خبر في هذه الأيام .. ذكريات يحملها الاصدقاء لشهداء الكلمة والصورة خلال الحرب الأخيرة

الساعة 08:51 ص|09 يناير 2010

فلسطين اليوم- غزة(تقرير خاص)

تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي قتل عيون الحقيقة من خلال استهداف الصحفيين الذين ينقلون الكلمة الصادقة والصورة التي تفضحهم  وتعريهم، من خلال استهدافهم ومؤسساتهم ومنازلهم وأهاليهم، وكل ذلك كان في محاولة بائسة لطمس الإعلام الصادق وإسكات صوت الصحفيين من خلال ترويعهم وترهيبهم.

"فلسطين اليوم" تستذكر عبر تقريرها الشهداء الصحفيين الذين قضوا خلال الحرب الأخيرة على غزة, فقد وصل عدد الشهداء من الصحفيين خلال انتفاضة الاقصي إلي أكثر من 30 صحفيا  , وخلال الحرب الأخيرة علي غزة استشهد خمسة صحفيين وهم:

"الصحفي عمر السيلاوي الذي يعمل في فضائية الأقصى، واستشهد عندما قصفت طائرات الاحتلال مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة في مشروع بيت لاهيا، مما أدى إلى استشهاده مع 16 مصليا وإصابة العشرات في هذه المجزرة المروعة.

والصحفي باسل فرج،مصور لدى شركة الإنتاج الإذاعي الفلسطينية وكذلك للتلفزيون الجزائري، واستشهد متأثراً بجراحه الخطيرة التي أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية بتاريخ 27 ديسمبر الماضي بمدينة غزة.

الصحفي إيهاب الوحيدي،مصور في تلفزيون فلسطين، واستشهد مع والدة زوجته مساء الخميس 8/1/2009 بعد قصف الطائرات الحربية الصهيونية لمنزله الكائن في برج الأطباء بحي تل الهوى غرب مدينة غزة.

و الصحفي جلال نشوان، يعمل في قسم البرامج بتلفزيون فلسطين، واستشهد صباح يوم الأحد 11/1/2009 برصاص قوات الاحتلال المتوغلة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة

ومن بين هؤلاء الصحفيين الصحفي علاء مرتجي والذي يعمل في إذاعتي ألوان و البراق بمدينة غزة، بجراحه الخطيرة التي أصيب بها جراء قصف منزله من دبابة صهيونية كانت متوغلة في حي الزيتون شرق مدينة غزة، استشهاده متأثرا بجراح خطيرة حيث يصادف اليوم ذكرى استشهاده

سنواصل الطريق

وفي حديث خاص لوكالة فلسطين اليوم  لأحد زملاء الصحفي علاء مرتجي بالمجال الإعلامي مازن البلبيسي" كان خبر استشهاد علاء كالصاعقة على ولم أصدق الخبر فكان معي في صباح يوم الجمعة لنقل الإحداث ولكن ذهب ليطمئن علي أهله ويعود  فسارعت بالاتصال علي أقاربه وطمئنوني أنه أجري له عملية جراحية وأن حالته مستقرة .

وبعد صمت قليل وكإنه يحاول إخفاء حزنه "بعد ساعتين سيفوق من البنج  هذا ما اخبوني به ...  فحمدت الله وأسرعت من أجل الذهاب إلى مستشفي الشفاء وحين وصلت كان قد فارق الحياة  فأجهشت بالبكاء ودعيت له بالرحمة وأقسمت بالله وأنا في حالة من الذهول والحزن والألم لو يقطعونا لن يمنعونا من نقل الحقيقة .

ويضيف البلبيسي وعلي وجهه ابتسامة حزينة  كانت تربطني بعلاء علاقة أخوية فقد كان خلوقا ومؤدبا و الابتسامة لا تفارق وجهه كان بشوشا ومحبوبا من الجميع شابا مسالما لا يعرف الكذب والنفاق ويحب ان ينقل الأخبار للشعب الفلسطيني من داخل الميدان كان محافظا على عمله .

وقال البليسي فقد تميز زميلي الشهيد علاء مرتجي في براعته في تقديم البرامج الثقافية والمسابقات الدينية والقراءة في الصحف الأسرائيلية وبرنامج هموم المواطن الذي أبدع فيه واستطاع أن يحل الكثير من مشاكل المواطنين من خلال المتابعة مع المسؤولين .

وأوضح "الآن يتذكروه جمهوره العريض من المستمعين والمشاركين في برامجه فالكثير منهم بكي عليه لدرجة أنهم اتصلوا بي لكي يقدموا التعازي والله حتي أناس خارج فلسطين يعرفوه حزونا على فراقه حزنا شديدا ."

ويضيف ل"فلسطين اليوم" "سنبقي نتذكره وسنسير على خطواه  التي رسمها لنا ولن يمنعنا إرهاب العدو مهما بلغ من جبروته وإمعانه في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق أبناء شعبنا وخاصة استهداف الطواقم الصحفية من العمل ".

معاهدا الشهيد بمواصلة الدرب والطريق في نقل الحقيقة مها كلفنا ذلك من ثمن ولن يستطيع أحد مهما كان أن يوقف سيل الحقيقة مهما بلغت التضحيات.. ولن تكون الأخير من شهداء الكلمة والصورة فلقد سبقك الكثير من الزملاء وسيلحق بك آخرون و لن يستطيعوا كتم الحقيقة "..