خبر بضغط إسرائيلي الولايات المتحدة توافق على إجراء تعديلات على صفقات السلاح مع الدول العربية

الساعة 07:36 ص|10 يناير 2010

فلسطين اليوم-القدس

ذكرت صحيفة هآرتس، نقلا عن اسبوعية "بورفرد" التابعة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، أن الإدارة الأمريكية وافقت في أعقاب شكوى تقدمت بها إسرائيل على إجراء تعديلات على صفقات سلاح مبرمة مع الدول العربية «المعتدلة» كانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش قد ابرمتها ويحل في هذه الأيام موعد إخراجها إلى حيز التنفيذ، وذلك للحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي في المنطقة.

 

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين إن الإدارة الأمريكية ابرمت في فترة بوش صفقات سلاح تخل بالاتفاقات الأمنية الموقعة مع إسرائيل والتي تضمن الحفاظ على تفوق نوعي للجيش الإسرائيلي على جيوش الدول العربية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أجرى زيارة خاطفة للولايات المتحدة في سبتمبر ايلول الماضي وتوصل إلى أتفاق مع الإدارة الأمريكية بالشروع في محادثات للتوصل إلى صيغة ترضي إسرائيل .

 

ويتوقع أن يزور مستشار الأمن القومي الأمريكي جيمش جونز إسرائيل هذا الأسبوع وسيبحث خلال زيارته هذا الموضوع إضافة إلى قضايا أمنية أخرى.

 

وحسب مصادر رفيعة المستوى في الإدارة الأمريكية، ومسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية ووزارة الحرب، فإنه خلال السنة الأخيرة من ولاية بوش ابرمت الولايات المتحدة اتفاقات لبيع الدول العربية المعتدلة كالسعودية ومصر والإمارات، وسائل قتالية متطورة المعتدلة، وبرر الأمريكيون الصفقات بـ «الحاجة إلى تعزيز هذه الدول في وجه التهديد الإيراني».

 

وتشير الصحيفة إلى أن سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، مايكل اورين كان قد تطرق للموضوع في خطاب ألقاه في مؤتمر للمجلس اليهودي الديمقراي، حيث قال: اكتشفنا أن التفوق النوعي لإسرائيل قد تأكل.

فجئنا إلى إدارة أوباما وقلنا: إسمعوا، لدينا مشكلة هنا ". وبحسب أورين فإن رد الإدارة الأمريكية كان «إيجابيا وفوريا». وأضاف: " هم قالوا إنهم يعتزمون علاج هذه المسألة والتأكد من أنه يتم الحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي". وأكد أنه "منذ ذلك الوقت شرعنا في حوار شامل".  

وحسب الصحيفة فإن الأسلحة التي تثير قلق إسرائيل بشكل خاص هي في المجال البجوي والبحري. فقد باعت الولايات المتحدة للسعودية طائرات مقاتلة متطورة من طراز f-15 والتي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي.

وحسب التقديرات الإسرائيلية فإنه في أعقاب الصفقة سيكون بحوزة السعودية ما بين 200-250 طائرة من هذا النوع. كما باعت الولايات المتحدة للسعودية ايضا "قنابل ذكية" تطلق من الطائرات الحربية، قسم منها يوجه عن طريق القمر الصناعي وأخر يوجه بواسطة أشعة الليزر، كما تتضمن الصفقة صواريخ بحرية متطورة مضادة للسفن ، ومعدات الكترونية أخرى تستخدم في الطائرات الحربية شبيهة بالتي بحوزة إسرائيل.

 

وتقول "هآرتس" أن المنظومة الأمنية الإسرائلية قدمت في نهاية ولاية بوش توصيات للمستوى السياسي بطرح الموضوع مع الإدارة الأمريكية الجديدة. وحذرت من أن «الولايات المتحدة تقوم بتسليح الدول العربية المعتدلة بشكل "يقلص التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، وخاصة في المجال الجوي».

 

وتضيف هآرتس: في الشهور الأخيرة بدأت حكومة نتنياهو بإجراء اتصالات هادئة مع الإدارة الأمريكية في مسألة الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. وتجري المحادثات مع البيت الابيض ووزارة الدفاع الأمريكية على أعلى المستويات ". وتشير إلى أنه «في شهر سبتمبر أيلول الماضي، قبل يوم واحد من بدء اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، أجرى وزير الحرب إيهود باراك زيارة خاطفة لواشنطن وتم التكتم على مضمون المحادثات. وقال مكتب باراك حينذاك أن وزير الأمن سيلتقي مع مستشار الأمن القومي جيمس جونس، ومسؤولين آخرين، لبحث تجديد العملية السياسية مع الفلسطينيين. ويعتقد أن محادثات باراك في البيت الأبيض ووزارة الدفاع تضمنت ايضا صفقات السلاح مع الدول العربية».

 

وتشير الصحيفة إلى أن «المسؤولين الإسرائيلين شددوا في المحادثات التي أجريت منذ ذلك الوقت مع إدارة أوباما على أنه بالرغم من أن نية الإدارة الأمريكية هي تعزيز الدول العربية المعتدلة في وجه إيران، فإن هذا السلاح المتطور، وخاصة الطائرات الحربية، قد يوجه في المستقبل ضد إسرائيل».

 

وتضيف أن «مسؤولي الإدارة الأمريكية اعترفوا لباراك بأنه تم خرق الاتفاقات الأمنية مع إسرائيل، وأعربوا عن استعدادهم لإصلاح الوضع. ومنذ ذلك الوقت اجريت جولات محادثات في إطار لجنة خاصة شكلت لتقييم الأضرار وإيجاد سبل لإصلاح الوضع والحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على الدول العربية».