خبر ساسة ومختصون: حتى إن تم استئناف المفاوضات مع إسرائيل فالمحصلة ستبقى صفر

الساعة 06:01 ص|11 يناير 2010

فلسطين اليوم : القاهرة - رام الله

شكك عدد من الخبراء في نجاح الزيارة التي سيبدؤها مبعوث الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل إلى أوروبا ودول المنطقة من أجل بحث استئناف المفاوضات الإسرائيلية -الفلسطينية التي توقفت في ديسمبر 2008 عقب العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقال الكاتب الصحافي المصري إبراهيم الدراوي المتخصص في الشأن الفلسطيني:" إن هناك مجموعة من العقبات التي تحول دون نجاح الأفكار المطروحة حالياً من جانب واشنطن لعل أبرزها أن الولايات المتحدة تريد استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، وهذا يعني التفافاً على الطلب الفلسطيني الداعي لوقف كامل للأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية وغور الأردن، رغم أن الرئيس باراك أوباما نفسه هو الذي دعا إلى وقف الاستيطان".

وأشار الدراوي إلى أن العقبة الثانية تتعلق بالطلب الإسرائيلي من السلطة الفلسطينية والدول العربية الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، مؤكداً أن هذا يهدد وجود أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في الداخل المحتل، وحتى الآن تتردد الدول العربية في الاعتراف بهذا، فيما لفت النظر إلى أن العقبة الثالثة تتمثل في رغبة إسرائيل في الاحتفاظ بالقدس الشرقية مقابل بناء قدس جديدة مصطنعة لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية.

وذكر أن العقبة الرابعة تتمثل في أن الدعوة الأمريكية لاستئناف المفاوضات في ملفي الأمن والحدود وإغفال باقي قضايا الحل النهائي إلى مرحلة أخرى من المفاوضات يجعل المفاوضات تحقق فقط ما تسعى له إسرائيل في حين يظل الطرف الفلسطيني ينتظر القضايا الهامة بالنسبة له مثل قضايا اللاجئين والقدس والمياه.

وخلص الدراوي للقول:" حتى لو تم استئناف المفاوضات فلن تصل إلى المحطة الأخيرة التي يريدها العرب والفلسطينيون لأنه منذ مفاوضات أوسلو لم تقدم هذه المفاوضات أي نتيجة"، وطالب بدلاً من ذلك بدعم جهود المقاومة الفلسطينية والعربية، لافتاً إلى أن قطاع غزه تم تحريره بالمقاومة وليس بالمفاوضات.

من جانبه، قال الدكتور علي حسان عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية :"إن الولايات المتحدة ومعها الدول العربية والسلطة الفلسطينية مخلصة تماماً في سعيها لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن إسرائيل غير جادة حتى الآن ".

وأشار إلى أن إسرائيل تهتم بأن لا تظهر أمام العالم بأنها من يعرقل المفاوضات، موضحاً أنها تدعي رغبتها في استئناف المفاوضات فوراً ولكنها غير مستعدة للتخلي عن الأراضي التي احتلتها عام 1967.

وقلل الدكتور حسان من الأنباء التي تحدثت عن إمكانية ممارسة واشنطن لضغوط اقتصادية على إسرائيل، وقال:" ليس هناك مجال للضغوط الأمريكية، وإن الخارجية الأمريكية صححت كل ما جاء على لسان ميتشل في هذا الصدد".

من جانبه، قال بسام أبو شريف المستشار السياسي للرئيس الراحل ياسر عرفات إن المساعي الأمريكية  تتيح هامش واسع لإسرائيل كي تناور مجدداً، قياساً بالتجارب الممتدة منذ عام 1988م عندما أقر المجلس الوطني إستراتيجية "حل الدولتين" والتفاوض.

وأشار إلى "ضغط مصري على الفلسطينيين للعودة للمفاوضات بدون شروط تجميد الاستيطان وتحديد نهاية التفاوض"، مطالباً "برفض مفاوضات عبثية وإنما إعلان رسمي من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، شريطة تحديد المرجعية بقراري 242 و338".

ولفت إلى أن "الحل الذي سيجلب السلام للمنطقة يكمن بإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف"، مرجحاً "قيام الدولة خلال سنتين إلى ثلاث سنوات إما سلماً أو من خلال انتفاضة شعبية سيكون لها إشعاعات خارج الحدود الفلسطينية ..".