خبر العدوان القادم على غزة.. د. عصام شاور

الساعة 08:01 ص|11 يناير 2010

العدوان القادم على غزة..  د. عصام شاور

لم يكن اتخاذ القرار بالانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة سهلا بالنسبة  لأريئيل شارون، وحينما انفجر قادة (إسرائيل) غضبا ضد شارون وخطته كان على شارون أن يخفف ذلك الغضب والضغوط السياسية التي أحاطت به حينها، فما كان منه إلا أن لجأ إلى عملية اغتيال نوعية لقادة حماس في قطاع غزة، فبعد أقل من أسبوعين على بداية الحملة ضد خطته قام باغتيال الشهيد احمد ياسين ثم اغتيال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله، وبذلك استطاع شارون أن يمرر مشروع خطة الانسحاب وينفذها بعد أن ألجم خصومة وأرضى شعبه الإرهابي.

 

رئيس وزراء العدو الحالي بنيامين نتنياهو يواجه موقفا صعبا تقف على قمته " صفقة شاليط" اللازمة لوقف التدهور في تردي الصورة الإسرائيلية من الناحية الاستخباراتية والعسكرية والأخلاقية ، وكذلك فإن (إسرائيل) تعيش أسوأ ظروفها، فاليوم لدى (إسرائيل) معركتان فاشلتان في لبنان وغزة،و لديها جرائم كبيرة موضوعة على طاولة البحث الأممية، وكذلك فإنها تعاني من أزمة سياسية بتوقف المفاوضات؛ ليس بسبب الاستيطان فقط وإنما بسبب فقدان الطرف الفلسطيني المفاوض السيطرة على قطاع غزة وبالتالي (إسرائيل) تعلم بأنه لا جدوى من المفاوضات، وهناك مفارقة أخرى بين وضع شارون ونتنياهو، حيث طمع الأول بالحصول على تهدئة توفر الأمن لغلاف قطاع غزة من خطر صواريخ المقاومة، ولكن نتنياهو ورث فشل شارون في تأمين الأمن من خلال انسحابه ، وورث فشل أولمرت في تأمين الأمن من خلال عدوانه على غزة، فما الذي يمكن لنتنياهو أن يفعله ليغطي على كل تلك الإخفاقات التي ضربت (إسرائيل) في الصميم ؟.

 

هناك من يقول بأن (إسرائيل) تعد لاحتلال غزة أو لعدوان يشابه عدوان العام الماضي بعد تكثيف استعداداتها، ولكنني أميل إلى أن (إسرائيل) تعد لضربة عسكرية حاسمة تستهدف العدد الأكبر من قادة حماس السياسيين والعسكريين، وكذلك بعض قيادات العمل المقاوم كالجهاد الإسلامي، وأستبعد استهداف المدنيين حتى لا تفاقم (إسرائيل) أزمتها مع المجتمع الدولي وحتى تقلل الدعم الجماهيري المتعاطف مع غزة، وعلى هامش الاستعداد الإسرائيلي فإنه يمكننا ملاحظة استعدادات من نوع آخر على الجانب العربي، منها محاولة إحداث شرخ في العلاقة بين حماس والدول الداعمة لمقاومتها مثل إيران وهذا ما لمسناه في حديث السيد خالد مشعل في السعودية، وكذلك إقامة مصر جدارا فولاذيا لإحداث ضغط شعبي في قطاع غزة، وقيام 140 ألف مسجد في مصر للتحريض ضد حماس وقادتها لتشويه صورة غزة وحماس لتبرير حصارها للقطاع ولتفادي أي تفاعلات  جماهيرية  مصرية غاضبة قد يسببها نجاح (إسرائيل) في تنفيذ جريمتها ، فهذا هو السيناريو المتوقع تنفيذه من خلال مجموعة العمل التي تقودها (إسرائيل) لتركيع غزة، ربما تحقق (إسرائيل) بعض أهدافها ولكن الفشل سيلاحقها حتى النهاية .