خبر شوارع مغلقة- يديعوت

الساعة 08:56 ص|11 يناير 2010

بقلم: اليكيم هعتسني

رد رئيس الحكومة بغضب على قرار محكمة العدل العليا على السماح للفلسطينيين بالسفر في الشارع 443. من المثير ان نعلم لماذا لا يغضب للسير في الشارع 60، وهو المحور المركزي للمستوطنات، من متسدوت يهودا في الجنوب حتى ضواحي نابلس في الشمال، الذي يستعمله العرب واليهود معا منذ سنين؟ أجل وجدت فترات في ذروة الارهاب كان فيها الشارع مغلقا في وجه عرب يهودا والسامرة، لكن منذ تم القضاء على الارهاب فتح للجميع من جديد وهذا أمر حسن. لم نسمع المستوطنين يثيرون ضجيجا كبيرا بسبب ذلك .

اذا كان الامر كذلك، فبماذا يختلف الشارع 443 الذي ضجت اركان العرش بسبب فتحه على يدي محكمة العدل العليا للعرب ايضا؟ ألأنه يستعمله "الاسرائيليون" الذين يسافرون من تل ابيب الى القدس وبالعكس، في حين ان الشارع 60 يكاد لا يخدم الا المستوطنين. ان "سلطة الاحتلال" الاسرائيلية لن تبعد العرب من اجلهم. هذا التمييز بين اليهود واليهود هو خطأ قانوني بارز ايضا لان الاراضي قد صودرت من جهة قانونية لاحتياجات شارع يخدم المحليين من العرب واليهود.

كذلك الحجة الامنية غير قوية. فالاغلاق لا يمنع منفذي العمليات الوصول مشيا الى الشارع كما يحدث بالفعل. ان 4 قرى فقط تجاور الشارع – بيت لقيا، وبيت عور التحتا والفوقا والطيرة – وفيها بضعة آلاف من السكان. كذلك اذا زدنا عليها عددا من القرى التي تليها فان العدد ليس كبيرا. لم تمنع محكمة العدل العليا بقرارها العادل السلطات فرض قيود مثل تمكين الحركة لسكان هذه القرى والشارع مغلق أمامهم في الاصل من طرفيه: فهنالك حاجز القدس وحاجز المكابيين. ولتمكن الحركة الداخلية بين القرى ورام الله ويمكن مراقبة.

لا يوجد تسويغ للصيحات التي تصدر عن "المعسكر القومي". حان الوقت لاستدخال أن كل فصل بين اليهود والعرب، ليس هو ضرورة أمنية حيوية مباشرة، يقدم تقسيم البلاد والعكس: فالمعايشة اليومية تعزز قبضتنا على وطننا. ان العدو هو الذي يبحث في ضوء الشمع عن كل شظية لـ "التمييز العنصري".

بيد ان قطعة النقد لها وجهان. ان استئناف سكان غوش دولاف – تلمون ويبلغون نحوا من خمسة آلاف نسمة، كي يسمح لهم باستعمال "شارع نسيج الحياة" الذي شقته السلطات من اجل العرب – والذي يفضي الى قريب من الشارع 443 ويوفر عليهم نصف زمن السفر الى القدس -  قد رفضته محكمة العدل العليا. فهذا شارع "للعرب فقط" كما كان الشارع 443 "لليهود فقط". ان سكان بنيامين قد زاد فضولهم الان لرؤية هل سيستمر تمييزهم ايضا بعد قرار محكمة العدل  العليا الجديد.

وهنالك تمييز في ضمن تمييز: فشارع "نسيج الحياة" مفتوح للعرب الاسرائيليين ايضا (مثل الشارع الى جنين)، والتمييز هنا لم يعد بين الاسرائيليين والفلسطينيين بل أصبح واضحا انه بين اليهود والعرب.

النفاق يصرخ الى السماء. ان اكثر شوارع يهودا والسامرة مغلقة في وجه اليهود، وذوو النفوس الخيرة صامتون. يقولون "لاسباب أمنية"، لكن ما معنى ذلك؟ ان من الغالب ان يهاجم العرب اليهود هنالك. ومن الذي يعاقب؟ بين بيت ايل وغوش تلمون على "شارع فلرشتاين"، لا يستطيع اليهود السفر خوف التغرير بحياتهم وعليهم ان يلتفوا لمدة ساعة. الشارع من مفرق "أدام" الى عطروت مباشرة مغلق امام اليهود. والشارع الذي يربط شفيه شمرون بحرماش، ودودتان بغوش حينانيت من طريق حومش محرم على اليهود، ويحتاج الى التفاف عشرات الكيلومترات.

ان رئيسة محكمة العدل العليا مطلوب اليها الان ان تطبق على اليهود ايضا ما كتبته في قرار محكمة العدل العليا 443 عن حقوق العرب: "استعمال الوسائل الامنية التي تحدث تفريقا تاما بين فئات السكان المختلفة في استعمال الشوارع وتمنع جماعة كاملة من السكان استعمال الشارع (يثير) شعورا بعدم المساواة بل تفكيرا بدوافع مرفوضة". لننتظر ونر.