خبر الغزيون: قوات الاحتلال بدأت تطبيق تهديداتها التي أطلقتها عبر المنشورات الأخيرة

الساعة 06:18 ص|11 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة

في صبيحة يوم أمس توجه مواطنان لمحاولة جمع بعض الخردة وبيعها في محاولة لكسب بعض المال، وما إن اقتربا من المنطقة الحدودية حتى باغتتهما قذيفة مدفعية أعقبها إطلاق نار، فاستشهدا على الفور.

هكذا وصف شهود عيان من السكان المحليين ما جرى في منطقة السيفا شمال بيت لاهيا، مع بزوغ نهار أمس.

وأضافوا: المنطقة كانت تشهد هدوءاً مشوباً بالحذر والمزارعون يتوجهون إلى مزارعهم، وبعد سماعهم إطلاق النار والقصف عادوا أدراجهم مفضلين اعتزال العمل في ذلك اليوم عن التعرض للموت.

قال محمد أبو سويرح الذي يسكن بالقرب من محررة "دوغيت": كل يوم بل كل لحظة نتوقع أن يقع إطلاق نار أو قصف، وفي الكثير من الأحيان نتوقع أن تدهم الدبابات منطقتنا، فنحن نعيش في منطقة حدودية معرضة للأخطار بشكل دائم.

وأضاف أبو سويرح (40 عاماً) إنه لم يتوجه إلى أرضه للعمل فيها، أمس، خاصة بعد سماعه باستشهاد مواطنين، مشيرا إلى أنه يحرص على عدم التجول بحرية في تلك المناطق كلما شعر بأن هناك خطراً من الاحتلال.

في يوم السادس والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي توجه ثلاثة شبان من القرية البدوية إلى أنقاض المنطقة الصناعية في بيت حانون القريبة من معبر إيرز، وبعد دقائق من وصولهم تعرضوا للقصف وإطلاق النار أيضا.

لم يكن هؤلاء الشبان الثلاثة مسلحين أو يعملون ضمن مجموعات المقاومة بل تواجدوا في المنطقة لمحاولة كسب العيش، وما كان من قوات الاحتلال إلا أن حولتهم إلى جثث هامدة.

قبيل ذلك بأيام قليلة أصيب أربعة مواطنين بجروح متفاوتة إثر تعرضهم لإطلاق النار في حوادث متفرقة في بيت لاهيا وشرق بيت حانون بعد اقترابهم من السياج الحدودي.

يقول الشاب منذر حمد من بيت حانون: لا أحد يستطيع الاقتراب من هذا السياج حتى مسافة كيلومتر، لأنه يعلم أن رصاص الاحتلال ينتظره.

وأضاف حمد (21 عاماً) الذي يعمل في جمع الحجارة والحديد: لم يكن الشبان الثلاثة من القرية البدوية الذين استشهدوا يعلمون بنية الاحتلال المبيتة، لذلك واصلوا السير حتى تصدت لهم الأعيرة النارية فأوقعتهم شهداء.

قبل نحو ثلاثة أيام فقط ألقت طائرات الاحتلال آلاف المنشورات تهدد من خلالها المواطنين الذين يقتربون من السياج الحدودي حتى مسافة 300 متر بالقتل، لكنها في الواقع تقتل من يقترب حتى كيلومتر.

هكذا قال المسن أيوب أبو دحيل الذي يسكن في القرية البدوية التي تقع عند مسافة لا تزيد عن كيلومتر من السياج الحدودي شمال شرقي بيت لاهيا.

دأب أبو دحيل على منع الفتية والأطفال من اللهو في المنطقة الخالية الملاصقة للقرية من الجهة الشمالية وتقديم النصح لرعاة الأغنام بعدم العمل فيها.

إطلاق النار الذي يستهدف هؤلاء المواطنين يعزز نصائح وتعليمات المسن أبو دحيل.

لا يعلم هؤلاء المواطنون إن كان ما تقوم به قوات الاحتلال تطبيق لتهديداتها الملقاة عبر منشورات، لخلق مناطق عازلة أم مقدمة لحرب جديدة تستهدف مناطقهم.

واستذكروا بعض الأحداث التي وقعت قبيل الحرب الماضية التي اندلعت في السابع والعشرين من شهر كانون الاول 8002، عندما نفذت قوات الاحتلال سلسلة عمليات قصف وتوغل بعد إعلان فصائل المقاومة عن انتهاء التهدئة. وتعزز التهديدات التي يطلقها قادة الاحتلال وتصريحاتهم المستمرة بوجود تدريبات ميدانية يجريها جيش الاحتلال لتنفيذ هجوم خاطف على غزة، مخاوف المواطنين في المناطق الحدودية.