خبر ساعة باراك- هآرتس

الساعة 08:54 ص|11 يناير 2010

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: حان الوقت لان يكشف ايهود باراك عن الوجه الحقيقي لنتنياهو هل يريد السلام حقا؟ - المصدر).

ايهود باراك شهادة بينة على ان الزعيم يستطيع ان يؤثر في مسار التاريخ بالحسن والسيء. فقد اثر باراك فيه في اتجاهين. المرة الاولى في كامب ديفيد، في تموز 2000، عندما كان اول رئيس حكومة اسرائيلي حطم المحرم حول تقسيم القدس. ومرة ثانية في عودته من هناك عندما دفن لغم "لا شريك" وحطم ثقة الجمهور باحتمال تسوية سياسية مع الفلسطينيين. بعد ذلك بما يقرب من عشر سنين يستطيع باراك ان يكمل النقص في قضية القدس وان يفك اللغم. يستطيع ان يغير مسار التاريخ للمرة الثالثة، لحسن او لسيء.

صحيح، باراك هذه المرة هو رئيس حزب منحل فقط ولم يكن قط أبعد عن رئاسة الحكومة. لكن وزنه في نظر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أكبر بأضعاف مضاعفة من القابه الرسمية. ان قوة حزب العمل أكبر بأضعاف من نوابه الثلاثة عشرة؛ صحيح ان حكومته تستطيع من ناحية سياسية ان تبقى بغيره بقوة الداخل، لكن نتنياهو يعلم أن ترك الشريك الوحيد من اليسار لليكود يمكن ان يجلب عليه كارثة في الخارج. وهذا هو سبب مراودته الشديدة لكل عضو كنيست من كاديما. ان حزب العمل برئاسة وزير الدفاع باراك يهب للحكومة الوجه الجميل (كل شيء نسبي)، الذي وهبه حزب العمل برئاسة وزير الخارجية شمعون بيرس لاريئيل شارون. اذا اعلن باراك بأنه لا يصدق بأن الحكومة معنية بدفع ثمن السلام، فمن ذا يقنع باراك اوباما بأن نتنياهو قصد ما قاله في خطبته في جامعة بار ايلان: ايفعل ذلك الوزير افيغدور ليبرمان من اسرائيل بيتنا؟ ام ايلي يشاي من شاس؟ اربما يفعل ذلك الوزير دانييل هرشكوفيتس من البيت اليهودي؟

قطع باراك شوطا طويل منذ جعل نفسه وكيل المبيعات الرئيس لماركة "لا شريك". يبدو انه اقنع بأن فشل مسار سياسي (كفشل عملية عسكرية) يمكن ان يشير الى مشكلة في التطبيق والى الحاجة الى تصحيح المعوج. لا الى عيب في الفروض الاساسية خاصة. وهو لا يضيع فرصة لبيان ان البديل من مبدأ الدولتين هو دولة ثنائية القومية، او نظام تمييز عنصري معزول. ان الدماغ التحليلي يحسن وصف الواقع لكنه لا يفعل من اجل  تغييره.

تمدح باراك في يوم الجمعة على مسامع اعضاء مكتب حزب العمل، بأن الوضع الامني لم يكن قط افضل مما هو عليه الان. لم يكن محتاجا الى الرشقات التي اطلقت في نهاية الاسبوع من غزة على غربي النقب كي يعلم ان هذا الامن مستقر كمكانة السلطة الفلسطينية. ان الحصار القاسي للغزة وجر الاقدام في المسيرة السياسية بدآ يضعفان في المدة الاخيرة دافع قوى الامن في السلطة في الضفة الغربية.

الى متى سيوافق رجال الشرطة الفلسطينيون على ان يكونوا مقاولين ثانويين للاحتلال؟

في القاهرة اما يلمحون واما يهددون بأن فشل المبادرة المصرية الى تجديد المفاوضة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل سيفضل الى تجديد المبادرة المصرية للمصالحة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس. ستكون المصالحة مع خالد مشعل احد موضوعات المحادثة في اللقاء القريب بين محمود عباس والرئيس بشار الاسد في دمشق. وسيؤتى بمبادرة السلام العربية من آذار 2002 لتصديقها في قمة الجامعة العربية التي ستعقد بعد شهرين في ليبيا. اذا لم يحدث تغيير جوهري للوضع في المناطق وفي القنوات السياسية حتى ذلك الحين، فقد تكون هذه المرة الثامنة والاخيرة.

يتمدح باراك بأنه كشف في كامب ديفيد عن "وجه عرفات الحقيقي". حان الوقت لان يكشف عن وجه نتنياهو الحقيقي. اذا كان رئيس الحكومة ينوي التوصل الى اتفاق دائم، فليضمن لعباس ان يؤخر مناقصات توسيع البناء في شرقي القدس حتى نهاية التفاوض. واذا كان يقابلنا بيبي القديم، الذي بنى احياء في شرقي القدس ليهدم اتفاق اوسلو، فلا يوجد لباراك ما يبحث عنه في حكومة اليمين. ما الذي يخسره؟ لقد كان رئيس حكومة، ولن يكون رئيس حكومة. ولن يكتب في تاريخ الدولة للاسف على انه دافن الحزب الذي أنشأه.