خبر ائتلاف الكذب..معاريف

الساعة 12:14 م|08 يناير 2010

بقلم: بن - درور يميني

رابطة الطلاب في كلية الاقتصاد في لندن قررت في الاونة الاخيرة عقد توأمة مع الجامعة الاسلامية في غزة. التصويت حصل على اغلبية كبيرة. الجامعة الاسلامية هي الموقع الايديولوجي اللاسامي التابع لحماس. عضو البرلمان الفلسطيني عن حماس الدكتور يونس الاسطل يشغل هناك منصب عميد كلية الشريعة ورئيس لجنة الفتوى. الاسطل يقول ان ابادة اليهود هي مسألة وقت وان روما ستحتل من قبل الاسلام وان من الواجب السيطرة على "الامريكيتين". في نفس الاسبوع الذي تبنى فيه الطلاب الانجليز الجامعة الاسلامية، صرح الاسطل الشخص الاعلى مرتبة في تلك الجامعة بأن حماس هي جزء من التحالف الذي سيقيم الخلافة العالمية. طلاب لندن صوتوا معه. العالم الحر كما يجب ان تنتبهوا يفقد نظام المناعة الخاص به. هذه كانت المحطة الاولى في ائتلاف الجنون. وسنواصل للمحطات الاخرى.

رحلة طويلة بدأت في نقاط مختلفة في اوروبا، من بينها بريطانيا وتركيا، متوجهة الى مصر. في هذه المرة ارادوا تمرير المساعدات المرسلة للقطاع عبر مصر. على رأس هذه الحملة كان جورج غلوي عضو البرلمان البريطاني الذي يعتبر مصطلح اليسار الراديكالي صغير عليه الان. تضامنه مع الجهاد مطلق. الان مصر في نقطة التصويب والاستهداف من قبل غلوي. هو وصل مع مئات نشطاء السلام الى القاهرة وهناك ذاقوا قوة ذراع الشرطة المصرية. الحملة وصلت الى العريش. هناك انضم اليهم ملائكة النوايا السيئة من تركيا ومن بينهم اربعة من اعضاء البرلمان. المصريون بدورهم حاولوا التجاوب معهم ولكن لا. هم ارادوا مسرحية والنتيجة هي جلبة وفوضى وقتيل وجرحى. في هذه المرة على الاقل اسرائيل لم تكن في الصورة. الاغلاق والحصار مسجل على اسم مصر.

وزير الخارجية التركي دخل الى المسألة حتى يدافع عن اعضاء البرلمان. تركيا تقترب من محور غلولي المؤيد لحماس. ليس محور الشر وانما ائتلاف الجنون.

في جوهر الامر اتجاههم صحيح بالتحديد. قطاع غزة يمكنه ان يكون بل من الواجب ان يكون مفتوحا ولكن من الاتجاه المصري. على اسرائيل ان تقطع نفسها عنه تماما وكليا كهرباء وماء ومال وخدمات صحية. مصر هي الخيار الطبيعي عندما يحدث ذلك سيتلاشى التضامن الدولي مع القطاع. فالعالم الحر كما نعلم يشجع القبضة القوية عندما يتعلق الامر بالعرب الذين يعالجون مجانينهم. هكذا هو حال معالجة مصر لحماس. صحيح انهم سيحنون حينئذ للعلاج الاسرائيلي. ولكن هذا الامر سيكون متأخرا جدا. العالم سيشجع المصريين وحدهم. هذا هو الخيار الذي كان على اسرائيل ان تسير عليه. ربما ليس الوقت متأخرا بعد فمن يعلم؟

سنواصل مسارنا مع ائتلاف الجنون. البروفسور ريتشارد فالك يهودي امريكي ويعمل كباحث خاص لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. من أعالي منصبه هذا يدعي هذا الشخص بان اسرائيل نازية ويؤيد في نفس الوقت المنظمة التي تبنت الايديولوجيا النازية في كل ما يتعلق باليهود – حماس. فالك هو من انصار نظرية المؤامرة في قضية عمليات التفجير في الولايات المتحدة. كيف يصل شخص الى ائتلاف الجنون هذا الى منصب بارز في فرينستون والى منصب رفيع في الامم المتحدة؟ قلنا لكم بأن شيئا ما غير سليم في جهاز مناعة العالم الحر. وسنقولها مرة اخرى.

في هذا الاسبوع طلع علينا فالك بحملة جديدة لفرض المقاطعة على اسرائيل وامداد حماس بالصدقات. هو يتضامن مع انصار حماس الذين وصلوا الى العريش. وليس وحده في هذه المسألة. هناك ايضا الموسيقار روجر ووترز من فينك فلويد الذي ارسل رسالة تضامن من جانبه. ليست اسرائيل في خطر وانما العالم الحر هو الذي في خطر. سرطان الجنون يتفشى.

