خبر انقسام أكبر طائفة مسيحية في فلسطين.. اتهامات لثيوفيلوس بالمساعدة في تهويد القدس

الساعة 07:40 ص|08 يناير 2010

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

وصل الخلاف بين ممثلي المؤسسات المسيحية العربية والبطريرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث، إلى حد التهديد بالانشقاق، وتشكيل الكنيسة العربية الأرثوذكسية.

وساءت العلاقة بين جزء من المسيحيين العرب وثيوفيلوس إثر اتهامه بالتورط في تسريب أراض تابعة للكنيسة في مار إلياس في القدس لمؤسسة يهودية وغض الطرف عن استرجاع أراض يتهم سلفه ايرينوس الأول، بتهريبها، وهو أمر ينفيه نفيا قاطعا، واستهداف حقوق الأرثوذكس العرب. وقالت البطريركية آنذاك إنها أوكلت لهذه المؤسسة اليهودية مهمة بناء مساكن للشباب المسيحيين في القدس.

وقال مروان الطوباسي وكيل وزارة السياحة الفلسطينية، في مؤتمر عقده في ساحة المهد في بيت لحم، ودعت إليه المؤسسات الأرثوذكسية العربية وعددها 19 مؤسسة منتخبة: «لا يمكن أن نسكت.. وإذا استمر هذا الاستهتار فإننا سنعلن الكنيسة العربية الأرثوذكسية».

وزادت حدة الخلافات بين الأرثوذكس العرب والكنيسة الخاضعة لرجال الدين اليونان، مع الاحتفالات بأعياد الميلاد وفقا للكنيسة الشرقية. وألقت هذه الخلافات بظلالها على أعياد الميلاد، وفي خطوة غير مسبوقة نفذت المؤسسات العربية الأرثوذكسية تهديداتها، وقاطعت، مراسم استقبال ثيوفيلوس، واستجاب للمقاطعة جزء كبير من المسيحيين العرب.

ووصل موكب ثيوفيلوس، إلى ساحة كنيسة المهد، وسط إجراءات أمنية مشددة، وعلى غير عادة المدينة الصغيرة لم تخرج لاستقباله فرق الكشافة التي تجمعت في ساحة المهد أول من أمس للترحيب ببطاركة الكنائس القبطية والسريانية وغادرت المكان قبل وصول ثيوفيلوس الذي استقبله ممثلو المؤسسات الأرثوذكسية ومسيحيون، بشعارات مناهضة لسياسته، منها أن الأرض ليست للبيع والمساومة.

وقال الطوباسي: «إننا نحتفل بالأعياد ونحن نعاني من الاحتلال ومن سياسية البطريرك في تسريب الأراضي للاحتلال». واتهم ثيوفيلوس بالمساعدة على تهويد القدس، من خلال تسريبه مؤخرا 71 دونما في مار إلياس لشركة «تل بيوت» اليهودية. كما اتهمه بعدم الوفاء بتعهداته بإرجاع الأراضي التي سربها سلفه في «باب الخليل»، وبالمضي في سياسية استعداء الكهنة العرب، وتعطيل وصولهم إلى المجمع المقدس.

ولكن على ما يبدو ليس هناك إجماع بين الأرثوذكس العرب على هذا الموقف؛ إذ هب للدفاع عن ثيوفيلوس، 16 من الكهنة العرب، متهمين بعض أنصار البطريرك السابق، بالرغبة في الانتقام.

وقال الكهنة العرب، إنه من غير المقبول أن تنصب فئة لا تمثل الكنيسة أو الرعية أو المؤسسات الأرثوذكسية نفسها متحدثا باسم الأرثوذكسيين. وأبلغوا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بوجود جهات غربية «تحاول إضعاف البطريرك حتى تعطّل مسيرته التي ثبتت عمليا على أرض الواقع إنقاذ العقارات والأرض وحمايتها من كل طامع». وقال فياض إن الحكومة على علم بجهود غبطة البطريرك في إنقاذ العقارات الأرثوذكسية وحمايتها واسترجاع ما تم تسريبه.

وعارض إلياس سعيد من النادي الأرثوذكسي العربي في بيت ساحور، القريبة من بيت لحم، فكرة الانشقاق، وقال: «نحن بصدد البدء في مظاهرات ضد البطريرك الآن، لكنه من غير الواقعي الانشقاق وتشكيل نوع جديد من التسلسل الهرمي للكنيسة».

وطلبت مؤسسات أرثوذكسية عربية من السلطة التدخل لمنع تسريب الأراضي، ولم تتخذ السلطة موقفا معلنا، لكن الرئيس الفلسطيني لم يحضر قداس منتصف الليل، كما جرت العادة. واجتمع أمين عام الرئاسة، الطيب عبد الرحيم بالمحتجين على البطريرك، في إشارة قوية إلى دعم مطالبهم، وقال لهم: «جمعتنا روابط الأخوة والمحبة وتجمعنا عهدة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع البطريرك صفرونيوس طيب الله ثراه». وأضاف: «ننظر للمقدسات المسيحية والممتلكات الكنسية النظرة نفسها وبالالتزام نفسه لحرمة المقدسات الإسلامية، لأننا شعب واحد تعاهدنا بالدم على أن تظل هذه الأرض لنا نذود عن حماها وعروبتها بكل ما نملك».

وأضاف عبد الرحيم أن «الإغراءات تزداد وتمارس جميع الطرق الالتفافية وتستغل النفوس الضعيفة من أجل الوصول إلى الهدف ذاته الذي سعى له جميع الغزاة على مر العصور بالاستيلاء على ممتلكاتنا وانتهاك حرمات مقدساتنا، ولذا فإننا جميعا مطالبون بالتنبه لخطورة هذا المخطط والوقوف في وجهه، ونحن قادرون بوحدتنا على إفشاله لتظل القدس لنا.. رمزا للأخوة والمحبة والسلام، مهوى الأفئدة والعاصمة الأبدية لنا، وكلنا ثقة بأن أحفاد صفرونيوس وعيسى العوام سيقفون في الطليعة كما عودونا دائما يحافظون على إرث الأجداد وممتلكات كنيستهم».