خبر كفى للحصار- هآرتس

الساعة 08:57 ص|11 يناير 2010

بقلم: أسرة التحرير

بعد سنة من الهدوء النسبي في الجنوب، في أعقاب وقف النار الذي أنهى حملة "رصاص مصبوب" يظهر في الاونة الاخيرة تصعيد عنيف في حدود اسرائيل وقطاع غزة. مقذوفات صاروخية وقذائف هاون اطلق من غزة الى اسرائيل؛ سلاح الجو هاجم ردا على ذلك اهداف في القطاع وقتل بضعة فلسطينيين. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو حذر حماس: "كل نار على أراضينا سيرد عليها بقوة".

أحداث اطلاق النار وقعت بالتوازي مع تفاقم العلاقات بين حماس ومصر، التي توثق الحصار على غزة. المصريون يبنون سورا فولاذيا تحت أرضيا لاحباط التهريب في الانفاق من سيناء ويحظرون دخول قوافل التموين الى غزة من غربي رفح. نشطاء سلام من خارج البلاد ممن جاءوا للتظاهر تضامنا مع غزة المحاصرة اعتقلوا في القاهرة. طبيعة مشكلة غزة انها تندلع من جديد في كل مرة يخيل فيها للاسرائيليين بان القطاع وازماته نسيت من القلب. لا يوجد حل سهل لضائقة مليون ونصف فلسطيني فقير يعيشون تحت حصار مزدوج من جانب اسرائيل ومصر، وحكومتهم مقاطعة في العالم. استئناف نار المقذوفات الصاروخية أظهر بان حتى حملة عسكرية كبيرة، اوقعت قتلا ودمارا كبيرين، لا تضمن ردعا وهدوءا على مدى الزمن.

لاسرائيل مصلحة في منع التصعيد على الحدود وعدم الوقوع في "جولة ثانية" من المواجهة بالقوة مع حماس. تهديدات نتنياهو لن تحقق ذلك. رئيس الوزراء يخاطر، مثل سلفه، بالتوقيع على تعهدات علنية ستدفع فقط اسرائيل نحو حملة عسكرية اخرى من اجل "تعزيز الردع" و "تلقين حماس درسا".

حان الوقت لتفكير متجدد في الاستراتيجية الاسرائيلية في غزة. الحصار الاقتصادي الذي يؤدي الى ضائقة شديدة لسكان القطاع، لم يؤدِ الى سقوط حماس من الحكم او الى اعادة الجندي الاسير جلعاد شليت. الحصار أدى فقط الى المس بصورة اسرائيل واتهامها بخرق مسؤوليتها الانسانية على غزة حسب القانون الدولي. وبدلا من الوقوع في خطأ خيار القصور من حيث استخدام المزيد من القوة والذي لا ينتج أمنا على مدى الزمن، فان على الحكومة أن تستجيب للطلب الدولي وان تخفف من ضائقة الفلسطينيين في غزة. يجب فتح المعابر من اسرائيل الى القطاع والمساعدة بشكل غير مباشر في اعادة بنائه من حطامه. ذات المنطقة الذي يوجه الحكومة في الضفة – حافز اقتصادي لمنع الارهاب – يمكنه وينبغي له أن ينجح في قطاع غزة أيضا.