فقد ظهر هذا الدور في الانتفاضة الأولى حيث قاموا بمهمات اجتماعية وسياسية ونضالية متعددة كتوزيع المؤن على العائلات وزيارة أهل الشهداء والأسرى والجرحى و معالجة القضايا الاجتماعية التي نتجت عن الانتفاضة، حيث أصبحت الانتفاضة كلمة مرادفة للشباب وشكّلت نقلة نوعية لدى الشباب الفلسطيني والمقدسي خصوصاً على مستوى الوعي الوطني وأصبح الشباب هم قادة الشارع والقادة الفعليّين".

 

و يتابع:" كان للشباب ألمقدسي الدور الرئيسي والأساسي في انتفاضة الأقصى والتي راح ضحيتها العشرات منهم قضوا في سبيل الدفاع عن المقدسات والأقصى والقدس، واعتُقِل المئات حتى أصبحوا المستهدفين الرئيسيّين من قِبَل "إسرائيل".

حملة "تمييع" مستهدفة...

و في المقابل يتعرض الشباب المقدسي لتحديات، كما توضح دراسة أعدتها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الآفات الاجتماعية في المدينة:" إنّ ما يتعرّض له الشباب المقدسي يختلف بعض الشيء عما يتعرّض له الشباب الفلسطيني في باقي مناطق الضفة الغربية هجمة "إسرائيلية" ممنهجة ومبرمجة تأخذ أشكالاً منوّعة منها تفريغ الشباب من مضمونه وإبعاده عن انتمائه العربي والفلسطيني،  خاصة من خلال انتشار المخدّرات".

تقول الناشطة في مكافحة المخدرات سناء العنبتاوي:" يوجد أكثر 20 ألف مدمن، و 80 ألف متعاط للمخدرات في منطقة القدس وهي من أعلى النسب في العالم، والذي ساهم في ذلك بشكل كبير كما تشير العنبتاوي، الاحتلال الذي ينشر المخدرات و يسهل دخولها إلى المدينة ولا يفرض عقوبات على مروجيها في الأوساط العربية".

 

وتشير العنبتاوي الى ان الاحتلال يخصص مبلغ 2200 شيكل " 550 دولار" شهريا لأسرة المتعاطي، وهذه المبالغ لا تعطي الا إذا اثبت الشاب ان نسبة من المخدرات في دمه، بذلك نجد أن الشباب المقدسي يتعاطى أول مرة وثاني وثالث مرة لإجراء الفحص وتلقي المخصصات و بالتالي يصبح متعاطي مدمن.

 

وتؤكد العنبتاوي أن الإدمان هو وسيلة هروب للشباب المقدسي الذين يعانون من أوضاع مزرية يفرضها الاحتلال وخاصة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي وعزل المدينة عن امتدادها.

 

و يواجه الشباب المقدسي والذي يشكل 50% من السكان، مشاكل أخرى مثل ازدياد البطالة من خلال الفصل التعسّفي عن العمل وخاصة من يعتقل على خلفية وطنية، و الحصار الذي تتعرّض له المدينة من خلال جدار الفصل وعزلها مع محيطها وامتدادها الجغرافي الطبيعي.