خبر قصـة عشـق لا تنتهي

الساعة 10:02 ص|11 يناير 2010

قصـة عشـق لا تنتهي

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

يخرج كل صباح ليبحث عنها فقد اعتاد على ذلك منذ سنين، فهي عشقه الأبدي الذي لا ينتهي، ومهما بعدت المسافات فسوف يصل إليها أينما كانت، عندما يراها تلهب عقله، وعندما يتذوقها يشعر أن العالم يتوقف من حوله.

 

"الأسماك".. هي حكاية عشق محمد السمري، الذي اعتاد على الخروج من منزله الكائن في حي الشجاعية بغزة للذهاب إلى "حسبة السمك" غرب مدينة غزة التي يتواجد فيها تجار ببيع السمك، لشراء ما يطيب له من أنواعها، غير أنه يفضل "السردين".

 

"سردين، لوكس، جرع، غزلان، جمبري، فريدة، حباري، البوري، السويسي" كلها أنواع عديدة من الأسماك التي تتواجد في غزة على اختلاف مواسمها، وكلها حكايات حب لكل أهل غزة وحتى ضيوفها.

 

وعندما زارت "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، حسبة السمك كانت هناك أنواع متعددة من الأسماك وحركة شرائية جيدة، ما بين تجار ومواطنين، يتباهى كل بائع في عرض شتى من أنواع الأسماك.

 

المواطن السمري كان هناك وقد أكد حرصه على شراء وجبة يومياً من السمك لبيته، ويفضل شرائه من "الحسبة"، على أساس أنها مصدر للأسماك الطازجة التي تخرج من البحر إلى "الحسبة"، غير مكترث بأسعار السمك التي تختلف حسب أنواعها.

 

أما زكريا الفصيح الذي يبيع السمك في الحسبة، وكان يعد وشقيقه وجبة إفطار من "كفتة السمك" فأكد أن الغزيين يتميزون بحبهم للأسماك في غزة، ويتزايد الإقبال عليه في أيام الخميس والجمعة، وتقل في باقي أيام الأسبوع، كما أنها تزدهر في أوقات تلقي الموظفين لرواتبهم.

 

وأوضح الفصيح، أن أسعار السمك تختلف حسب أنواعها، وحسب كمياتها المتواجدة في الأسواق، فمثلاً كيلو الغزلان تكلف 25 شيكلاً، أما الجرع فتبلغ قيمتها 40 شيكلاً فيما تبلغ قيمة الكيلو من اللوكس 50 شيكلاً.

 

داوود شيخة يبيع السمك منذ 20 عاماً، فحكايته مع السمك طويلة، كان يعرض أنواعاً متعددة من الأسماك، يؤكد أن صيد الأسماك تختلف حسب الظروف الجوية، في حين اعتبر أن تحديد قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسافة الصيد أمر يؤدي إلى نقصان كميات كبيرة من الأسماك.

 

هذا وقد حددت إسرائيل مسافة ثلاثة أميال للصيد الأمر الذي يعد انتهاكاً صارخا لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وقتلاً لمصدر دخل أكثر من ثلاثة آلاف صياد يعتاشون من مهنة الصيد التي تعتبر مصدر رزقهم، في ظل عدم وجود برامج لدعم وتعويض هؤلاء الصيادين.

 

ولكن  أمام هذا الانتهاك الذي أرهق الصيادين وحرم المواطنين من التمتع بالسمك، فقد اتبعت الإغاثة الزراعية وفى تجربة أولى بالأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة تنفيذ مشروع الاستزراع السمكي للمساهمة في ارتفاع الناتج السمكي ورفع المستوي الاقتصادي وكسر الحصار.


وفي هذه الأوقات طفت على السطح ظاهرة الأسماك الطازجة التي تدخل من مصر، وعلى الرغم من أن بعض التجار انتقدوا هذه الظاهرة، واعتبرها وسيلة للقضاء على الأسماك في غزة، إلا أن آخرون يرون أن تحديد الاحتلال لمسافة الصيد أدت إلى عدم وجود بعض أنواع السمك، مما يضطر التجار لإحضارها من مصر.

 

وقد اعتبر علي أبو الخير، أن السمك الذي يتم إحضاره من مصر يباع كغيره من الأسماك الذي يتم اصطياده من شواطئ غزة، مشيراً إلى أن المواطنين يبحثون عن الأسماك بكافة الطرق، وإذا كانت أسعارها قليلة فهو المفضل لديهم.

 

مؤيد كشتر يعمل في مطعم المرسي أبو حصيرة للأسماك، يعمل منذ 6 سنوات يؤكد أن أكثر الوجبات التي يتم الإقبال عليها هي شوربة السمك، والسمك المقلي، والزبادي، مشيراً إلى أن الإقبال على الوجبات قلً خلال السنوات الثلاثة الأخيرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

 

وأضاف كشتر، أن الغزيين معروفين بعشقهم للأسماك بكافة أنواعها، ويقبلون على وجبات السمك بشكل متواصل.

 

الحاجة أم محمد سعيد تشير إلى أنها تحرص على طهي وجبة من الأسماك، ولا يخلو أسبوع من وجود وجبة، نظراً لفائدتها الغذائية، ولحب أبنائها للأسماك، حيث يصرون على طلبه المتواصل.

 

ومن أهم الوجبات التي يمكن صنعها من السمك، هي السمك المقلي، أو المشوي، كما تصنع منه الصيادية، وزيادي الجمبري، كما تصنع منه كفتة السمك، وطرق أخرى تختلف من منزل لآخر.

 

أما الحديث عن فوائد الأسماك فهي طويلة، فهي غنية بالبروتينات التي تحتوي أحماضاً أمينية، كما أنها مهمة للمحافظة على أنسجة الجسم وبناء ما يحتاجه الجسم في عمليات الترميم التي تحدث للأنسجة، ويعد مصدراً مهماً من مصادر اليود ، و الفوسفور الضرورية للأسنان والعظام والدم، وهو مصدر مهم للكالسيوم.

 

كما يحتوي السمك على فيتامين أ ، د، كما يقوم الفوسفور الموجود بالسمك خاصة أنواع السردين بتنشيط الذاكرة وله دور مهم في بناء العظام، ويحتوي على نسبة عالية من حمض الغلوتميك ، وهي مادة ضرورية لوظائف الدماغ و الأعصاب و الأنسجة.

 

ومازالت إسرائيل تصر على قتل كل ما هو محبب للفلسطينيين فتقوم بمحاربة الصيادين في كل الأوقات وتحاول منعهم من الانتفاع من مصادر رزقهم، الأمر الذي يحرم الصيادين قوت يومهم والمواطنين غذائهم المفضل، ولكن على الرغم من كل العوائق فإن قصة العشق مازالت مستمرة..