خبر الانترنت.. « ضرة » المرأة في المنزل.. و« إدمان » الشباب الفلسطيني في غزة

الساعة 10:13 ص|10 يناير 2010

فلسطين اليوم – "خاص"

لم يخطئ من قال سابقاً إن "العالم أصبح عبارة عن قرية صغيرة"، في إشارة منه إلى تطور وسائل الاتصال والإعلام الشخصي والجماهيري، لكنه لم يدرك يوماً أن تطور وسائل الاتصال هذه يمكن أن يشكل عالماً واسعاً بين أفراد الأسرة الواحدة، ويخلق فجوة بين مكوناتها.

 

"الانترنت" أو ما يعرف عالمياً بالشبكة العنكبوتية، إحدى وسائل الاتصال الأكثر أهمية اليوم في العالم، بعد أن دخل استخدامه نواحي كثيرة في حياة المواطنين، فنجده في العمل، والجامعات، والمؤسسات، والمقاهي وفي نهاية المطاف ينتقل إلى المنزل، لتبدأ فصول مشكلات خفية تنشأ داخل الأسرة، سببها الرئيسي كما تقول الزوجات "الانترنت"، فكيف يحدث ذلك، وما هو سبب الخلاف، أسئلة وجدنا لها إجابة عند عدد من الزوجات في قطاع غزة.

 

هذه "ضرتي" بهذه الكلمة وصفت المواطنة "ص.ح" وجود الانترنت في منزلها، فهو كما تقول يلازم زوجها في الليل وفي أوقات كثيرة من النهار، وتضيف أن زوجها ينتهي من عمله الساعة الثالثة مساءً، حيث يتناول غذائه ويخلد إلى النوم، ليصحو بعد ذلك، أمام شاشة الكمبيوتر، ويقضي ساعات الليل الطويلة، راسماً لنفسه عالماً على شبكة الانترنت يتنقل بين مواقعها، ويتواصل مع بيئته الجديدة من مشتركين آخرين.

 

وتؤكد المواطنة "ص.ح" أن إهدار هذا الوقت وتغيب زوجها عن بيته رغم أنه متواجد فيه، كان سبباً في نشوب خلافات كبيرة بينها وبين الزوج الذي تتهمه بالإهمال، وعدم الاكتراث بشؤون بيته, وزوجته التي لها حق عليه في مجالستها، وقضاء الجزء الأكبر من وقته معها.

 

مشكلة المواطنة "ص.ح" لم تكن بعيدة في جوهرها من مشكلة المواطنة "م.ز" التي تقول إنها فكرت كثيراً في إعطاب جهاز الكمبيوتر الخاص بزوجها، بعد أن أصبحت تشعر بملل شديد من زوجها الحاضر الغائب، فهي تقضي معظم وقتها وحيدة، لا تشعر بوجود زوجها إلا عندما يطلب منها تحضير الطعام أو الشراب، وتكاد تتحمل أعباء منزلها لوحدها في تربية أطفالها، وإدارة شؤون منزلها.

 

أبحرنا قليلاً داخل عقول من يدمنون على استخدام الانترنت في قطاع غزة، فوجدنا أن الفراغ، وعدم توفر فرص العمل، سببان رئيسيان في دفع الشباب إلى الجلوس أمام شاشات الانترنت، في هروب واضح من الواقع المفروض عليهم. 

 

المختص في علم النفس الاجتماعي الدكتور عدنان حجو أوضح أن ثورة المعلومات والاتصالات وانتشار الانترنت في البيوت والمؤسسات والمقاهي تعد ظاهرة تستحق الاهتمام والدراسة لمعرفة أثارها الاجتماعية والنفسية كما تركت أثارها في الجوانب الأخرى العديدة.

 

وقال إن استخدام الانترنت من قبل العديد من الناس وخصوصا شرائح المراهقين والشباب أصبح من الظواهر التي يرى الإنسان العادي انعكاساتها مع كل من يتعامل مع هذه الشرائح .. فاستخدام الانترنت أصبح بديلا للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب وأصبح هم الفرد قضاء الساعات الطويلة في استكشاف مواقع الانترنت المتعددة مما يعني تغيرا في منظومة القيم الاجتماعية للأفراد حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك الذي يمثل عنصرا هاما في ثقافتنا0

 

وأشار إلى انه بالمقابل فان الاستخدام الفردي للحواسيب والانترنت يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف.