خبر ليخرج الخاسر- هآرتس

الساعة 08:53 ص|11 يناير 2010

بقلم: أمير اورن

 (المضمون: دعوة الى اجراء انتخابات داخل حزب كاديما يترك بعدها الخاسر من المتنافسين الاثنين الحزب ويمضي - المصدر).

بنى بنيامين نتنياهو حول نفسه سورا بلا مخرج. سلطانه تحت خطر انحلال يفضي الى تقديم موعد الانتخابات او انشاء حكومة بتشكيل آخر في الكنيست الحالية. تحطمت خطته الكبيرة لقيادة اسرائيل الى قصف ايران في حين يكف اجراءات لاقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. حسم قضية ايران يبتعد، والطوق السياسي يشتد. أعطت هيلاري كلينتون وجورج ميتشيل ذلك نهاية الاسبوع أدلة اخرى.

ان مسارات نتنياهو الفظة لاظهار الوحدة والتصميم والصرامة أحرزت العكس كالعادة. فقد اشتملت على قرار شفهي أكثر من كونه فعليا، على توزيع أقنعة واقية على الجميع (وهذه رسالة للعالم تقول ان اسرائيل تنوي مهاجمة ايران وأن تتلقى ردا كيماويا وبيولوجيا)، وعلى جهد يائس لتعزيز الحكومة بكتلة كاديما البرلمانية كلها او بعضها، في اطار عمليات تصفية نهاية السنة – ربع الثمن وبغير ضريبة القيمة المضافة. لم توجد له احزمة سياسية تمسك بسراويله اذا سقط نطاقه وابزيمه.

ان البقاء في المعارضة لم يضر بكاديما، بحسب استطلاعه للرأي العام. لو أجريت الانتخابات الان لفاز كاديما والليكود بـ 31 عضو كنيست كل واحد منهما، ولهبط حزب العمل الى نصف قوته اي الى ستة اعضاء اقل من ميرتس ذات الثمانية؛ وذلك قبل ترك اوفير بينس للحزب.

بيد ان صورة الليكود الجماعية مضللة. فأكثر اعضائه – في المركز وفي الكتلة البرلمانية بل في الحكومة – اشد قربا الى موشيه بايغلن من نتنياهو بسبب القرارين الذين يعبران عن انحراف عن برنامجه الحزبي الا وهما التسليم المتحفظ لدولة فلسطينية وتجميد البناء في المستوطنات. يشفق الساسة في الليكود من انتقام انصار بايغلن في الانتخابات القادمة. اذا رشح نتنياهو استسلامه لباراك اوباما للتصويت عليه في حزبه فسيخسر. وسيسوء وضعه عند تجديد المحادثات مع محمود عباس والتي سيكون هدفها المعلن اعادة اسرائيل الى الخط الاخضر، في شرقي القدس ايضا، وبخضوع لموافقة فلسطينية على قبول منطقة بديلة عوض الكتل الاستيطانية. الفترة الزمنية هي سنتان، حطت عن السنين الثلاث التي طلبها نتنياهو، في قصد مكشوف الى قرن المحادثات الى موسم الانتخابات في الولايات المتحدة واسرائيل، عوض السنة التي طلبها ابو مازن.

نتنياهو يسحق بين بيتين: البيت الابيض واسرائيل بيتنا. اذا قرر المستشار القانوني تقديم لائحة اتهام على افيغدور ليبرمان، فقد يقرر ليبرمان انه يحسن له في سعيه الى تسوية قضائية لا يصحبها السجن نقض عرى الحكومة – وربما الكنيست ايضا – وان يتنكر بلباس معتدل في الحكومة التي في مركزها كاديما والعمل.

هذه التيارات العميقة تغرق حمى منافسة شاؤول موفاز. اذا فاز بقيادة كاديما فقد ينشىء حكومة بغير انتخابات. لا احتمال حقيقي ان يفعل ذلك بعد الانتخابات، لان نجاح كاديما متعلق بتسيبي لفني وبممتلكات قليلة كروني بار اون وتساحي هنغبي وربما دان حالوتس ايضا الذي ابتعدت لبنان عنه. موفاز عبء. ان الاصوات التي تركت الليكود والعمل الى كاديما برئاسة لفني ستتلاشى اذا فاز موفاز.

من المقبول في منافسة حزبية الطلب الى المتنافسين ان يقسموا يمين الولاء اذا خسروا. هذا معقول في ثقافة سياسية لريغن ازاء بوش واوباما ازاء هيلاري. في اسرائيل، من اسحاق رابين في مواجهة شمعون بيرس الى اسحاق شامير في مواجهة اريئيل شارون ودافيد ليفي الى لفني في مواجهة موفاز في الجولة السابقة، يرفض من يكون في المحل الثاني قبول الخضوع لمن هو في المحل الاول ويتآمر عليه. اصح من ذلك جعل المتنافسين يوقعون على التزام عكسي هو ان يترك الخاسر الحزب. لن تستطيع لفني العمل تحت امرة موفاز ولن تستطيع الاعتماد عليه اذا فازت عليه للمرة الثانية والثالثة. فليتنافسا مرة اخرى وليمض الخاسر الى بيته.