خبر العدوان مازال مستمراً ..مصطفى الصواف

الساعة 08:00 ص|11 يناير 2010

العدوان مازال مستمراً ..مصطفى الصواف

مازال العدوان الإسرائيلي مستعرا، والتهديدات بعدوان جديد تزداد وتيرتها، والتحركات الإسرائيلية العسكرية توحي بأن العدو يلعب بورقة العدوان لخلط الأوراق أمام المقاومة التي تدرك مرامي العدو، لإرباك العمل في خطط الدفاع عن غزة حال قام العدو بتنفيذ هذا العدوان على القطاع.

 

العدو الإسرائيلي، وهذه حقيقة يجب التأكيد عليها في كل مرة؛ لم يوقف عدوانه، فكل يوم هناك شهداء وجرحى وإطلاق نار واعتداءات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية، هذا العدوان المتواصل يتطلب تعزيز الصمود لدى المواطن الفلسطيني لأنه الدرع الأول لمواجهة العدوان الإسرائيلي في كل وقت، وكذلك يجب الإسراع في إنهاء مشروع الدفاع عن غزة بشكل متقن وبدرس مستفاد من العدوان الأخير، كما يجب أن نحصن الجبهة الداخلية من أي دعاية سوداء وحرب نفسية، لأن جزءاً كبيراً من هذه التصريحات وهذه الوسائل المكشوفة من منشورات وغيرها، تهدف إلى النيل من عزيمة ومعنوية ونفسية المواطن الفلسطيني بهدف العمل على خرق جدار الجبهة الداخلية للنفاذ منه، تضاف إلى ذلك هذه الأعمال غير المسئولة من قبل أطراف داخلية لا تعي جيدا طبيعة المرحلة وأهمية الأمن الداخلي، وهي تمارس تفجيراتها المتعددة في المقاهي ومحال الإنترنت والصيدليات التي تمارس بجهالة في قطاع غزة.

 

المطلوب من الإعلام الفلسطيني أن يحذر من الانجرار وراء كل ما يبث عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية المساندة لها، وكذلك العربية التي بدأت تعزف على نوتة الأهداف الصهيونية والتي بدأتها الصحف الرسمية المصرية عبر المقالات التي ينشرها رؤساء التخريب العربي، وتحريض مشايخ السلاطين، والمطلوب أيضا من الإعلام الفلسطيني الوطني المستقل والحزبي أن يلتفت إلى ضرورة رفع معنويات المواطنين والعمل على تطمين المواطن، وليس زيادة الخوف، أو زرع نوع من الإحباط في النفوس، ومواجهة الإعلام المسموم بكل أشكاله وألوانه وأنواعه، بخطط وطنية تقوم بها كل مؤسسة على حدة في ظل غياب جهة فلسطينية واحدة، لتحديد محددات الإعلام الفلسطيني وتنظيم حملة واحدة لمواجهة الحرب النفسية التي يعمل عليها الإعلام المعادي.

 

ونرى من خلال مراقبتنا للأوضاع على الساحة الفلسطينية، أن الأمور لا تسير نحو عدوان شامل مع احتمال ذلك؛ ولكن من خلال قراءة ما بين السطور والمعلومات التي يحاول الإعلام الصهيوني ترويجها والتي تدور حول أمور محددة وتركز على منطقة بعينها، قد تكون عرضة لهذا العدوان، وما يروجه العدو الإسرائيلي، يتعلق بقضايا منها الأنفاق والسلاح، الأنفاق وعناصر متطرفة، الجنوب مركز الجماعات المتطرفة، الجنوب تمركز القاعدة وعناصرها، إلى جانب ما تقوم به الحكومة المصرية من تشديد للحصار، ومحاولات خنق غزة المتلاحقة، والعمل على منع قوافل المساعدات والتضامن، إضافة إلى الحملة الإعلامية المحمومة والمسمومة والموجهة من قبل المخابرات وأجهزة الأمن المصرية ضد المقاومة وحماس والأنفاق، هذا كله يعطينا مؤشرات أن العدوان الجديد إن وقع سيتركز على المنطقة الجنوبية من قطاع غزة وتحديدا مدينتي رفح وخانيونس، بعد أن يتم عزلهما عن بقية القطاع لمنع الإمدادات بكل أنواعها وشل القطاع عبر القيام بغارات جوية متعاقبة على مواقع ومراكز، وعمليات اغتيال منظمة بهدف إشغال بقية القطاع بنفسه، وتفرغ العدو الإسرائيلي للمنطقة الجنوبية.

 

هذا لا يعني أن العدوان على الأبواب، لأن الحسابات الإسرائيلية والأمريكية والتحرك العربي تحتاج إلى نوع من الهدوء في المنطقة، والأجواء قد لا تكون مهيأة للعدوان، ولكنها لن تمنعه لو وجدت (إسرائيل) أن في ذلك مصلحة لها، فهي لا تعير للرأي العام الدولي اهتماما وتعلم أن أمريكا سوف تغض طرفاً عنها.

 

هذا يدعو المقاومة إلى أن تجعل من كل قطاع هدفاً لها، وأن تدعم دفاعاتها بالتساوي ودون تركيز على منطقة دون منطقة، والأخذ بكل الأسباب، واستكمال أدوات دفاعها بأسرع وقت ممكن، وفي نفس الوقت العمل على تطمين المواطنين بأن المقاومة كما عودتهم ستقف إلى جوارهم في كل الأحوال وسوف تكون سندا قويا لصمودهم ومدافعا عنيدا عن غزة وأهلها، ولن تتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، بل ستقف إلى جوارهم كما وقفت في العدوان الأخير.