"كل المزايا المقيتة التي ينسبها العالم اللاسامي لليهود موجودة لدى قادة دولة اسرائيل: الخداع والغش قتل الاطفال وحب المال" . في العادة هذه امور يقولها قادة حماس والجناح اللاسامي في اليمين – يسار. ولكن في هذه المرة تقال هذه الامور وقبل ايام قلائل على لسان احدى الخطيبات واسمها نوريت بيليد – الحنان وفي مظاهرة لليسار لاحياء ذكرى مرور عام على حرب غزة. ائتلاف الجنون وصل الى وسط تل ابيب.

قبل عام دافعت عن حق الاحتجاج. هناك يسار يطالب بالسلام ويمطر اسرائيل رشقات من الانتقادات. يسار شرعي. هناك يسار نحو التحول الى حركة لاسامية ويشكل وصمة على جبين اليسار كله. هذا يحدث لان اللاسامية على شاكلة بيليد – الحنان الام الثكلى التي قتلت ابنتها في عملية ارهابية فقررت بدورها التضامن مع القتلى، تتحول الى ناطقة شرعية باسم اليسار. ان لم يتنصل منها فانه يستحق  ما يحصل له. بيليد – الحنان قد حصلت على جائزة سخاروف من الاتحاد الاوروبي. هي تعلم في الجامعة العبرية في كلية التربية وستحصل فيما بعد على جائزة اسرائيل.

مبادرة وزير التربية والتعليم لتكريس فصل لمنع وضعوا فوق المقصلة تثير عاصفة. صحيفة "هآرتس" كما كان متوقعا تطرح ادعاءات بأن الامر يتعلق بتقديس الموت وكراس يقارن بين الارهاب اليهودي والارهاب الفلسطيني. لماذا نوجه اداعاءاتنا للفلسطينيين الذين يقدسون الشهداء. ادعي في مقالة في نفس الصحيفة بأننا نحن ايضا تصرفنا على هذا النحو. ارهابيو الشعب الاخر كما يقولوا لنا المتنورون هم مقاتلون من اجل الحرية باسم هذا الشعب الاخر.

ليس بالضبط. التجمعات السكانية اليهودية عارضت الارهاب واختارت ضبط النفس بما في ذلك ازاء الارهاب العربي. هذه هي القاعدة. اما الاستثناء الذي كان مرحلة في منتصف التمرد  العربي الاكبر في 1938 حيث قامت حركة الايتسل بتوجيه ضرباتها للابرياء، فهي جديرة بكل شجب وقد فعل التجمع السكاني اليهودي ذلك فعلا. كما ان الذريعة بأن هذا كان جزءا من الحرب الاهلية وان اليهود الابرياء قد قتلوا ليست ذريعة مقبولة. هذا كان ارهابا وليس مسألة يفتخر بها. الى ان الجدل المتجدد يدور حول صاعدين الى المقصلة. وبالفعل يجدر بنا ان ندقق. الكفاح اليهودي من اجل التحرر والسيادة كان ضد البريطانيين وضد مقاتلين. من بين الاثني عشر مشنوقا واحد فقط وهو شلومو بن يوسف حاول مهاجمة باص مدني. هو حاول فقط. القنبلة لم تنفجر ولم يتضرر احد. هذا كان انتقاما على عمليات وحشية في الايام التي سبقت ذلك وتضمنت قتل الابرياء واغتصاب امرأتين وتقطيع جثثهما. بن يوسف ورفيقيه تصرفوا من تلقاء انفسهم والاهم كل ما تبقى من الـ 11 الذين تم اعدامهم وجهوا ضرباتهم للسلطات البريطانية وليس للمدنيين.

هذه الحقائق لم تبلبل رؤوس المفترين في صفوفنا. هم يدعون بأن فتح هي حركة الهغانا وان حماس هي حركة الايتسل. ليس هناك كذب اكثر من ذلك. ضرب المدنيين والابرياء هو القاعدة بالنسبة للفلسطينيين وليس الاستثناء. عند الفلسطينيين لا يتعلق الامر بمنظمات منشقة وانما بنهج بدأ من قبل ان تظهر دولة اسرائيل.

البروفيسور يهودا كيدار جلس مع دوف غرونير في زنزانة المحكوم عليهم بالاعدام. هو غاضب من المقارنة بين الاشخاص الذين تم اعدامهم من اليهود وبين الارهاب الفلسطيني. "غرونير" حدثني كيدار، "لم يكن رجلا ارهابيا وانما كان جزءا من حركة العصيان المدني. هو لم يوجه ضربته للمدنيين". الحق معه. غرونير ضبط عندما شارك في الهجمة على محطة الشرطة البريطانية. كيدار يبلغ من العمر الان 85 عاما وقد كان في حينه عضوا في البلماخ. الا ان هذه مسألة وقت فقط الى ان تقارن صفحات التاريخ بينه وبين قاتل الاطفال. لقد فعلوا ذلك مع غرونير وسيأتي دوره.

قتل الابرياء كان استثناء عند اليهود اما عند العرب فهو القاعدة. فليحيا هذا الفرق البسيط.